الاثنين، 4 مارس 2013

يتساءلون:هل القرآن كلام الله؟



يتساءلون: هل القرآن كلام الله؟
Is the Quran God s word ?  ? 
سؤال: لماذا لايفتح الإنسان فكره وقلبه أمام نور العلم والحقيقة ؟  فلاشئ يساويهما …وليس للمرء حجة الآن بعد انتشار ورقى وسائل الاتصالات الحديثة خاصة الانترنت
    الحقيقة فإننى أتعجب ممن لا يزالون يحاولون (عبثا) الضرب فى الإسلام رغم افتراض الطفرة الهائلة فى المعارف البشرية …
للأسف مازال هناك من يسأل هل القرآن ( والإسلام ) من عند الله ؟
أدعو الله أن يلهم الجميع العلم والهدى وينير القلوب والعقول بنوره فهو القادر علي ذلك

1-    العـــــــــــــــلم  :

ليس أفضل من لغة العلم الحديث (التجريبى والطبيعى) – ونحن فى عصر العلم- فى إنارة الطريق , وطبعا أهل هذه العلوم من المعاصرين هم الأفضل للإقناع .. مثل د.(موريس بوكاى) و د. (كيث مور) ولكل منهما كتبه التى تشرح فكره مثل:
"Maurice  Bucaille"  Dr.                                            The Bible, the Quran and science
      Keith  Moore""   Dr.           The developing human                                                                                      
 موريس بوكاى                         Bucaille  1920- 1998طبيب فرنسى جراح –نشأ نصرانيا – كانت له اهتمامات بالمصريات- استدعى للكشف على المومياوات المصرية أواخر الثمانينات- وقت حكم الرئيس الفرنسى ميتران –وأرسلت المومياوات إلى فرنسا واستقبلوها هناك استقبالا رسميا حافلا…         1- وبعد فحصها لاحظ د.(بوكاى) اختلاف مومياء واحدة عن الباقى :
((لكن ثمة أمراً غريباً مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استخرجت من البحر..! كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة , حتى همس أحدهم في أذنه قائلا لا تتعجل فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء..
ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر , واستغربه , فمثل هذا الإكتشاف لايمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة , فقال له احدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق .. !
فازداد ذهولا وأخذ يتساءل ..
كيف يكون هذا وهذه المومياء لم تكتشف أصلا إلا في عام 1898 ميلادية أي قبل مائتي عام تقريبا , بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟
وكيف يستقيم هذا في العقل , والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟؟؟ 
جلس (موريس بوكاي) ليلته محدقا بجثمان فرعون , يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق .. بينما كتابهم المقدس (إنجيل متى ولوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتة .. وأخذ يقول في نفسه : هل يعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون مصر الذي كان يطارد موسى ؟

وهل يعقل ان يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه ؟
لم يستطع (موريس) أن ينام , وطلب أن يأتوا له بالتوراة, فأخذ يقرأ في (سفر الخروج) من التوراة قوله »فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد« .. وبقي موريس بوكاي حائراً 
حتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه , أعادت فرنسا لمصر المومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بمقام فرعون! ولكن ..(موريس) لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال , منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة
فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إلى المملكة السعودية لحضور مؤتمر طبي يتواجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين.. 
وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكشتفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق.. فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى  
فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون     92 يونس
لقد كان وقع الآية عليه شديدا .. 
ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته ( لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن 
رجع (موريس بوكاي) إلى فرنسا بغير الوجه الذى ذهب به .. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم , والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى
42 فصلت {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}
كان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا , لقد كان عنوان الكتاب
 (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة).. فماذا فعل هذا الكتاب؟؟
من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات                                                                                           
ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية (الفرنسية) إلى العربية والإنجليزية والأندونيسية والفارسية والصربكرواتية والتركية والأوردوية والكجوراتية والألمانية..!
لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب , وأصبح خير كتاب يشرح الإسلام بموضوعية وحيادية ويقرب الإسلام من الأذهان الشاردة
ولقدحاول من طمس الله على قلوبهم وأبصارهم أن يردوا على هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي                      ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان                                                                 
وآخرهم الدكتور (وليم كامبل) في كتابه المسمى (القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم) فلقد شرق وغرب ولم يستطع فى النهاية أن يحرز شيئا                                                                                                    
بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز رداً على الكتاب , فلما انغمس بقراءته أكثر وتمعن فيه زيادة .. أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ!! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
يقول موريس بوكاي في مقدمة كتابه (لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية , فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدقة بموضوعات شديدة التنوع , ومطابقتها تماما للمعارف العلمية الحديثة , وذلك في نص قد كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا..! ))  www.imanway.com
وقد أحدث هذا الكتاب ضجة فى العالم كله – حيث ترجم للعديد من لغات العالم - , وكان سببا فى إسلام الكثيرين … وجدير بالذكر أن هذا الكتاب قد وضع على أسس علمية ووضع له مؤلفه معايير للبحث والمقارنة 
ويلاحظ أن هناك معايير ثلاثة يمكن من خلالها النقارنة وهى 1- زمن تدوين الكتاب (القرآن-الإنجيل-التوراة)-أدون وقت نزوله أم بعدها؟وبأى لغة؟ 2- مدى اتساقه مع بعضه أم تناقضه 3- مدى اتساقه مع الحقائق العلمية الثابتة
                                    
(ويلاحظ أكثر من ترجمة عربية لكتاب د. موريس بوكاى )
واقرأ  http://books.rafed.net/view.php?type=c_fbook&b_id=801
2 -          كذلك فلقد أُخذ د.(موريس بوكاى) بمراحل خلق الجنين كما ذكرها القرآن ( من نطفة إلى إلى علقة إلى مضغة) كما ذكرها القرآن الكريم – فى أكثر من آية –(كذلك قال القرآن أنه يُبدأ بالعظام أولا ثم تُكسى لحما – وليس العكس كما كان شائعا ).. ودُهش د. ( بوكاى) لدقة وصف القرآن الكريم لمراحل خلق الجنين , منذ أكثر من 1400 عام  لم تكن فيه أية وسائل فحص أو تشخيص متوفرة كما هو الآن , خاصة وأن الجنين فى مراحل خلقه الأولى يكون عبارة عن جسيمات ضئيلة لاتتعدى الملليمتر محاطة بدماء كثيفة            كذلك وقد أُنزل القرآن الكريم على نبى أمى-…………………هذا جعله يوقن أن القرآن الكريم تنزيل رب عليم هو الله سبحانه فكان لابد وأن يشهد أن القرآن من عند الله وأنه لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله
ولموريس بوكاى كتاب عن خلق الإنسان اسمه  
The descent of Man of Holy Scripture
أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً            النساء :82
وتجدر اشارة إلى أن البروفسور (موريس بوكاى ) :  لم يقتصر شغفه على علم الطب ولكنه عنى أيضا بعلوم أخرى حيث التحق بالجامعة لدراسة اللغة العربية وذلك بعدما تعدى الخمسين , وكان من قبل وفى شبابه شغوفا يدراسة المصريات , ولعل هذا ماساعده فيما بعد أن يحقق ماأنجزه من انتصارات علمية وانسانية .
…………..هذه دعوة  لمزيد من الاطلاع على قصة حياة د. موريس بوكاى وشغفه بمعرفة الحقيقه واتباع المنهج العلمى للوصول إلى غايته ,  وبذل الجهد فى سبيل هذه الغاية السامية التى تعطى الإنسان والحياة أغلى قيمة… وهكذا وبالعلم توصل إلى اليقين الذى جعله يعتنق دين الحق (الإسلام)
                                    كيث مور                               Keth  Moore 
1.      أستاذ كرسى التشريح بكلية الطب جامعة تورنتو-أونتاريو  كندا 1976-1984 , ومن مؤسسى الجمعية الأمريكية لعلماء طب التشريح ورئيسا لها 1989 – American Association of Clinical Anatomists    (AACA)1991 ثم توالى منحه العضوية الشرفية فيها إلى اليوم… ويعد د.كيث مور أشهر علماء علم الأجنة فى العالم ويدرس كتابه الذى ترجم إلى العديد من اللغات فى معظم كليات الطب بالعالم …
وفيما يلى ماذكره د.كيث مور عن إعجاز القرآن الكريم  فى مجال علم الأجنه فى أحد المؤتمرات العلمية العالمية :
"إن التعبيرات القرآنية عن مراحل تكون الجنين فى الإنسان لتبلغ من الدقة والشمول مالم يبلغه العلم الحديث وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن هذا القرآن لايمكن أن يكون إلا كلام الله وأن محمدا رسول الله"
لقد أعلن د.كيث مور هذا رغم أنه كان مايزال على المسيحية , ولكن  قيل أنه أسلم بعد ذلك
                وبعـــــــــــــــــــــــــــد
وفى ضوء المعايير الثلاثة التى وضعها "موريس بوكاى" عند بحثه عن القرآن ف‘ن :
1)القرآن متسق مع بعضه غير متناقض , ولابد من فهمه لإدرك ماقد يغمض علي البعض من معنى ويمكنك سؤال علماء الدين –الإسلامى – ليدلوا على المعانى الصحيحة وبذا يتأكد أنه من المحال أن يعارض القرآن بعضه بعضا
2)القرآن ملئ بـ(الإشارات) العلمية والحقائق التى ثبت الكثير منها الآن وبعد أكثر من 1400عام بعد أن تطور الفكر البشرى وزاد رصيد العلم البشرى واخترعت وسائل الاكتشاف والفحص والقياس —- ويمكن الرجوع إلى بعض المواقع للاستزادة من الإعجاز العلمى للقرآن  مثل  http://www.sultan.org  وللعالم المصرى د. زغلول النجار اسهامات كبيرة فى هذا المجال.
4)القرآن يختلف عن الإنجيل والتوراة – ولكن مجال حديثنا هنا هو القرآن الكريم دون غيره ويمكنك الدخول إلى موقعه على الانترنت أو إلى عديد من المواقع التى تعنى بنشاطه أو ترى له الفيديو              youtube
آيات قرآنية تمثل إعجازا علميا فى مجال مراحل تكون الجنين:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ                                 الحج5
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ                                  اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ                                   المؤمنون14
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُون                                         الزمر6
2-   قــــــرآن واحـــــــد :
الحمد لله الذى أتم نعمته علينا بأن تكفل بحفظ القرآن بعد  أن أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ………………. إنها نعمة تستوجب الحمد والشكرلله تعالى…فلقد حفظ الله القرآن ( بقدرته)  ولم يتركه للبشر لتتدخل فيه أهواؤهم ويتم تحريفه إما بالزيادة أو النقصان أو التغيير فى المعانى والكلمات …. حفظ الله القرآن فحفظ الإسلام …وسهل علينا وكفانا مشقة الحيرة والتفكير… وجعل من اليسير علينا أن نرد على من يزالون – للأسف -  يتساءلون (ولو لمجرد الجدال ) هل القرآن من عند الله  ؟  أو  هل القرآن هو كلام الله ؟
                         أخبر الله تعالى فى الأية الكريمة من سورة "الحجر" –آية 9    أنه تعالى أنزل القرآن & وأخبر أيضا أنه تعالى يحفظه
— وسبحان الله الحق , فمازال القرآن نرتله كما كان يفعل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , لم ينقص أو يزد حرفا , ولم تتبدل كلماته وذلك على اتساع الأزمنة والأمكنة : أولا:
·         إقرأ أية نسخة من القرآن العظيم فى أى مكان فى العالم ستجدها موافقة لآية نسخة معك وبنفس الحروف والكلمات وبنفس اللغة العربية التى أنزله الله بها على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
قارن أية نسخة من القرآن مطبوعة اليوم مع قرآن تمت طباعته أو كتابته- قبل عصر الطباعة- ستجدهما متطابقتين
·         لو اجتمع (ملايين)المسلمين الذين يحفظون القرآن فى صدورهم لوجدنا التطابق الكامل فيما يطوون عليه الصدور .. ! .. وتصور حجم القرآن الكريم وعدد آياته وحروفه ….. إنه إعجاز لاتقدر عليه إلا كلمات الله التى سخرها تعالى لخدمة دينه , ويسرها للحفظ فى الصدور (حتى بالنسبة للصغار دون العاشرة)
.. أليس الله الحق قد تكفل وتعهد سبحانه بحفظ القرآن ؟
3-حفظ القرآن وكتابته وقت نزوله :
 تكفل الله بحفظ كتابه فهيأ السبل لهذا وجعل حفظه فى الصدور ممكنا ، وألهم الرسول والمسلمين جهد العناية به وتدوينه والوصول به سليما من أى تغيير ولو فى حرف واحد وذلك عبر أجيال وإلى أن تقوم الساعة بإذن الله ، فوصل القرآن إلينا من الرسول الكريم بالوحى من الله- مع أمين الوحى جبريل – وانتقل إليناالتواتر من شخص لآخر… وكان وبقى وسيظل محفوظا فى الصدور وفى السطور ……………………………………………………وفيما يلى استعرضا – موجزا – لصور هذه العناية بالقرآن:
حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على القرآن وسلامة تلقيه وإبلاغه – وهو الأمين – حتى أن الله كفاه مشقة تحمله كل العناء فقال سبحانه:
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
فإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ                              16-19 القيامة
1-      قالت عائشة رضى اله عنها وفاطمة عليها السلام أنهما سمعتا رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول ( إن جبريل كان يعارضنى القرآن فى كل سنة مرة وأنه عارضنى العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلى ) أخرجه البخارى……………. ولقد  دون القرآن بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكُتب القرآن على الرقاع وقطع الجلد والعظام وأجزاء النخل
2-      كان الرسول الكريم دائم المراجعة لما يكتبه الصحابة – له ولأنفسهم -وكذلك مع أمين الوحى جبريل ( مرة كل عام ومرتين عام وفاته)… واحتفظ الرسول الكريم بما كتب بين يديه من القرآن ، عنده
3-      حرص الصحابة على حفظ كل مايسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد تلقيه من الوحى وكانوا يحرصون على استظهاره وحفظه ومدارسته وتفهمه ، وكان النبى الكريم يزكى فيهم هذه العناية … وخصص بعض الصحابة لتبليغ القرآن وتحفيظه والعناية به فى الأماكن البعيدة فأرسل مصعب بن عمير وابن أم مكتوم إلى المدينة قبل هجرته ، وجعل معاذ بن جبل فى مكة- بعد هجرته - لهذا الأمر
4-      حرص الخلفاء الراشدون والتابعون على القرآن الكريم ، فقد اقترح عمر بن الخطاب على الخليفة أبى بكر أن يجمع القرآن فى سجل أو كتاب واحد – حيث كان مكتوبا فى رقاع وقطع متفرقة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم … وكان سبب هذا المطلب هو استشهاد كثير من الصحابة – ومنهم بعض حفظة القرآن – فى موقعة اليمامة … وتم هذا الأمر بتكليف زيد بن ثابت – وكان من حفاظ القرآن وكتبة الوحى وقد شهد العرضة الأخيرة للقرآن فى ختام حياته صلى الله عليه وسلم ….. ورغم هذا ورغم يقينه وحفظه ويقينه بصحة ماكتب إلا أنه وضع شروطا إضافية للحرص الشديد … فقد جعل الصحابة الحفظة وكتبة القرآن يأتون إليه ويشهدون ويشهد على كل منهم شاهدان أنهم كتبوا القرآن بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم.                  
 ……………………………………………..وجمع القرآن وحفظ عند أبى بكر حتى تولى عمر بن الخطاب الخلافة ، ثم آل بعد وفاته إلى ابنته أم المؤمنين حفصة حتى طلبه عثمان بن عفان بعد توليه الخلافة وعمل (مصحف عثمان ) – ست نسخ -  فاحتفظ لنفسه بنسخة وجعل أخرى لأهل المدينة وتم توزيع نسخ للأمصار فذهبت نسخة لكل من مكة والشام والبصرة والكوفة والبصرة
4- أســـــلوب القــــــــرآن :
أسلوب القرآن موجه من الله للناس – أى منه تعالى -  وليس من بشر يحكى ويخبر عما حدث , فالله تعالى هو الذى يقول …وليس الكلام على لسان  - وسيط أو راوى – يحكى عن الله وعن آخرين
5- الإعجاز البلاغى البيانى للقـــرآن:
يقال أن أساليب اللغة العربية بعد نزول القرآن الكريم زادت به فأصبحت الشعر والنثر والقرآن الكريم ذلك لأن القرآن يتميز بأسلوب خاص بينهما يجمع بين الجمال والحجة والإخبار…. ولقد أذهل العرب وهم أهل فصاحة وبيان….ولأنهم كذلك فقد جاءت معجزة الإسلام الكبيرة  مما  يحسنون  تقديره ويعلو على مستواهم ويشعرهم أنه كلام الله فنزل بلغتهم العربية  ومايفهمونه من أساليب البيان
ويمكننا القول- ولضيق المجال هنا- أن كلمات القرآن تتميز بالدقة الشديدة والإعجاز بحيث يصعب ويستحل تبديل لفظ مكان آخر دون إخلال بالمعنى , وتكررت آيات كثيرة بتغيير بسيط فى بعض كلماتها فنقلتها إلى آفاق مختلفة , بالإضافة لعظم إيحاء الكلمات وحملها لأكثر من وجه _ وماتحفل به من
موسيقى وجرس ..... الخ
ولأن القرآن من صنع الله الخالق العظيم فإن كلماته تميزت بطلاقة القدرة من الانتقاء فالألفاظ جامعة مانعة تحمل معان كثيرة فى أقل الكلمات عددا ويسرى خلالها نور من الله لانعرف كنهه
وكلنا يعرف كيف تسلل الإيمان إلى قلب عمر بن الخطاب بمجرد سماعه آيات من سورة"طه".. هذا وقت أن كان عمر بن الخطاب الأشد عتوا وعداوة للإسلام , بل  كانت وجهته الانتقام من أخته وزوجها اللذين أسلما !
وكلنا يعرف أيضا ماذا قال الوليد بن المغيرة فى القرآن وهو الكافر الذى عاش ومات كافرا " إن عليه لطلاوة.. يعلو ولا يُعلى عليه) !
....... ويختص القرآن الكريم لقراءته بعلم التجويد وله من الجمال قدر بالغ يؤثر فى النفس كثيرا
6- التحـــــــــدى :
وإن كنتمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ
فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ       23-24البقرة
وهكذا جاء التحدى، وتحقق فلم يستطع أى مخلوق أن يحاكى القرآن بإعجازه وتفرده إلى اليوم وإلى ماشاء الله إلى أن تقوم الساعة .       
إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون                                9 الحجر
وقد صدق التنبؤ والتحدى – لأنه من الله– وظل القرآن إلى يومنا هذا قائما كما أُنزل على الرسول منذ أكثر من 1400 عام  وإلى ماشاء الله وبدون تبديل أو تحريف أو زيادة أو نقصان                   
 7-قصص النبيين والأولين :
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ-    3يوسف
     وهكذا حوى القرآن  قصص وأخبار الأنبياء والسابقين ، تثبيتا لفؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، وتعريفا بالأنبياء والرسل ليؤمنوا بهم ، وعظة وعبرة وتعليما وردا على تحديات المشركين ومحاولاتهم الإقلال من شأن الرسول الكريم  والرسالة وبيان أن الرسالة الإسلامية ليست من عند الله ، لذا أراد الله تعالى أن يمده بالعلم بمن سبقوه
وهكذا جاءت قصة ( أهل الكهف) فى القرآن ، وأنزلها الله تعالى ليرد بها الرسول الكريم على سؤال اليهود بشأن أهل الكهف- وكان سؤالهم لإحراجه وتحديه -  … وجاءت القصص عن أنبياء الله (عليهم السلام نوح وإبراهيم ويوسف ويونس ويحى وموسى وعيسى ….الخ  ولدى أهل الكتاب طرف منها …(وفى القرآن القصص الحق عن رب العزة الخالق العليم)
8-تنبؤ القرآن بالمستقبل:
تلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ                                                                                   49 هود
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ                      6 الروم
جاءت فى القرآن الكريم تنبؤات ( إخبار عن المستقبل).. وجاءت متفردة بطبيعة خاصة ، كثيرة ، و متعددة ،وفى مجالات كثيرة .
أما عن طبيعة هذه التنبؤات وكونها من عند الله فذلك لأنها لاتأتى من مقدمات موجودة ومعلومة  ، أى هى ليست (استنتاجا) … ومعلوم أن أى استنتاج يحتمل الحدوث أو عدم الحدوث ، أما (تنبؤات) القرآن فشئ آخر… إذ تأتى بلا أى مقدمات تُستنتج منها … وهى تتسم بحتمية الحدوث على الوجه الذى أخبرت به
وهذة التنبؤات متعددة فمنها ما جاء فى المجال السياسى أو العسكرى أو العلمى……الخ ، ومنها مايحدد مصائر أمم وشعوب ومنها مايخبر عن مستقبل أفراد .                                                                                 وفيما وفيما يلى أمثلة لذلك:                                                                                                            
غلبت الروم * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ                                          2&3 الروم
وهكذ أخبر القرآن عن المستقبل بالنسبة لـ ( أمة)وهى أمة الروم من غير مقدمات واقعية موجودة إذ كان الروم فى حال هزيمة من (الفرس) ، وأولئك لم يتعاطف معهم المسلمون…وتحققت نبوءة القرآن بعد ذلك بانتصار الروم .                           ________________________
قدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا          27 الفتح
إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ *وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا *فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا -- النصر
هكذا تنبأ القرآن بفتح (مكة) ودخول الرسول والمسلمين المسجد الحرام ، وقد تحققت النبؤة 
..........................................................  
          فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ    92يونس                      
وقصة فرعون موسى معروفة ، وقد ألقى عليها ضوء ساطع أواخر الثمانينات بتدخل العلم الحديث حيث أثبت البرفسور الفرنسى الطبيب د. موريس بوكاى المعجزة التى تحدث عنها القرآن قبل 1400 عام (وأسلم د. بوكاى بسبب صدق تنبؤ القرآن) … ومازالت المومياء موجودة تشهد أن القرآن من عند الله .   – راجع الجزء الأول من القرآن:أنزله الله وحفظه) 
....................................................................................                   
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ                   1&2 المسد                                   
وهكذا مات أبو لهب وزوجه على الشرك – كما تتنبأ القرآن بمصيرهما – وكان من الممكن أن يتحولا إلى الإسلام ويتغير مصيرهما  
..................................................... 
سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ                                                16 القلم
هذا هو تنبؤ القرآن عن الوليد بن المغيرة المشرك الذى آذى المسلمين فجاءه عقاب الله ووسمه على أنفه وظل أثرا يعير به
9-الإسلام نفسه بتميزه وعظمته دليل على أن القرآن من عند الله
القرآن هو الكتا ب الذى ضم الإسلام كعقيدة وأحكام ومعاملات  ، وحوى كل شئ عن دين الإسلام ؟ ….إذا فقيمة الكتاب فى قيمة مادته أو مايحويه فإذا  ماكانت المادة متميزة كان الكتاب متميزا وإذا تميزت المادة – الإسلام – وشهدنا أنها من عند الله فيتبعها أن يكون الكتاب – القرآن من عند الله …………فالإسلام متميز لايمكن بعظمته إلا أن يكون من عند الله , كذلك كتابه"القرآن" العظيم ........     ثم أليس من أوصل إلينا الإسلام والقرآن هو محمد بن عبد الله الصادق الأمين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهوالذى اختاره الله لخلقه العظيم والذى عُرف  به بين قومه  حتى قبل الإسلام ،  لذاأوحى الله تعالى إليه القرآن  ليؤدى الأمانة وليكون مصدقا من الناس                                               
ولقد كان الإسلام نقلة حضارية وتطورا مذهلا لبيئة بدوية بدائية تسودها الأمية والجهالة ، ولعل ذكر بعض العادات السيئة آنذاك يعطى صورة لهذا ، فليس هناك أبشع من وأد الإناث ، فلقد كان سائدا دفن المولودة الأنثى لمجرد أنها أنثى ، فيتم حرمانها من حق الحياة ‘ ثم حرمانها من حقوقها الأخرى إذا أفلتت من مصير الوأد أو القتل ، وذلك بأن تُعامل كمتاع أو تراث يُورث عند موت الزوج ، ناهيك عن حرمانها من ميراث أهلها واستئثار الأبناء الذكور به …فجاء الإسلام وقضى بتعاليمه الراقية القيمة على هذا وأعطى المرأة مالم يعطها قانون قبله , وغير الناس وأفكارهم ( وهذا أمر صعب ) ، وحث على العلم والاستنارة فقد كانت أول كلمة نزل بها الوحى على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هى (إقرأ)… وأرسى مبادئ العدل والحرية والمساواة , وألغى الرق والعبودية للبشر , وأعطى حلولا لكل شئ ورسم للإنسان طريق السعادة فى الحياة(الدنيا والآخرة)
وهذا التغير وبمعنى أدق"الطفرة"  لايقدر عليه إلا دين سماوى عظيم (الإسلام) ،وكتاب عظيم (القرآن) ، ورسول كريم (محمد صلى الله عليه وسلم) وقد جعلهم الله الخالق العظيم لهداية البشرية .   
 ورغم هذا العلو فى المفاهيم والرقى  والفكر والمنطق والحكمة فإن (الإسلام) سهل الإدراك يسهل تفهمه لأنه يوافق طبيعة وفطرة البشر التى خلقهم الله عليها                                                                                                                                                 1*** أعظم شئ فى الإسلام هو(الوحدانية)  - وحدانية الله - بمفهومها الحق المنطقى الواضح البسيط…  ثم الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره (وهى عناصر الإيمان الستة غير أركان الإسلام الخمسة من الشهادة والصلاة والزكاة والصيام وحج البيت من استطاع إليه سبيلا )
 2*** ثم الأساس الذى بُنى عليه الإسلام وهو (الأخلاق) من حق وعدل وسلام و………الخ(الخير عموما) ……………….  3- *** ثم  نظرتة (الشمولية )التى تضم أطراف الكون باتساق وانسجام
4-***ثم ذلك الإعجاز فى التزاوج بين العظمة والوضوح والسهولة فى مفهوم الإسلام وأحكامه .. أى العظمة والرقى مع البساطة والوضوح
وبعض التفصيل فيما يلى :
أولا:( وحدانية الله ) :
هو اختلاف كامل عمايقال فى معتقدات أخرى يعطونها لفظ "التوحيد"(ولاحظ  فى مفهوم الإسلام البساطة والوضوح والمنطق ) : 
            تعنى الوحدانية فى العقيدة الإسلامية أن المستحق وحده للعباده هو الله الأحد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد …ولم تكن له تعالى صاحبة ولاولد…
    والله سبحانه غيب لاتدركه الأبصار ولانعرف ذاته وليس لنا الخوض فيما لاندرك لأن حواسنا قاصرة والله الخالق (ليس كمثله شئ )وليس للمخلوق إلا ماقدره له الخالق ومكنه منه …… ولكن لله صفات وأسماء حسنى معلومة – 99اسما-  ندعوه بها , ونحن نستدل على وجود الله ووحدانيته -سبحانه- بدلائل قدرته وآثار خلقه .
والوحدانية أساس العقيدة الإسلامية , وهى أمر جلل عظيم , ولا يمكن التهاون فيه  وإلا كان خروجا عن الملة ولقد عبرت عنه هذه الآيات الكريمة من سورة (مريم) من الآية88 إلى 93 :
1.     وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا
2.     لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا
3.     تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا
4.     أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا
5.     وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا
6.     إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا
والحمد لله أن مفهوم ( الوحدانية) فى الإسلام واضح ومنطقى سهل الإدراك….
 وفى عبارة أخرى : لابد وأن ( يتفرد) الخالق فليس منطقيا أن يشبهه أو يماثله شئ , وهو القادر لأنه يقدر ويستطيع الخلق لذا فهو لايحتاج لأحد .. هو غنى عن أي شئ , أو ولد لأنه قادر بذاته .. ولاشئ يصل أو يعلو إليه سبحانه .. وبما أنه خالق الكون وخالق كل شئ فلا حاجة له لتخصيص شئ محدد كزوجة أو ولد فكل شئ له وملكه لأنه خالقه … وكيف (يشاركه) ملكه مخلوق – خلقه هو - … المنطقى أن المخلوق هو عبد له.
  وفى عبارة ثالثة : إذا تجاوزنا .. وتصورنا - مجرد تصور- شريكا فى الملك(سبحان الله) … أليس متصورا أن يتنازعا ويأخذ كل منهما نصيبا من الكون ويفسد نظام الكون بسبب هذا النزاع 
الوحدانية هى الحقيقة المطلقة  والإيمان بها إيمان بالحق و تنزيه لله الحق .. وهى سبب انتظام حركة الكون ونظامه … وسبب سعادة المؤمن فى الدنيا
ثانيا: الشمولية والتعدد الهائل للموضوعات : حيث أن الإسلام دين الشمولية يتناول الحياة الدنيا والآخرة , وينظم  كل نواحى الحياة الدنيوية ( الحياة اليومية للمسلم) Islam is the whole way of life   من طعام وشراب – ويبين المباح  الحلال والحرام- وأحكام الزواج والطلاق والنساء والأولاد واليتامى والوالدين وذوى القربى والجار والفقراء والمساكين والأسرى ومعاملة الناس جميعا على اختلافهم وكذلك أمورالميراث والمعاملات المالية كذلك الحدود والعقوبات , وأمور الحرب والقتال والمعاهدات والتعامل مع الجماعات(الدول) الأخرى .. وفصص الأنبياء والأولين والآخرين والإنس والحن والملائكة والكتب السماوية …….. الخ………….. وطبعا قبل ذلك (وحدانية الله وصفاته تعالى ومايخص الإيمان والعقيدة)…أيضا مايخص (العبادات المحضة) أو أركان الإسلام الخمسة : من شهادة وصلاة وزكاة وصيام وحج لبيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا
وطبعا الحديث عن الجنة والنار ومايتعلق بالآخرة……….الخ
……………………………… والسؤال: كيف يمكن لبشر أن يتناول كل هذه الموضوعات بالغة التعدد والتنوع ؟ وكيف يمكن له تناولها بمثل تلك (العبقرية) ووضع مايتعلق بها من حلول وتنظيم بحيث لاتتشابك ولاتتعارض ؟وليسير الجميع (الكون كله) فى نظام متوافق منتظم  ؟ إن المتأمل لتعاليم الإسلام يجد وراءها نظاما عقليا ومنطقا وفلسفة راقية لها مايميزها من معالم وأهداف , وليس مجرد تعليمات عشوائية منفردة … فالكل يخضع لنسق وهدف ومنظومة منسجمة متكاملة……
………. أعطى مثالا يأسرنى ويستولى على تفكيرى هو موضوع (الميراث) "نظام المواريث فى الإسلام "..ومن فرط انبهارى به أرى إنه  -وحده – كفيل بمن يتأمله أن يؤمن بالله وأن القرآن والإسلام من عند الله الخالق العظيم…….
…. اى بشر بمقدوره هذا الإبداع وهذه الصياغة الفريدة لهذه المنظومة الهائلة ؟ أى عقل بشرى وأى جهد ووقت يتحمل هذا ؟ خاصة وأن القرآن أنزل فى شبه الجزيرة العربية فى بيئة بدوية تنتشر فيها الأمية ؟ وأنزله الله على نبى أمى- عليه الصلاة والسلام – زاده الله شرفا وتصديقا بهذه الأمية
ثالثا:احترام حميع الأنبياء – عليهم السلام - ووصفهم بما يليق بهم   فهم أنبياء الله الذين اختارهم من صفوة البشر وأوكل إليهم تبليغ رسالته للإنسانية  بالتوحيد وحتى لاتضل عن الهدى , ولوكان القرآن الكريم من عند غير الله أو لو خضع لأهواء وتحريف البشر ماقدروا مقام الأنبياء و ( وماقدروا الله حق قدره) –استغفر الله العظيم- لآن هؤلاء الأنبياء صفوة خلق الله الذين اجتباهم وحمّلهم أمانة تبليغ تعاليمه إلى بقية البشر
فلا يمكن أن يحملّها لمن لم تحسن أخلاقه مثلا أو من هو دون الناس ( فلا يمكن ولايُتصور مثلا أن يكون نبى لله زانيا)   
…………………………………….(إقرأ للداعية الإسلامى الشهير أحمد ديدات بالانجليزية والترجمة العربية..وادخل موقعه
                             http//:www.ahmed-deedat.net 
رابعا:الأسلوب الراقى للقرآن فى تناول  الشئون الدنيوية التى تتعلق بحياة البشر , فنجد الرقى فى استعمال الكلمات والآساليب الرقيقة وبمقدرة فائقة فى إيصال المعنى دون أى هبوط – والعياذ بالله - …. مثال ذلك الاستعاضة عن ذكر العلاقة الحميمة بين الذكر والأنثى بألفاظ مثل :المباشرة-الملامسة- اللباس 
10-البشارة :
رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو بشارة عيسى عليه السلام ، ومن قبله هو دعوة خليل الله إبراهيم (عليه السلام) إلى ربه :
وإذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ              6  الصف
هذا ماجاء فى القرآن وهو الحق لأنه من رب العزة سبحانه …..إذا فلقد بشّر عيسى (عليه السلام) برسول الله محمد (أحمد) صلى الله عليه وسلم
                                                          http//:www.ahmed-deedat.com
أما عن هذه البشارة فى كتب غيرنا، فلا يهمنى الخوض فيها ، - يهمنى القرآن فحسب وهو الذى تولى الله سبحانه  حفظه  بعد تنزيله ، فوصل إلينا سليما صحيحا دون تحريف أو تغيير 
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ           157 الأعراف
واكتفى هنا بذكر كلمة (بارقليظ) وهى مشهورة :                           
وإن ثمة خلافاً بين المسلمين والنصارى في الأصل اليوناني لكلمة " بارقليط "حيث يعتقد المسلمون أن أصلها " بيركلوتوس " وهو دلالة الكلمة على اسم النبي أحمد: الذي له حمد كثير  .. والموضوع يرتبط بأصل الكلمة فى اللغة اليونانية القديمة وترجمتها ( يلاحظ أن القرآن بلغة واحدة هى اللغة العربية التى أنزله الله بها)
(وفي تفسير كلمة " بارقليط " اليوناني نقول: إن هذا اللفظ اليوناني الأصل، لا يخلو من أحد حالين
الأول أنه "باراكلي توس". فيكون بمعنى: المعزي والمعين والوكيل
والثاني أنه " بيروكلوتوس "، فيكون قريباً من معنى: محمد وأحمد )
 (ويسأل عبد الوهاب النجار الدكتور كارلو نيلنو – الحاصل على الدكتوراه في آداب اليهود اليونانية القديمة- عن معنى كلمة " بيركلوتس " فيقول: " الذي له حمد كثير (
(ومما يؤكد خطأ الترجمة أن اللفظة اليونانية (بيركلوتس ) اسم لا صفة، فقد كان من عادة اليونان زيادة السين في آخر الأسماء، وهو ما لا يصنعونه في الصفات )
ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو دعوة أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام:
ربَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ    129البقرة                                                                                                                                                                                    
11-عتاب الله تعالى لرسوله:
هذا دليل على كون القرآن من عند الله وليس من وضع محمد صلى الله عليه وسلم كما اتهمه أعداء الإسلام فلو كان كما ادعوا ، ماكان هذا العتاب ، فلا يعقل أن يضع شيئا ضد نفسه …..                                                                           
 ولقد جاء بالقرآن عديد من هذا العتاب لصفوة خلقه صلى الله عليه وسلم ،  مما يبين أنه تعالى أدبه فأحسن تأديبه –وليكون كما نعته الله على خلق عظيم ….. وليتضح علو الله العزيز على سائر خلقه ، ويمكن القول أن العتاب هو علامة مودة وحب فمع أن الله الودود العفو قد مدح رسوله بما لم يمدح به مخلوقا – "وإنك لعلى خلق عظيم "- إلا أنه وجهه إلى مايحبه
والعتاب – أيضا – دليل نواجه به أعداء الإسلام  من إن القرآن كلام الله
أمثلة للعتاب:
—- أول سورة (عبس) حينما شغل الرسول الكريم بوجهاء القوم عن كفيف البصر (ابن ام مكتوم) ظنا منه   بعظم تأثيرهم على غيرهم حال استمالتهم إلى الإسلام
—– حينما أخفى مافى نفسه حينما شكى له زيد بن حارثة زوجه زينب بنت جحش  -ابنة عمه صلى الله عليه وسلم – فخشى الرسول الكريم أن يصرح بما أعلمه الله به من تزويجه إياها بعد طلاق زيد لها ( وكان زيد ابنه بالتبتى قبل تحريم التبنى )
 فعاتبه الله أن خشى الناس
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا              37الأحزاب                                                             
12- ليس من بشر ولا الشيطان ولا السحر :
·        والقرآن من عند الله ولو كان من عند بشر لمدح نفسه وجعل نفسه – إلها بشرا أوشريكا فى الألوهية واستغل الكتاب فى تحقيق مصلحته الذاتية
·        القرآن كتاب الله ولايمكن أن يجمح ويتهور أحمق ويقول أنه كتاب سحر يفتن الألباب !…. وإلا ماضم القرآن الآيات التى هى ضد السحر والسحرة , وتقر بعدم فلاح الساحر وسحره
 13- الصادق الأمين هو من أُنزل الله عليه القرآن :
           أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على صفوة خلقه , خير  البشر أجمعين , رسول الله  محمد صلى الله عليه وسلم , الذى عرف بين قومه قبل الإسلام بـ(الصادق الأمين) واشتهر بحسن الخلق ورجاحة العقل وشرف النسب والمكانة ….. ولقد اختصه الله فى القرآن بتلك الصفة التى اشتهر بها بين قومه وقبل أن يبعثه الله (الخلق العظيم)
"وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"                     4  القلم
….. إن من شرّفه الله وأكرمه واختاره وجعله خير ولد آدم  لابد وأن  يصدق الله والناس
….. والله سبحانه نص فى آياته البينات أنه أنزل القرآن … ومن أصدق من الله قيلا وحديثا
…….ومحمد  رسول الله صلى الله علية وسلم صدق ربه الذى أحسن تأديبه فبلغ رسالته وأدى الأمانة وبلّغ القرآن الذى أوحى إليه من ربه كما أنزله …   والحمد لله رب العالمين أن أنزل القرآن على رسوله الأمين وتكفل سبحانه بحفظه حتى وصل إلينا – ولمن بعدنا بإذن الله- كاملا سليما غير منقوص ولا محرف .
 وإضافة إلى كل ماسبق فلا يمكن إلا أن تكون تلك الشخصية لذلك العربى من شبه الجزيرة العربية , الصادق الأمين , الأمى , الذى أحدث كل هذه الطفرة والنقلة فى البشرية كلها حيا وميتا واشتد تأثيره وكثر أتباعه فى كل أنحاء الأرض حتى بعد وفاته وجمعت تعاليمه بين شئون الدنيا والآخرة فى تفرد لم يصل إليه أحد من البشر , لايمكن إلا أن يكون نبيا رسولا بعثه الله القادر الذى اصطفاه وهيأه لأمر الرسالة الإلهية العظيمة (الإسلام) , وبناء عليه لايمكن إلا أن يكون القرآن العظيم الذى قرأه على الناس إلا وحيا إلهيا  كما أخبر ..
....... ويلاحظ أن بعضا ممن ملأهم الحقد وتشوهت نفوسهم قد خالفوا الحقيقة وتعمدوا الكذب فى محاولات تشويه فاشلة لرسول الله {محمد} عليه الصلاة والسلام  , إلا أنهم فشلوا , وقال آخرون – ومن غير المسلمين- الحقيقة وشهدوا بعظم شخصية الرسول الكريم .. ويكفى مثلا للمنصفين ممن شهدوا بالعظمة لرسولنا : الفيلسوف الانجليزى "بارنارد شو" , والفلاسفة "كانت" و "جيته" والكاتب اليهودى الأمريكى "مايكل هارت "وكتابه الشهير الذى وضع فيه عايير محددة لاختيار أعظم مائة شخصية فى تاريخ البشر وجاء {محمد بن عبد الله} - رسول الإسلام -أفضلها ..... صلى الله عليه وسلم
                       الخلاصــــــة :  "القرآن الكريم" كلام الله - سبحانه وتعالى عما يصفون


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لنتدبر سورة ا\

من على "تويتر " !

 يعنى للذكرى ! فقد قيل أن "تويتر" سيتخلص مما عليه من أحمال (تغريدات سابقة) ! نعم نحن المسلمين مختلفون #المسلم أساس عقيدتنا"ا...