السبت، 3 أكتوبر 2020

البلاغة فى"سورة البقرة"

 بعض مواضع البلاغة
فى سورة البقرة 

https://s-a-l-a-m.blogspot.com/2020/09/blog-post_20.html        

*** ذلك الكتاب(آية2) : * ماالفرق بين "الكتاب" و"القرآن" ؟

    قرآن فى اللغة هو مصد ر الفعل قرأ مثل غفران وعدوان

    الكتاب من الكتابة ومتعلق بالخط ، ولكن القرآن لم ينزل مكتوبا - ولكنه كان مكتوبا فى اللوح المحفوظ قبل أن ينزل مقروءا على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفى الأكثر :عندما يجئ ذكر"الكتاب" فى بدء سورة بالقرآن يكون التكرار لهذه الكلمة فى السورة أكثر من كلمة (القرآن) إذا وردت أيضا بها 

فى سورة البقرة وردت "الكتاب" 47 مرة 

 ووردت "القرآن" مرة واحدة فى آية الصيام "شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن.." 185  

"ذلك الكتاب " "ذلك" اسم الإشارة للشئ البعيدم الإشارة للبعيد 

  لاريب فيه : الريب أدنى درجات الشك  ، والمعنى أن  ذلك الكتاب لايتطرق إليه  أقل القليل من الشك – بعيد عن الشك

*** الذين يؤمنون بالغيب : "يؤمنون" بصيغة المضارع وليس بصيغة الماضى آمنوا – مما يفيد الاستمرار وأن إيمانهم باق مستمر

*** وأولئك هم المفلحون : والضمير(هم) للتوكيد والحصر، أى ليس من مفلحين سواهم

ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة :لماذا الجمع فى القلوب والإبصار والإفراد فى السمع ؟

                 ذلك لأن السمع يتعامل مع شئ واحد وهو الصوت ، أما البصر فمجاله  عدة أشياء تراها العين  مع بعضها  وهذا يناسبه الجمع (أبصارهم)، كذلك القلوب يناسبها الجمع لأنها تتناول الموضوع الواحد من عدة زوايا وتتعدد الاراء 

كذلك فالناس كلها تسمع نفس الصوت بكيفية واحدة،  ولكن أبصار الناس تختلف  من حيث زوايا الرؤية فيكون التعدد ، ولو وصل الموضوع إلى القلب فإنه يفهمه ويحلله حسب  مابداخله من  إيمان ومشاعر وثقافة .....الخ فيصير   هناك (مجموعة) مفاهيم  مختلفة باختلاف الناس وقلوبها  

  ***"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ" فى بدء الآية جاءت"آمنا"وهى فعل ، ثم جاءت "بمؤمنين" وهى اسم ، وصيغة جمع  ، سبقتها صيغة جمع أخرى وهى الضمير" هم"

للجمع بين الصيغتين دلالة وهى نفى نسبة هذا الصنف من الناس إلى (جماعة المؤمنين) وجاءت الباء لتوكيد المعنى


*** "ومايشعرون" الآية 9  &  "ولكن لايشعرون " الآية 12 : (ما) لتنفى شعورهم الآن فى الحاضر ، (لا) لتنفى شعورهم عامة ؛ ليشمل النفى المستقبل أيضا

 

*** آية 12 & آية 13 : "لايشعرون" ، "لايعلمون " : الأولى جاءت مع الفساد ، والثانية جاءت مع الإيمان

والفساد شئ ظاهر للناس كلها ، وإذا كان المفسد لايعلم توصيف عمله فعلى الأقل مفترض أن يشعر (من الناس) أنه فساد ، أما  الإيمان فإنه شئ معنوى فلبى يرتبط بالحجج والأدلة الموصلة لأن يؤمن الإنسان ؛ فلابد أن ( يعلم) ليؤمن ولابد أنه يعرف ويعلم حقيقة أنه مؤمن لأنه وحده دون الناس من يعلم بحقيقة قلبه – والعكس صحيح--

 

"خلا بعضهم إلى بعض" الآية 76 & "خلوا إلى شياطينهم " الآية 14 : الأولى تعنى مساواتهم أو تقاربهم فى المستوى- وكلهم غير مؤمنين - ، وفى  الثانية  فهم يخلون إلى ساداتهم وقادتهم (أئمة الكفر فيهم) –

وفى الآية الأولى  لاينفى حقيقة  انهم  جميعا  شياطين –لأنهم منافقون –

                                                                                                                                                    

*** ويمدهم فى طغيانهم يعمهون (15)والعمه هو الخطأ فى الرأى ومنه جاءت (يعمهون) وليس يعمون) من العمى أى عدم الإبصار ويعمهون  أكثر دقة فى المعنى لأنها تمس البصيرة والإدراك ، وقد يكون الإنسان أعمى ولكنه يملك من البصيرة مايهديه للصواب أو للإيمان

 

*** اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وماكانوا مهتدين  (16): ( القاعدة أن الباء تكون مع المتروك) والمتروك عند  هؤلاء- المنافقين- هو الهدى ، فهم اختاروا  الضلالة

ولاحظ  ملاءمة "اشتروا" "ربحت" "تجارتهم"

 ثم (وما كانوا مهتدين) توكيد للمعنى السابق الإتيان به (اشتروا الضلالة بالهدى) وحتى لايكون هناك لبس أو عدم وضوح للمعنى 

وكذلك هناك "استعارة" فى (اشتروا الضلالة) فالضلالة شئ معنوى لايُشترى ولكن الاستعارة نوع من البلاغة التى تدخل الجمال على الكلام وتجعله أقرب للوضوح والفهم ، وتوفر للمتلقى الانتباه والإصغاء لتتمة الكلام .

 

*** "مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم ..." (17).

(استوقد) تدل على بذل الجهد فى إشعال النار ، وشأن النار  هو نور تحدثه وحرارة تحرق

وبعد الجهد المبذول أنارت النار المكان وبقى منها الإحراق و ذهب النور إلى غير رجعة وتركهم يتخبطون فى (ظلمات) وجاءت ظلمات جمعا وتعنى أنواع الباطل المتعددة  أما النور (نورهم) فهو الحق والحق واحد دائما - بطبيعته -

ويلاحظ دقة (ذهب الله بنورهم) وليس –مثلا-  : أذهب نورهم ؟ فالتعبير الوارد بالآية 17  فيه معنى المصاحبة - فمن ذهب به هو الله-وهو مايعنى قوة الذهاب بالنور وضمان عدم رجوعه

وفى الآية 17 تشبيه تمثيلى

  واستعارة فالنار شئ مادى لكنها فى الآية تشير إلى معنى معنوى (نور الإيمان)


*** آية 47  & آية 122   تكرار لنفس الآية - والتكرار قد يكون مطلوبا ويزيد الأسلوب والكلام ثراء

وهذا لتوكيد يخدم  المعنى  المراد  بيانه ،  ويحمل -هنا- معنى التوبيخ واللوم لبنى إسرائيل ، وإبطال حججهم -فليس لهم حجة فيما فعلوه من افتراء وعصيان لربهم 

عز وجل ؛ الذى أحسن إليهم  فكان لزاما عليهم الطاعة . 

"يابنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين"

لقد فضلهم الله فى ذاك الزمان على العالمين 

فضلهم الله بما أعطاهم من ملك  ورسل وكتب

ثم جاءت أمة محمد صلى الله  عليه وسلم – أمة الإسلام – فكانت خير أمة أخرجت للناس

"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون "    آل عمران 110   

 

*** آية 70 & آية  76

{واتقوا يوما لاتجزى نفس عن نفس شيئا  وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ}

 

{واتقوا يوما لاتجزى نفس عن نفس شيئا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ}

 

 هل هذا تكرار؟ لا

فقد اتفق صدر الآيتين أما بالنسبة ل (الشفاعة) و (العدل) فقد اختلفا

ففى الآية الأولى  جاء ذكر الشفاعة متقدما عن العدل ، وكان العكس فى الآية الثانية إذ تقدم العدل عن الشفاعة

والسبب ؟

فى كلا الآيتين ( لاتجزى نفس عن نفس) أى نفسان : واحدة هى نفس الشخص الصالح الشافع  ، والثانية  نفس المذنب – المسرف على نفسه-


ففى الأولى يسأل الشافع ربه الشفاعة للمذنب ، المسرف على نفسه ،  والأمر لله إما أن يقبل الشفاعة  أو- لا

{مَن ذَا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه}    [البقرة : 255].

{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارتضى وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}   [الأنبياء : 28].

وفى الثانية  يسأل المذنب ربه أن يرده إلى الدنيا ليعمل صالحا حتى تُذهب الحسنات السيئات -يقدم فدية- (عدل) ، {فيتقدم العدل هنا}



{وَلَوْ ترى إِذِ المجرمون نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فارجعنا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}.. [السجدة : 12].


أما عن الرد  مرة أخرى إلى الدنيا ( عدل)  فهو مستحيل 

{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الذين نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحق فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الذي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خسروا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}  [الأعراف : 53].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لنتدبر سورة ا\

من على "تويتر " !

 يعنى للذكرى ! فقد قيل أن "تويتر" سيتخلص مما عليه من أحمال (تغريدات سابقة) ! نعم نحن المسلمين مختلفون #المسلم أساس عقيدتنا"ا...