كماسبق القول ؛ فسورة البقرة أول سورة نزلت بالمدينة المنورة ، وهى أطول سور
اقرآن ، وهى أول سورة فى ترتيب الآيات بالمصحف بعد الفاتحة –
ولها من الأهمية والفضائل الكثير
فهى
تحوى الكثير من الأحكام تشمل مايخص الإسلام نظريا وعمليا
ولابد للمؤمن أن يتدبر آياتها ويفهمها ويعمل
بها
والله تعالى أعان عباده المؤمين على ذلك فيسرها لهم بما يسر القرآن :
أولا :
أسلوب القرآن بالغ الروعة والعلو من
التفرد والإعجاز ، فلا هو بالشعر
ولا النثر وإنما شديد الجمال ، وبالغ القدرة لتوصيل المعانى
---- ماهو بالشعر ولكنه ينطق بالمموسيقى والتناسق والتناغم ، وماهو
بالنثر ولكنه يوصل الأخبار والمعلومات والحقائق .--
ورغم تعدد الآيات وكثرتها فلا تناقض بينها ، ويقول علماء اللغة العربية أنه لا تكرار لكلمة فلاكلمة بالقرآن تعادل أخرى وتؤدى نفس المعنى الدقيق المراد توصيله – بمعنى أنه لايمكن إبدال كلمة باخرى فى الآية .
ثانيا :
1)- القصص القرآنى : { والقصة " لغويا" :
هى تتبع الأثر – ( مثال : رجعا يقصان الأثر الذى جاءا منه ) }
قصص
الأولين للعظة والعبرة وقد تكون القصة عن أنبياء وأمم سابقة – أو عن الصالحين من
غير الأنبياء – أو عن غير الصالحين –أو عن أناس عاشوا عصر رسول الله صلى الله
عليه وسلم
ثالثا :
ضرب الأمثال : الله
تعالى يضرب الأمثال للناس - لتقريب المعنى
للأذهان و إيصاله واضحا
رابعا :
3)- البلاغة :ولها وسائل عديدة وعلوم تعنى بها :
*علم البيان : [
التشبيه والاستعارة المكنية والتصريحية ]
*علم
المعانى : [ أسلوب الخبر وأسلوب الإنشاء ]
*علم
البديع : الجناس التام والناقص ،وأسلوب القصر أو الحصر
، الاستفهام البلاغى كالإنكارى والنفى والتعجب والتوبيخ والتهكم والتقرير
والأسى والحسرة والمدح والتمنى ......
التطبيق على سورة البقرة
أولا :القصص القرآنى
قصة الملائكة وإبليس :
" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا للآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان
من الكافرين " 34
"وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما
ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين" 35
"فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض
عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين " 36
"فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم " 37
"قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف
عليهم ولا هم يحزنون " 38
أيضا
فهذه قصة أب البشر "آدم" –عليه السلام- وكانت
معه أمنا "حواء" وأسكنهما الله الجنة بعد أن أكرمهما
وميز الله آدم على الملائكة
وأراد الله أن يستخلفه فى الأرض ؛
وأمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ، أبى واستكبر ، وخرج عن طاعة ربه ، وكان من الكافرين .
وهكذا عرّفنا الله خالقنا سبحانه وتعالى حقيقة ماحدث لأبينا آدم
وعرفنا سبب خروجه –وأمنا حواء- من الجنة
وأن سبب الخروج لم يكن زوجه "حواء" كما ادعت عقائدغيرنا واتهمتها
بذلك بإغواء آدم وعصيان ربه الذى أمره بألا يقترب وزوجه من شجرة معينة فى الجنة
-وكانا يسكناها
ولكن إبليس – الشيطان - وسوس لهما هما الإثنين ( فأزلهما –فأخرجهما –
بالآية 36)
قصة بنى إسرائيل :
"يابنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على
العالمين" 47
فضل الله تعالى بنى إسرائيل على العالمين
وأعطاهم الكثير من النعم ولكنهم لم يشكروا الله وعصوا وعفا الله عنهم ولكنهم
استمروا فى عصيانهم وظلموا أنفسهم (الآيات من 40 إلى 61 ) ثم نقضهم المواثيق
"وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا
مافيه لعلكم تتقون " 63
وتحدثت
سورة البقرة
عن مواثيق أخرى (عددها جميعا أربعة مواثيق)
نقضوها كلها
قصة البقرة :
( الآية 67 /
73 ) :
وقد تسمت بها
السورة"سورة البقرة" والاسم يدل على
طبيعة بنى إسرائيل وعدم استجابتهم الواجبة لأوامر الله ونبيه
ما أمر الله –فى البدء- إلا بذبح بقرة –أية بقرة- فكان الواجب هو القول
(سمعنا وأطعنا) ولكن القوم تلكؤا وتباطؤا وتكلموا فسألوا (ماهى؟) رغم أن الأمر حدد
نوعها من الحيوانات "بقرة" ولم يحدد أى مواصفات مطلوبة ! ثم أعادوا السؤال
مالونها؟) ثم رجعوا لنفس السؤال الأول(ماهى؟)
وأخيرا ( فذبحوها وماكادوا يفعلون ) 76
لقد شدد بنو إسرائيل فشدد الله عليهم ، وتجمعت مواصفات البقرة المطلوبة فى
بقرة واحدة لايوجد غيرها ولها ظروف خاصة ،
.. هذه البقرة كانت مملوكة لرجل صالح أراد أن تبقى لولده بعد وفاته ولم يجد من يأمنه
عليها فاستودع الله أمانته ، وأطلق الرجل الصالح بقرته ، فلم يستطع أحد أن يمسكها ولم
تُستخدم فى الحرث أو غيره واحتفظت بمواصفات جمال اللون والشكل المطلوبة إلن أن
أخذها الوارث حيث ذُللت واستجابت له – سبحان الله
وردت الأمانة وبأعلى ثمن – وكان ثمنها ملء جلدها ذهبا-
إنها قدرة الله تعالى
وإنها العبر التى أراد سبحانه أن يتعلم
منها عباده
ووضحت قصة البقرة حقيقة البعث بعد الموت – وأظهرتها –عمليا- أمام بنى إسرائيل ، وخلدها القرآن (القصص القرآنى)إلى
أن تقوم الساعة
وأعطت قصة بقرة بنى إسرائيل الدرس وهوالمسارعة إلى قبول أمر الله
وفى قصة البقرة العبر المتعددة
كبيان عاقبة التوكل على الله واليقين فى قدرته – كما فعل صاحب البقرة الأب
وبيان طبيعة بنى إسرائيل وعاقبة اللجاجة والتباطؤ وعدم المسارعة لتنفيذ أمر الله وتطبيق (سمعنا وأطعنا) فور تلقى أمر الله
لايجدى المكر بالشر فالله يرى ويسمع وهو خير الماكرين ؛ فحيث مكرالقاتل-
القريب- طمعا أن يرث صاحب البقرة وحيث أراد أن يبعد الاتهام عنه فنقل جثمان القتيل
إلى بلدة أخرى
واقتضت قدرة الله الخالق أن يعيد الميت للحياة وبوسيلة غريبة وهى ضرب جسده
الميت ببعض ميت آخر وهو بعض لحم البقرة المذبوحة –-- وكانت صورة –عملية – تبين "البعث"
----- ولكن هيهات للجاحدين المكذبين المختوم على قلوبهم – هيهات أن يفهموا !
قصص مشركى مكة عند نزول القرآن (نسخ آيات ، و(تحويل
القبلة للبيت الحرام) ،
قصة إبراهيم
وبنيه – عليهم السلام-
قصة هاروت وماروت : (
الآية102)
قصة طالوت وجالوت :
وكان "طالوت" ملكا ، بعثه الله على بنى إسرائيل بعد أن طلبوا من نبى لهم أن يبعث لهم ملكا ليقاتلوا فى سبيل الله
وجاءت آية مُ2لكه ولكنهم – كشأنهم دائما –
لجوا فى الأمر ، ولم يقبلوه وقالوا أنهم أحق بالملك من "طالوت" وإنه لم
يؤت سعة فى المال ،
واعترضوا على مراد الله الذى اصطفاه وزاده
بسطة فى العلم والجسم
اعترضوا رغم أن الله بعث آية ملك
"طالوت" وهو "التابوت" تحمله الملائكة ( الآية 248) – سبحان الله
واستمر بنو إسرائيل فى عصيانهم فلم يطع أكثرهم ما أمرهم الله به(اختبارا لهم) و لم يصمدوا –إلا قليل – وهم المؤمنون حقا ،
وبهم تم النصر على الأعداء(على جالوت وجنده) - الآيات من 246 إلى 252
(... وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك
والحكمة وعلمه مما يشاء ...) 251
----------- وتتجلى العظمة والحكمة فى تتمة الآية
السابقة : " ... ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل
على العالمين " 251 هى تخبرنا
وقصة طالوت وجالوت بها الكثير من
الدروس والعبر؛ فهى تخبرنا بحال بنى
إسرائيل وطبائعهم - وتخبرنا بحال المؤمنين
الذين واصلوا صحبة الملك "طالوت "للنهاية ، وصبروا واجتازوا الابتلاءات وأطاعوا الله فأنجاهم الله - ونصر هم ، وأعطى الله"داود" الملك والحكمة وعلمه مما يشاء -- وعند الله الفضل العظيم
قصة عزير : الآية
259
قصة إبراهيم وتثبته واطمئنان
قلبه للبعث ( الآية 260 )
والربط بينها وبين قصة عزير فى الآية التى سبقتها وكلاهما عن
قدرة الله على البعث (الآية 259)
ثانيا: ضرب الأمثال للناس
" إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا
فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل
به كثيرا ويهدى به كثيرا ومايضل به إلا الفاسقين" 26
وللموضوع بقية – بإذن الله تعالى
وللموضوع بقية بإذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق