معناه لغة :التظاهر بالغفلة
عن صغائر الأمور وتوافهها التى لاتبدد الحقوق ولا تقر منكرا ولاتنكر معروفا ولاتؤصل لباطل
هو خلق من أخلاق (الكبار)
هو حكمة وصبر وذكاء
وهو عكس تصيد أخطاء وهفوات الآخرين ، والانشغال بعوراتهم والتفتيش عنها وتتبعها وفضح المستور
التغافل شيمة أصحاب العقول الراجحة والنفوس الصافية التى
تتسع لهفوات الناس ولاتُضيع مالهم من صالح الأعمال
فكل بنى آدم خطّاء ولاعصمة إلا لمن عصمه الله (الأنبياء)
* التغافل
يمنع الجدال ويبقى على المحبة والألفة فهو من المهارات الاجتماعية والصفات
الأخلاقية
* التغافل
يعطى الطرف الآخر الفرصة لمراجعة نفسه وإصلاح خطأه
*التغافل
يقدم الخير للآخرين فهو يرفع الحرج ويمنع الألم وكسر الكبرياء والحط من الكرامة (الفضيحة)
* والتغافل يشعر المخطئ بالخجل والعرفان
والاحترام للمتغافل
التغافل يقره الإسلام:
الله سبحانه وتعالى هو الرحمن اللطيف العفو
وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالرحمة فى التعامل مع الناس
"وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ *وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ
لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المؤمنين " الشعراء
214 - 215
ومن أمثلة التغافل ماذكره القرآن عن يوسف عليه السلام
فى تعامله مع أخوته وقد آذوه -
وقد وضحت الآية 77 من سورة يوسف كيف تغافل يوسف عليه السلام وتظاهر بأنه ليس يوسف وأنه يغفل عما يقولون :
"قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ
فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا
تَصِفُونَ " يوسف
77
ولننظر إلى السنة النبوية المطهرة :
*عن عائشة أم المؤمنين
رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أقيلوا ذوي الهيئاتِ
عثْراتِهم؛ إلا الحدودَ " (رواه الألباني بإسناد صحيح).
* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا تعجَبونَ كيف يصرِفُ اللهُ عنِّي شتمَ قريشٍ ولعنَهم، يشتِمونَ مُذمَّمًا ويلعَنونَ مُذمَّمًا، وأنا محمَّدٌ " (رواه البخاري).
*** دخل عمر بن عبد
العزيز المسجدَ في ليلةٍ مُظلمة، فمرَّ برجل نائم فعَثَر به، فرفع الرجلُ
رأسَه وقال: أمجنونٌ أنت؟ (وما علم أنَّه أمير المؤمنين)، فقال عمر: لا، فهمَّ به
الحرس، فقال عمر: مَهْ، إنَّما سألني أمجنون؟ فقلت: لا.
*** جاءت امرأة فسألت حاتم الأصم عن مسألة، وأثناء السؤال صدر منها صوت خجلت منه، قال حاتم: ارفعي صوتك، فأوهمها أنه أصمّ، فسُرَّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت فلُقِّب بحاتم الأصم، وهو ليس بأصمّ، بل تظاهر بأنه ضعيف السمع، مما أوحى للمرأة بأنه أصم، مراعاة لمشاعرها، ولأجل أن لا يوقعها في الحرج ".
ويُلاحظ أن :
تتبع عورات الناس وفواحشهم تخلق جوا غير نظيف فى المجتمع وتجعل المعصية أو
الفاحشة عادية مألوفة ليس من المستغرب تكرارها
والسكوت عن الهفوات يخفف من وطأة
الإحساس بتفشى الأخطاء وأنها عادية غير مُستغربة ويسهل الإقدام عليها َ!
" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى
الدنيا والآخرة" النور 19
وينبغى الحرص على توخى الصحيح من الأمور فلا يصح
الظن والتخيل والأخذ عن فاسق مثلا ، وإنما ماهو ثابت ، ولننظر إلى الحديث
النبوى الشريف الذى يشترط (الرؤية) لضمان صحة الأمور :
"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم
يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
- رواه مسلم -
ويلزم التغافل فى كثير من الحالات
التغافل ضرورى فى العلاقات الاجتماعية بين
الأقارب والأصدقاء والمربين ومن يقومون بالدعوة والإصلاح ، وهو ألزم مايكون للقادة
:
*** قال ابن الأثير
- رحمه الله - مُتحدثًا عن صلاح الدين الأيوبي: " وكان صَبورًا
على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يُعلمه
بذلك، ولا يتغير عليه"
فى تربية
الأولاد
فينبغى التغافل – عن الأخطاء البسيطة(غض الطرف والتظاهر
بالغفلة والجهل بالأمر )
وذلك حتى لايثقل على الأولاد ويتطرق إليهم
الخوف والكره والملل والعناد
...... وليكون لديهم الفرصة لإصلاح
نفسهم بنفسهم عن رضا وطواعية
إن التغافل ذكاء و حسن خلق و صدق إيمان
" قال معاوية
بن أبي سفيان رضي الله عنه: "العقلُ: ثلثُه فطنةٌ، وثلثَاه تغافلٌ
قال الإمام أحمد رحمه الله: "
تسعة أعشار حُسن الخلق في التغافل" "
" قال ابن المبارك رحمه
الله: " المؤمنُ يطلبُ المعاذيرَ، والمنافق يطلب الزلات
وصدق قول الشاعر العربى القديم ( ليس الذكى بسيد
فى قومه... لكن سيد قومه المتغابى )
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اللهم
أصلح فساد قلوبنا ولا تجعل للشيطان مكانا
بيننا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق