حول سورة"التين"

سورة التين سورة مكية عدد آياتها ثمانية - نزلت بعد سورة البروج وترتيبها فى المصحف الخامسة والتسعين

وسورة "التين"هى السورة الوحيدة بالقرآن الكريم التى تسمت بإحدى الثمار - وكلمة التين فى السورة هى الوحيدة التى ذكرت فىى القرآن كله

قسم الله تعالى
فى أول السورة أقسم الله تعالى بالتين والزيتون وطور سنين والبلد الأمين (مكة)

والله تعالى يقسم بما يشاء فكل شئ من خلقه وله المشيئة والكون كله 

ولاشك أنه تعالى لايقسم إلا بعظيم 

ولنا أن نقف عند المقسوم به لنتعرف على مايبين لنا من عظمته

 التين والزيتون : 

قال ابن عباس إنه التين الذى تأكلون والزيتون الذى تعصرون 

ولا غرابة فلثمرتى التين والزيتون فوائد جمة لمن يتناولهما

وقد تم اكتشاف يابانى منذ أعوام قليلة

هو إعجاز علمى جديد للقرآن الكريم ؛ إذ اكتشفوا أن تناول الثمرتين معا يُنتج  مادة هامة لجسد الإنسان

أعنى مادة اسمها " الميثالويندز "
هذه المادة تخفض الكوليسترول وتدخل فى التمثيل الغذائى وتفيد عضلة القلب
وتؤخر الشيخوخة
وتفرز هذه المادة فى جسد الإنسان من سن 15- 35 وتقل تدريجيا حتى سن 60 ، ووجد أن نسبتها قليلة فى الحيوان فاتجه العلماء إلى البحث عنها فى النبات ؛ ووجدوها فى التين وفى الزيتون
واختلفت نسبتها فى كل من التين ومن الزيتون وكانت النسبة بين الثمرتين 1 إلى 7 
ووجد العلماء أن خلط التين بالزيتون يعطى أكبر فائدة مُرجوة .
(( ومن العجيب أن كلمة "التين" قد ذُكرت فى القرآن الكريم مرة واحدة -اقتصرت على سورة التين ، أما كلمة "الزيتون" فقد تكررت سبع مرات فى سور مختلفة وكانت إحداها إشارة للزيتون
          " وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين"     (20 سورة المؤمنون)

وهذا لايمنع من فائدة كل ثمرة وحدها  

فالتين فاكهة حلوة لها الكثير من الفوائد

والزيتون ذو فائدة عظيمة فثماره تؤكل ، وكذلك تعصر كزيت مميز-- له خصائص متفردة للطعام وغيره
أنظر كيف وصفه الله تعالى فى إضاءة المصباح
           "...... يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ......"  35 النور
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم باستعماله كدهان يشفى المرضى

وجدير بالذكر أن الله تعالى وصف شجرة الزيتون بال "مباركة"           
"... المصباح كأنه كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة......"

وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها إنها مباركة
كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة

إذاً فالزيتون نبات له مكانة مميزة وشجرته مباركة وقيل أن أصلها كان فى الأرض المقدسة-الشام - ومنها انتشر
ويقا ل أن أفضل زيتون فى العالم هو ذلك الذى يخرج من أرض سيناء فى منطقة الطور(وادى طوى المقدس كما وصفه القرآن الكريم)
ومعلوم ما تتميز به شجرة الزيتون
فالثمرةتحوى من العناصر الغذائية الكثير( بروتين +  دهن +كربوهيدرات +كالسيوم وفسفور وفيتامينات.....)
ولأوراق الزيتون فوائد طبية وكذلك يتغذى عليها الحيوان
وقد استخدم (السواك ) أيضا من ساق شجرة الزيتون
أما الشجرة فهى معمرة تجدد نفسها بنفسها فإن جف الساق خرجت من الجذر خلفات تجدد الشجرة

الطور : 
هو جبل الطور بسيناء (طور سينين) وعنده  كلم نبى الله موسى ربه سبحانه وتعالى

           وهو ما خص الله به موسى (كليم الله)

          ولاشك أن  لهذا الجبل مكانة عن غيره وقد اختص الله سبحانه بعض أناس وأزمنة وأماكن دون غيرها
 كلمة "الطور" - جبل الطور بسيناء وبمنطقة وادى طوى المقدس-تكررت فى القرآن الكريم وجاءت سورة كاملة باسم (سورة الطور)
ووادى طوى هو المكان المقدس -المطهر- الذى كلم فيه موسى ربه وقد جاء ذكره أيضا فى التوراة والإنجيل
وجاء ذكر جبل الطور والوادى المقدس طوى فى سورة القصص (29- 30- 46)
                           "وماكنت بجانب الطور إذ نادينا... " 46 القصص

 وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى    إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى    فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى  إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى     سورة طه

مكة :

أما مكة فهى أحب وأشرف بقاع الأرض وأحبها إلى الله ورسوله 

مهبط الوحى ومبعث رسالة الله بدينه الإسلام  

فيها ولد وعاش رسوله صلى الله عليه وسلم إلى أن أخرجه أهله منها فهاجر إلى "يثرب" (المدينة المنورة)

 * ومكة أيضا البلد الذى عاش فيه نبى الله إسماعيل -عليه السلام- .

وعن مكة قيل :

* مكة هى أول ماظهر من اليابسة بعد أن كانت الأرض عبارة عن مياه ومحيطات ثم حدثت البراكين فنشأت اليابسة
وتحركت الجزر البركانية التى تكونت بفعل البراكين وكونت القارات السبع    

*وأول ما  ظهرهو  بيت الله الحرام ، وأقامته فى الأصل الملائكة (قبل أبى الأنبياء إبراهيم وابنه اسماعيل -عليهما السلام)

* مكة هى مركز الكون ، وخط الطول المار بها مستقيم غير منحرف فهو الخط الوحيد المتجه للنجم القطبى ، و هو الأصح من"خط جرينتش" المعمول به الآن والذى فرضته بريطانيا 
*البيت المعمور هو فوق الكعبة المشرفة بمكة المكرمة ويدخله يوميا سبعون ألف ملك ويخرجون منه ولايدخلونه  ليدخله غيرهم وذلك كل يوم - سبحان الله.
*مكة المكرمة - وبها الكعبة قبلة كل المسلمين فى صلاتهم 
جواب القسم 

        "لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم* ثم رددناه أسفل سافلين"   4-5 التين

ترهيب لهم - 
وهذا إنذار من الله تعالى لمن يكذّبون بدينه 
يذّكرهم الله بأنه خلقهم على أحسن صورة وميزهم فجعلهم منتصبى القامة، حسنى الخلقة ، متناسقى الأعضاء ووضع فيهم الفطرة السليمة
وفوق ذلك زودهم  وخصهم بنعمة العقل
وكان واجبا منهم شكر النعمة ومقابلة ذلك بشكر النعمة(التصديق بالدين والعمل حسب استواء الفطرة فيهم) وليس التكذيب والجحود 
إذاُ فمن العدل أن يكون جزاؤهم  ومكانتهم ( أسفل سافلين)  فى نار جهنم  -ذلك لأن الله أحكم الحاكمين وهذا جزاؤهم (العدل)
 ولتوضيح المعنى أورد الله تعالى الصورة -المقابلة- فبين جزاء المؤمنين الذين عملوا الصالحات بأن لهم أ جر اممتدا غير مقطوع
---  وهناك معنى آخر وهو أن الله خلق الإنسان مزودا بعناصر القوة والحياة ليبلغ ذروتها فى شبابه ثم يأخذ فى الضعف والشيخوخة 
وقد يعجز عن المضى فى حركة الحياة 
.. أمامن دأب على الطاعة والقرب من الله فسيعوضه الله عن ضعفه وتؤدى عنه التكاليف التى لايستطيع أداءها حال عجز الشيخوخة والمرض - والأمر لله من قبل ومن بعد . 
وجدير بالقول أنه من الملاحظ  أن من حفظوا القرآن الكريم يحفظ الله لهم ذاكرتهم وهم أكثر بعدا عن ( خرف الشيخوخة)

وقد بينت الآيات الكريمة أن للذين آمنوا وعملوا الصالحات أجرا ممتدا غير مقطوع . 
و الله تعالى هو أحكم الحاكمين 
والآية آخر السورة "أليس الله بأحكم الحاكمين" - بلى يارب ونحن من الشاهدين

وينبغى أل انغفل  أن  لإعراض الناس مردود فى الدنيا أيضا (ووضح ذلك فى مواضع أخرى من سور القرآن الكريم)
 فلقد توعد الله من يعرض عن ذكره بأن له معيشة ضنكا ، كما أنه-سبحانه وتعالى - قد ألحق العذاب بأقوام سابقة  كذبوا وعصوا 

 فعجيب أن يكذب أحد بعد ذلك بالدين 

**********************************