الجمعة، 29 نوفمبر 2019

دردشة !


نعم أحببت الحياة -كما خلقها الله -  .. جميلة 
 وجمال الطبيعة يشرح الصدر، ويفتح القلب بالإشراق ويجعله بصفاء  يفكر !
وهكذا جعل الله الجمال زينة لها - لتنفتح القلوب وتصل بعون الله ومشيئته إلى هداه
الجمال دال على الخالق
جمال المنظر ودقة الصنع وإتقانه دليل على طلاقة القدرة 
.. والإحساس بالجمال شئ فى البشر ولكنه يتفاوت
ومن كان إحساسه مرهفا كان الأقدر على تذوق الجمال
والأجمل من هذا هو الانصراف إلى خالق  هذا الجمال
فلا ينشغل الإنسان بالنعمة وإنما بالمنعم عز وجل

"إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا "   7الكهف

وجميل أنه بمجرد أن تقع أعيننا على شئ جميل ؛  نهتف - تلقائيا- : " الله "
سبحان الله




إ
إعجاز الخالق  هذا الكون البديع ، متقن الصنع ،
المعجز فى ألوانه وتناسقه وجماله فوق قدرة البشر
 - "الله" - ليس كمثله شئ - خلق من عدم وعلى غير مثال سابق
   إن الكون كله يشهد بوجود الله ووحدانيته
إن  قوانين عامة تحكم كل المخلوقات و عناصر مشتركة بين المخلوقات ؛  فمثلا :

أنظر إلى العناصر التى تتكون منها التربة أو الأرض وعناصر جسم الإنسان
        .........  والماء(وجعلنا من الماء كل شئ حىّ)

               إذاَ... قضية الخلق هى أول مفتاح لمعرفة الله سبحانه
الحمد لله
الحمد لله أن هيأ لى ظروفا ساعدتنى على حب الطبيعة والشغف بملاحظة عناصرها
والتمتع بجمالها
  وفعلا فمرحلة الطفولة هى الأساس فى تشكيل وجدان الإنسان ، وربما  كانت المدرسة
     فى المرحلة الابتدائية والإعدادية كانت مدرستى(قصرا) جميلا فى مبناه وفى حديقته
بالإضافة لمدرّسة رقيقة كانت تعتنى بالأطفال وتتبع طرقا محببة لتجذبهم لممارسة الرسم
كنت أنتظر حصة الرسم .. وأشعر فيها بأننى انتقلت لعالم آخر .. كانت سعادة وراحة لايماثلها شئ
ومازلت أذكركيف كنا نأخذ حصص الرسم فى حديقة المدرسة ، حيث نجمع مايروق لنا من وريقات قليلة ملونة ونبدا فى رسمها محاولين نقل حدودها وتفاصيلها!
ومع الشعور بالجمال وبالمشقة فى-مهمتنا- هذة لمحاولة(المحاكاة) -  يترسب فينا شئ !
سبحان من صنع وأتقن ورقات الشجر هذه التى عجزنا عن صنع (مثلها) !!

   ومما أذكره أيضا أنه فى مرحلة سنية سابقة ، كانت معلمتنا تأخذنا خارج الفصل ،
 وتطلب منا جمع أغصان الشجر الصغيرة المتساقطة ثم نجلس  ليخط  كل طفل  بالغصن الصغير معه  ماتطلبه  المعلمة
.. كانت حصة الرسم لعبا وتربية جمالية !
واستمر عالم الفنون التشكيلية شيئا مبهرا يعيش معى ،
يأخذنى بعيدا حيث الاتساع بلا حدود - خيال جميل - من صنعى أنا - يرضينى - ويأخذنى بعيدا عن واقع صلد جامد
مفروض بلا رحمة ولا إنسانية فى معظم الأحوال ..!
أريح داخلى - وأرتب أفكارى - لأرجع للدنيا (الواقع ))
--------------------- مازلت أرسم - حتى بعد أن توقفت وبعدت الفرشاة عن الألوان !
الحمد لله - الآن تتكون اللوحة فى مخيلتى وبدلا أن أعلقها على الحائط أصبحت أعلقها فى نفسى -داخلى !
--- كل شكل جميل فى الطبيعة أو فى حياتى أصنع له بروازا أو إطارا
...................وأحيانا تساعدنى الكاميرا فآخذ (المنظر) أو اللقطة أو (اللوحة)
الحمد لله - لولا هذا لمت  من الجفاف والقسوة !
هذه هى (رحلة الجمال)
                                                                            https://s-a-l-a-m.blogspot.com/2013/02/blog-post_25.html
                                                                         
  https://s-a-l-a-m.blogspot.com/2013/02/blog-post_25.html
https://s-a-l-a-m.blogspot.com/2013/04/blog-post_12.html
أما (رحلة الدين) ؟ - ولا أدعى شيئا متميزا ولا صلاحا والتزاما متفردا -  فأنا من العاديين طبعا وإن كنت (((أحاول)))...  
 وما أدعيه حقا هو كثرة االدعاء والالتجاء لله تعالى لإحساسى بالقصور والعجز واحتياجى الشديد له

أفر وأضرع  إلى الله دائما - أسأله سؤال العاجز الذى يرجو رحمته  ورضاه .

نبدا من مرحلة المراهقة المبكرة :

   وجدت شيئا داخلى يتساءل ويأبى أن يسكت !

وكان لزاما علىّ أن أبحث فيما أنا فيه :

جردت عقلى وجعلته كصفحة بيضاء أخط فيها من جديد كل ما أصل إليه بنفسى !

فأخذت أقرأ كل ما أستطيع عن دين الإسلام ، وكنت أتحرى فأختار كتب العلماء الثقاة وبالذات (الأزاهرة)
 وفى مرحلة تالية ومتأخرة
 كان حدث جميل أكرمنى الله به 
والحمد لله -- هيأ لى ربى فرصة الدراسة المنهجية المنتظمة للإسلام لسنوات - بعد بكالوريوس دراستى العادية الأخرى-

والحمد لله أننى تلقيت علما من أساتذة كبار أزهريين فى الأصل ولكنهم حصلواعلى دراساتهم العليا من دول أوروبا وأمريكا 
أى جمعوا بين ثقافتين (حيث عاشوا فى مجتمعات أخرى )
والحقيقة أننى تلقيت هذه الدراسة باللغة الانجليزية إذ كان الهدف إعداد نخبة ممن أنهوا دراساتهم الجامعية  ليكونوا أداة واعية تعرف دينها وتصل به إلى غير المتحدثين بالعربية

المهم هدف عظيم وجهد كبير بذله علماء أفاضل - جزاهم الله خيرا -

واعترف إننى تعلمت الكثيرمنهم واستفدت من كتب الأجانب والذين تحولوا إلى الإسلام 
ربما لأنهم ألأكثر حماسا لدين الإسلام والأكثر بحثا فيه
ولا أقول أكثر يقينا  من أمثال الذين(ألفوا) حياتهم ونسوا إمعان النظر فى عظمة دينهم وتفرده !!

 .. وأذكر سعادتى وأنا أقرأ تعريفا للإسلام - كان جديدا علىّ - :
Islam is a whole way of life
وكان مفهومى السريع للإسلام  "هو الأركان الخمسة"

ومازلت أذكر حينما بدأت أتصفح كتابا جديدا مقررا..وأُخذت بما قرأت فرجعت إلى المؤلف ، ووجدت اسمه جديدا علىّ.. 
"محمد أسد" هو المؤلف
وأخذت أبحث عنه على الانترنت.. كانت قصة حياته جديرة أيضا
أن تكون موضوع  دراسة متميز ،  فهو يهودى نمساوى (ليوبلد فايس)- اسمه الأصلى -
كان صحفيا و كاتبا ومفكرا ولغويا وناقدا اجتماعيا ومصلحا ومترجما ودبلوماسيا ورحالة
..........عمل فى مدينة القدس وهناك جذبه الإسلام فعكف على دراسته و......... وأسلم ...
وانتقل إلى مكة  ودرس .. وتزوج عربية مسلمة .... وانتقل بين دول عديدة .... وألف كتبا
رائعة .... واشترك فى تأسيس دولة باكستان المسلمة حينما انفصلت عن الهند وعمل مبعوثا ديبلوماسيا لباكستان للأمم المتحدة..........

ولد عام 1900 بالنمسا   /   وتوفى عام 1992 بأسبانيا "غرناطة"

.....  " محمد أسد " .قصة حياة  إنسان رائعة ومتفردة .. يجب أن نتعلم منها الكثير ........
 




الخميس، 28 نوفمبر 2019

حول"سورة القمر"

*سورة مكية (آياتها جميعا نزلت بمكة)
وعنيت بتقرير أصول الدين - العقيدة من وحدانية ونبوة ويوم الحساب
وعنيت بإنذار الكفار وتحذيرهم وبيان عنادهم  وبينت لهم - للعظة والعبرة- ماأنزله الله من عقاب بالأمم السابقة التى كذبت أنبياءه

* وفى السورة تثبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والتسرية عنه(آية6 & 8) مما كان يلاقى من تكذيب المشركين له وإيذائهم له وللمسلمين

* نزلت السورة قبل الهجرة النبوية الشريفة خلال العام الخامس قبل الهجرة

* سأل عمر بن الخطاب أبا واقد الليثى رضى الله عنه ماكان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأضحى والفطر
فقال؛  كان يقرأ فيهما بقاف والقرآن المجيد ، واقتربت الساعة وانشق القمر "  رواه مسلم .
*ترتيبها بالمصحف بين سورتى النجم والرحمن ولهما بهما ارتباط كبير
مثلا :/ فى سورة النجم (آية 50 &  51) إجمال للعذاب والعقاب الذى أوقعه الله على  الأقوام الأولين المكذبين لرسلهم ، وفى سورة القمر تفصيل
وكذا جاء تفصيل لآيات سورة القمر فى آيات سورة الرحمن ، وانظر الآيات التى شرحت جزاء الآخرة وانظر تفصيل حال أهل الجنة

* لاحظ اقتراب المعنى فى آيات من سورة القمر وسورة النجم ففى الأولى(إقتربت الساعة) ، وفى الثانية (أزفت الآزفة)

سبب النزول :
 سأل كفار مكة صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فدعا  الله سبحانه ؛ فكان انشقاق القمر نصفين أو فلقتين ؛  ( كان جبل حراء بين فلقتى القمر)  - ثم التأمت الفلقتان كما نراهما الآن.
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : "بينما نحن مع  رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدا" رواه مسلم 

ولكنهم _ حتى بعد رؤيتهم ماطلبوه من دليل - لم يؤمنوا واتبعوا ضلالتهم ، وقالوا سحر مستمر دائم !
ولكن كل أمر من خير أو شر واقع بأهله وملحق بهم وسيكون الثواب والعقاب يوم القيامة تبعا له .

تأمل تلك الآيات(التى يعرفها معظمنا) من سورة القمر

فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)

        وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)

                       كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)

                                 إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
معانى :
 مافيه مزدجر : مافيه كفاية لردعهم عن كفرهم وضلالهم 
 حكمة بالغة : القرآن الكريم
يوم يدع الداع:إسرافيل ونفخة الصور(بأمر الله تعالى)
 نُكر:أمر منكر فظيع-أهوال القيامة-وعذاب الكفار 
فتول عنهم : يارسول الله(صلى الله عليه وسلم) وانتظر أمرا فظيعا وهو الحساب
يوم عسر :صعب شديد الهول 
وازدجر :انتهر القوم "نوحا"- متوعدين إياه إن لم يكف عن دعوته
إنى مغلوب فانتصر:ضعيف عن مقاومة هؤلاء فانتصر لى بعقاب لهم
ألواح ودسر : ألواح خشبية ومسامير صنعت منها سفينة نوح
عذابى ونذر: عذابى لمن كذب رسلى وكفر
مدكر: مُتعظ                
 ريحا صررا: شديدة البرد(الصر)، ذات صوت مخيف ، ومستمر
أعجاز نخل منقعر:تقتلع الناس فترمى بهم على رؤسهم فتفصلها 
يسرنا القرآن : للتلاوة والحفظ والتدبرلمن أراد (حث)
الكذاب الأشر :المتجبر
إنا مرسلو الناقة: مخرجوها من الصخرة
فتعاطى فعقر :فتناول الناقة بيده ونحرها
صيحة: أرسل الله تعالى جبريل فصاح صيحة واحدة فأباد القوم عن آخرهم فصاروا كالزرع اليابس المحظور عن الإبل والمواشى 
حاصبا : حجارة /بسحر: آخر الليل /فتماروا بالنذر: شككوا وكذبوا لوطا عليه السلام حينما أنذرهم
عذاب مستقر: دائم ؛ استقر ورجمهم بالحجارة وقلب قراهم وجعل أعلاها سافلها
نحن جميعا:أيقول كفار مكة إن أمرنا مجتمع ونحن جمع-إنهم سيُهزمون(هُزمهم المسلمون يوم "بدر")
أدهى وأمر:أعظم وأشد مما لحقهم يوم بدر
كلمح البصر :"كن فيكون" لا يتأخر طرفة عين
أشياعكم : أشباهكم الأولون (يتشيع =يتبع)
فعلوه فى الزبر:الكتب التى كتبها الحفظة
مستطر: مُسطر فى صحائفهم ، يُحاسبون ويُجازون به

 بلاغة :

 1-بدأت السورة بالمعجزة (شق القمر)
  وهى دليل واضح على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم  (وهو الذى نشأ بينهم وأسموه الصادق الأمين !)
ثم ذكرت الآيات القرآن الكريم (وهو معجزة كبرى) وهو آية أخرى بها من الأنباء وأخبار السابقين الأولين الآيات الكثيرة ! 
وفيه ايضا  النذر ونبأ الساعة وماهو آت !
الدلائل واضحة لمن أراد أن يعرف ويؤمن
ولكنهم أعرضوا وكذبوا وافتروا وادعوا أنه سحرواتبعوا أهواءهم !
  لهذا يا أيها النبى فلا فائدة  أن تدعوهم 
     ..  تول عنهم واتركهم   
       هذا تسلسل منطقى
كذلك جاء تسلسل بعث الأنبياء عليهم السلام : نوح وهود وصالح وموسى وقصصهم مع أقوامهم ، وتكذيبهم لهم وإيذاؤهم  والافتراء عليهم ( كاتهامهم بالجنون والسحر )
وكل هذا ذكره القرآن الكريم المعجزة التى أيد الله بها رسوله ولكن المشركين يأبون أن يقرءوه !(فهل من مدكر) وتكررت للتوبيخ والتعجب 

2- كثرة التشبيهات للتوضيح :
" كأنهم جراد منتشر"  7
فى الحركة والتموج والتدافع
*  "كأنهم أعجاز نخل منقعر" 20

3- أسلوب الاستفهام ؟
للتهويل وإلقاء الضوء والتحريض أو الحث على الفعل
 "فهل من مدكر " 15  &  17 &  22 & 32
"فكيف كان عذابى ونذر"  21
"أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ" (43)

4- التكرار :
"فهل من مدكر" 15 & 17 & 22 & 32 & 40 &
"كذاب أشر"  25 & "الكذاب الأشر"  26  
"فكيف كان عذابى ونذر" 16 & 18 & 21 & 30  & 51  / "عذابى ونذر" 37

5- التنكير:
 وهو أسلوب للتهويل وترك الأمر بلا حدود - إلى أبعد مدى 
مثل ( عذابى ونذر) للدلالة على شدة العذاب وفظاعته
وفى الناحية المقابلة للعذاب الكفار المكذبين ، "جنات ونهر" المتقين  المصدقين 
أما ذكر الآيات (مليك مقتدر) فهو الله عز وجل ورغم إن الكفار ينكرونه -سبحانه-
فهو علم  ونور السماوات والأرض ولايحد
 ملكه ولا قدرته حدود

6-وتنتهى أواخر الآيات بنظم وإيقاع منظم جميل يترك أثرا فى النفوس .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
والجو العام للسورة توعد للمكذبين المشركين وترهيب لهم وتركيز على يوم الحساب ومصيرهم فى العذاب الفظيع 
 ولم تتحدث السورة كثيرا عن جنات ونعيم المتقين ولكن "سورة الرحمن"التى جاءت بعدها- أفاضت فى هذا 
==========================
.

الخميس، 21 نوفمبر 2019

تأملات:"سورة غافر"

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)

هى سورة مكية 
وهى من الحواميم وهى التى تبدأ ب "حم"

وعددهم سبعة هم :
غافر ، فصلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف .
بعض جوانب سورة غافر  :
   1- بعض صفات الله تعالى
    2-مشهد حملة العرش ومن حوله سبحانه من الملائكة
     3- مصير أمم سابقة وعقاب الله لهم
      4- جانب من قصة موسى عليه السلام مع فرعون  الظالم
       5- فبها -دون غيرهاا- ذكر لمؤمن آل فرعون
         6-فيها تسرية للرسول عليه الصلاة والسلام وتثبيت لقلبه -والمسلمين-
          7-عددت السورة آيات كونية دلالة على وجود الخالق وعظمته
            8--مع الدعوة لعبادة الله الواحد (الوحدانية) ، أكدت الآيات على الإخلاص(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) 
              
وفى السورة ما يثبت عذاب القبر
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)
---------------------
1)- بدأت سورة غافر بذكر إسمين من أسماء الله الحسنى وهما "العزيز" ، "العليم "وذلك فى الآية الأولى
2)- وفى الآية الثانية  "غافر الذنب" ،"قابل التوب"، "ذى الطول"
 وذكرت "لا إله إلا هو" "إليه المصير
وذكرت عنه تعالى أيضا أنه"شديد العقاب"  
ونلاحظ  أن الآيتين الأولى والثانية جاءتا تمهيدا لكل ماتلاهما
وذكر اسمى العزيز(من له المنعة)و العليم(مطلق العلم)  مناسبا  لذكر صفتى المغفرة (غافر الذنب وقابل التوب) ،والمقدرة (ذى الطول)
فالله تعالى القوى القادر يعلم عن خلقه كل شئ (فى الظاهر والباطن)وقادر على المغفرة دون معقب ، وقادر كذلك على العقاب بلا اعتراض ولا مراجعة من أحد  فلا إله غيره ينازعه الحكم والملك  "لا إله إلا هو"
 وهو من يجمع الناس ليوم الحساب ، فلا مصير إلا إليه (إليه المصير) - فهو من يحاسب والحساب واقع لامحالة إما مغفرة أو 
عقاب وعذاب - جنة أو نار
          أسلوبا الترغيب والترهيب معا
ففى "الترغيب" نجد رحمة الله- وعلمه- التى (وسعت) كل شئ (آية7)وتأمل كلمة(وسعت).
                   *وقبلها(آية3) نجد" غافر الذنب" قد سبقت "قابل التوب" لعظم مغفرة الله وكرمه وحبه للمغفرة -هو أهل التقوى                         وأهل المغفرة- .
                   * زيادة فى الترغيب فى طاعة الله فقد جاء فى السورة( آية8) أن الله يلحق بعبده الصالح -فى جنات عدن-أهله الصالحين :
             ( ... وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ...)
& وحذر الله رسوله صلى الله عليه وسلم من الكفار ، وطمأنه  .. فلا يُخدع بجدالهم وكيدهم  فهو باطل وضلال  (آية 25) لاقيمة له 
---------------------------
مضت الآيات بين الترغيب والترهيب
خطان متضادان  
وذكرت حال المؤمنين ومايقابله من حال الكفار فى كل من  الدنيا ، و الآخرة
فذكرت حال فرعون الكافر الظالم وأعوانه
وذكرت حال (مؤمن آل فرعون) وهو من قوم فرعون ، وكان يكتم إيمانه ، ولكنه اضطر أن يجادل قومه-أتباع فرعون - وأن يدعوهم إلى الإيمان بالله الواحد القهار
بربهم وجاء المنطق فى الآيات  بصورة رائعة ، عسى أن تقتنع عقول الكفار ويؤمنوا بالله الواحد الحق ، ولكن الضلال قد تمكن منهم وطمس بصيرتهم 

ويُلاحظ قوة المنطق وكمال الحجة التى ساقها مؤمن آل فرعون - والأسلوب الذى اتبعه أسلوب مثالى لأى داعية لدين الله
فقد اتبع مع قومه أسلوبا لينا  ليستميلهم ليسمعوا له وليقبلوا دعوته عسى الله أن يهديهم للإيمان 
فاستعمل صيغة الجماعه فى حديثه ليشعرهم أنه منهم يشعر بهم ويحرص على مصلحتهم -(آية 29)"ينصرنا"، "جاءنا"
وكرر كلمة (قوم) أو قومى(آية 29 ، 30، 38، 41) .

وجاءت الآيات تسرية وتثبيتا لرسول الله عليه وسلم وللمؤمنين
وضرب الله مثلا (فرعون) وهو قمة الظلم والفساد ، ولكن الله مكن منه نبيه موسى عليه السلام فأغرقه
ونصر الله  نبيه والمؤمنين
إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)
 وبين الله الطريق لذلك النصر وهو
   الصبر و الاسستغفار  والتسبيح بحمد الله

فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)


السبت، 16 نوفمبر 2019

معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

هى المعجزات التى أكرم الله بها الله سبحانه رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم
والمعجزة هى أمر خارق للعادة يؤيد به الله تعالى بها
أنبياءه ورسله -عليهم السلام-تأييدا لهم

ومن المعجزات ماينتهى  ومنها مايبقى إلى أن يشاء الله كالقرآن الكريم الذى تعهد سبحانه وتعالى بحفظه



وا... ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من ألف معجزة..(ابن القيم/"إغاثة اللهفان)
وتتنوع المعجزات التى أكرم بها الله رسوله صلى الله عليه وسلم

 ولو تأملنا لوجدنا أن تلك المعجزات تجمع أطرافا مما كانت لسائر الأنبياء والرسل حتى لغة الحيوان التى آتاها الله نبيه سليمان عليه السلام .
عناوين لمعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- القرآن الكريم 2- تحقق البشارات 3-الإسراء والمعراج 4-إنشقاق القمر
5-حماية الملائكة له 5-سماعه أهل القبور6--مخاطبته قتلى بدر 7-فهم حديث الجمل/وتعامله مع جذع الشجرة وسلام الحجرعليه
8- شفاءعلى بن أبى طالب، وحنظلة بن جديم
9- موضوع الغارعند الهجرة 10- موضوع ذاكرة أبى هريرة 11- موضوع سراقة بن مالك وقت الهجرة12- رؤيته أصحابه من وراء ظهره 11- تكثير الطعام والماء يخرج من بين أصابعه الشريفة
********
هناك معجزات سبق الكلام عنها-فى هذه المدونة- كالقرآن الكريم

معجزة الإسراء والمعراج
وقد جاء ذكرها فى القرآن الكريم

 انشقاق القمر
جاء ذكر انشقاق القمر فى أول سورة القمر "إقتربت الساعة وانشق القمر"
ووردت فيه أحاديث
والحقيقة أن القمر قد انشق ورآه كل من فى الجزيرة العربية .. وقال كفار مكة أن محمدا عليه الصلاة والسلام سحر أعينهم وأرادوا التأكد من الموضوع فسألوا من جاءوا إليهم من سائر جزيرة العرب فذكروا لهم أنهم رأوا انشقاق القمر
- وقد انشق القمر ثم التأم

شق صدره الشريف :
قيل ثلاث مرات لتطهير قلبه صلى الله عليه وسلم ولئلا يكون فيه من أثر للشيطان
مرة  عند حليمة السعيدية -من أرضعته وكفلته فى طفولته المبكرة فى البادية - ومرة عند مبعثه حيث أخرج جبريل علقة من قلبه وغسله بماء زمزم - وثالثة عند رحلة الإسراء والمعراج (ثبت فى الصحيحين وغيرهما)
وعن معجزات أخرى أقول :
ذاكرة أبى هريرة:
حكى أبو هريرة رضى الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "من يبسط رداءه حتى أقضى مقالتى ، ثم يقبضه فلن ينسى شيئا سمعه منى" وقال : فبسطت بردة كانت علىّ فوالله الذى بعثه بالحق مانسيت شيئا سمعته منه .
رواه البخارى ومسلم

 حماية الملائكة له صلى الله عليه وسلم :  
حمايته من أبى جهل : وقد منعته الملائكة من إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ساجد عند الكعبة - وكان أبو جهل عازما أن - يطأ عنقه- الشريف
ولكن سرعان مانكس على عقبيه واقيا وجهه بيديه ،  فسألوه مالك؟ قال: (إن بينى وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة)
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا-أى عظمة عظمة-
وأنزل الله تعالى : أرأيت الذى ينهى*عبدا إذا صلى ------ كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية......   (سورة العلق)
حمايته فى الغار عند الهجرة : فلم ينظر الكفار تحت أرجلهم من فتحة الغارليروه وصاحبه  - حفظه الله فمنعهتهم الملائكة التى سخرها سبحانه لذلك وإلا لرأوا الرسول وصاحبه أبا بكر(الراوى أبو بكر الصديق والمحدث البخارى)
حمايته من سراقة بن مالك :منعت الملائكة فرس سراقة أن يمضى وكان يمتطيه قاصدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه إبا بكر أثناء رحلتهما مهاجرين إلى "يثرب" - المدينة المنورة- أملا فى مكافأة رصدها كفار مكة لمن يقتل أو يأسر أيا من محمد صلى الله عليه وسلم  أو صاحبه أبى بكررضى الله عنه .
ولكن الملائكة منعت الفرس وجعلت قوائمه تغوص فى الأرض فعرف أن فى الأمر شيئا خارقا(معجزة) فعزم أمره أن يكمل المسير إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليطلب منه الأمان ، وهنا قام الفرس وقصد الرسول صلى الله عليه وسلم  ولكن ليسأله  سُراقة أن يكتب له كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة أن يكتب فى رقعة من أديم (الراوى سراقة بن مالك والمحدث البخارى)

رؤية أصحابه من وراء ظهره: 
كان يرى مايصنعه أصحابه -وكذا المنافقون- من وراء ظهره وهو يصلى
قال أنس بن مالك رضى الله عنه : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فقال إنى أمامكم فلا تبادرونى بالركوع والسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف فإنى أراكم من أمامى ومن خلفى ، ثم قال: والذى نفسى بيده لو رأيتم مارأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، قلنا : ومارأيت يارسول الله ، قال :رأيت الجنة والنار.      (الراوى أنس بن مالك وصححه الألبانى)

أحاديثه مع الحيوان والجماد:
مع جبل أحد : اهتزالجبل طربا حينما شعر بقدومه صلى الله عليه وسلم  - وكان قد ذهب لزيارة أصحابه من شهداء أحد -وعددهم سبعون -   قُتلوا سفح الجبل - وكان أبو بكر(وقيل على) وعمر يصحبان الرسول صلى الله عليه وسلم فوجدوه يبتسم ، ورفع قدمه الشريف وضرب على الجبل قائلا " اثبت " ليستقر الجبل ويهدأ .
مع الجمل:
تأثر جمل برؤيته للرسول صلى الله عليه وسلم ، وحنّ وذرفت عيناه ، فمسح الرسول الكريم على ظهره وأذنيه فسكن .
فقال : من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال : هو لى ، فقال صلى الله عليه وسلم :" أما تتقى الله فى هذه البهيمة التى ملككها الله ، إنه شكا إلىّ أنك تجيعه وتدئبه(تتعبه) .            (رواه أبو داود وصححه الألبانى)
مع الجذع :
عندما صنعوا لرسول الله  منبرا ليخطب عليه ، وجاءوا به ووقف صلى الله عليه وسلم يخطب عليه (وكان قبله يخطب مستندا إلى جذع نخلة ).. عندئذ سمع كل من بالمسجد أنينا ، فنزل صلى الله عليه من على المنبر وضم الجذع إلى صدره ، فسكن(هورحمة للعالمين- صلى الله عليه وسلم-).

... يقول أنس بن مالك : حينما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا نقول :يارسول الله إن جذعا كنت تخطب عليه فتركته فحنّ إليك ، كيف حين تركتنا لاتحن القلوب إليك

سلام الحجر عليه صلى الله عليه وسلم :
قال عبد الله بن مسعود :كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة فأرى حجرا أعرفه ، ما مر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة إلا وسمعته بأذنى يقول : السلام عليك يارسول الله .

سماعه أهل القبور:
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبلال ، يمشيان بالبقيع قال صلى الله عليه وسلم : أتسمع ما أسمع ؟ قال : لا والله ما أسمعه ، قال قال: ألا تسمع أهل القبور يعذبون .

-- مخاطبته قتلى بدر:
سألهم صلى الله عليه وسلم عما وجدوه ، وأجابوا بأنهم وجدوا ما وعد الله حقا
تكثير الطعام والماء يخرج من بين أصابعه الشريفة :
عن جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أطعم يوم الخندق ألف رجل من صاع شعير وعناق(أنثى الماعزالصغيرقبل أن تبلغ العام) فأكلوا وتركوا باق من الطعام !

إبراء المرضى :
رُوى الكثيرعن بركته صلى الله عليه وسلم فى شفاء بعض المسلمين(ووردت الوقائع فى الصحيحين وغيرهما) :
* شفاء عين علىّ بن أبى طالب 
* بركة مسحه على رأس حنظلة بن جديم : وكان أن تقدم والد حنظلة بولده إلى رسول الله ل ليتم له الشفاء (بسم الله )مما ألمّ به ،
 ..... ثم كان حنظله بن جديم يضع  يده على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم  قائلا "بسم الله" ثم ينقلها على رأس المريض  بسم الله ، فيشفى

تحقق الرؤى : 
ورؤيا الأنبياء حق
....... رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامه سوارين من ذهب وضعا فى يده فقطعهما وكرههما ونفخههما فطارا
وتفسير الرؤيا هو : أن السوارين هما
 الأسود العنسى باليمن وقد قتله المسلمون ، ومسيلمة الكذاب وقتل أيضا وقت خلافة أبى بكر الصديق . (عن أنس بن مالك - وأخرين)

انفلاق الحجر الشديد فى غزوة الخندق:
وكان المسلمون أثناء حفر المسلمين للخندق ، قد أعجزتهم(  كدية) شديدة فجاؤا النبى صلى الله عليه وسلم فقال ( أنا نازل) - وتحقق الأمر من ضربة واحدة .

ومعجزاته صلى الله عليه وسلم كثيرة -تعدت الألف معجزة- ( إقرأ "دلائل النبوة" للبيهقى ،  "أعلام النبوة" للماوردى )

                                                     صلوا على رسول الله

*******************************************************************************

الجمعة، 8 نوفمبر 2019

العظمة والتواضع معا !

اجتماع صفة العظمة(الرفعة والمهابة)مع التواضع شئ رائع صعب التحقق - فهما متضادتان ولو ظاهريا !
أن العظيم المتواضع إنسان نادر - وإذا ما وجد فيصعب تخيل أن يكون لبشر متفرد فائق العظمة بين البشر...أعنى من جعله الله سيد ولد آدم ورزقه من السجايا والتكريم مالم ينله غيره من قبله ولا من بعده
حبيب الرحمن ، صاحب الحوض المورود والمقام المحمود
من أوحى الله إليه بأعظم معجزة "القرآن الكريم" ، وأسرى به إلى السماوات العلى حتى بلغ سدرة المنتهى(عندها جنة المأوى)
..من اصطفاه الخالق وخصه بتبليغ رسالته وحمل الأمانة وأمرنا بحبه وطاعته والصلاة والسلام عليه
ولكنه هو  من نعته الخالق بأنه على خلق عظيم
ومن نعته باللين والرفق والبعد عن فظاظة القلب
ومن قال- سبحانه وتعالى- أنه ما أرسله إلا رحمة للعالمين

إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما         56 الأحزاب

                        سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وحديثنا هنا عن صفة عزيزة لايتمتع بها كثيرون خاصة من حظى بنصيب من العز والشرف والكرامة بين الناس  
...ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين            88الحجر


                             التواضع    
              
ولأنه- صلى الله عليه وسلم- كان على خلق عظيم فكان لين الجانب (سهلا - وليس عن ذلة) 
ليس بفظ ولاغليظ ولاصخّاب ولا فحّاش ولا عياب 
فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا 

وجدير بالذكر أن من تواضع لله رفعه غليظ القلب لانفضوا من حولك    ... 159 آل عمران
ومن زاد إيمانه وعرف قدر ربه أحبه وجعل له حب الناس والمهابة والمكانة (العظمة) بينهم
ومن عبد ربه بإحسان ؛ بعد عن الكبر ، وعرف فضيلة التواضع 
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ونذكر قوله الشريف حينما سألته السيدة عائشة رضى الله عنها  عن كثرة صلاته وقد غفر الله له ذنبه فكان رده العظيم
( أفلا أكون عبدا شكورا )

وكان صلى الله عليه وسلم يعظّم نعمة الله  - وإن دقت أو بدت للناس كذلك- وكان لايذم طعاما وإن لم يتناوله ، وكان لايطلب طعاما ، و النار لاتوقد على طعام فى بيته مدة شهرين -- كان يعيش على الأسودين الماء والتمر

كان إمام المتواضعين

كان يمازح أصحابه ويجلس بينهم ويخالطهم ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجالسهم ويضعهم فى حجره
.. كان صلى الله عليه وسلم لايتعاظم على المسلمين ، يجلس بينهم كواحد منهم ، ويجلس حيث ينتهى به المجلس، لايحب أن يقوم له أحد ، يحيى الغريب ، ويسأل عن الغائب:
قال يوما : إنى أفقد جليبيبا فاطلبوه
    فذهبوا فوجدوه قتيلا جنب سبعة قتلهم وقتلوه ، فوضعه على ساعديه ، وقال هذا منى ,أنا منه  ، وحفر له ووضعه فى قبره .

كان يجيب دعوة الحر والعبد والمسكين ، ويعود المرضى ولو فى أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر ولايرد سائلا ولا صاحب حاجة يقضيها له
كان يقبل الهدية ، ويوقر الكبير ويرحم الصغير (كان خلقه القرآن كما قالت عائشة رضى الله عنها)
يزينه الحياء ويزين مجلسه ، لايذم أحدا ولايعيره ، ولا يتتبع عورات الناس

كان لايغضب ولاينتصرلنفسه وإنما للحق وإذا انتُهكت حرمات الله

كان يبدأ من لقيه بالسلام ، ويبيدأ أصحابه بالمصافحة ولاينزع يده قبل أن ينزعها من يصافحه

كان أكثر الناس تبسما ، حسن العشرة لأهل بيته وأزواجه 
كان فى مهنة أهله كما قالت عائشة رضى الله عنها
وكان يحسن معاملة من يخدمونه
قال أنس ابن مالك رضى الله عنه : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ماقال لى " أف " قط
وما قال لشئ صنعته لما صنعته ولا لشئ تركته لما تركته .

لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم        128 التوبة 

ولو أراد -صلى الله عليه وسلم- أن يكون ملكا ، له من جنات الدنيا ونعيمها ، لسأل ربه ولكنه آثر حياة متواضعة قريبة من الناس والمساكين ..يشعر بهم ، ويقرب منهم ويهوّن عليهم 

كان (الزهد ) واحدا من أخلاقه ( وإنك لعلى خلق عظيم)

رأى ابن عباس أثر الحصير فى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم 
 قال : فبكيت فقال لى  صلى الله عليه وسلم :مايبكيك ؟ فقلت يارسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت يارسول الله ؟
فقال أما ترضى أن تكون منزلتهم لهم الدنيا ولنا الآخرة  .

تحمل الجوع - صلى الله عليه وسلم- وكان يربط الحجر على بطنه ليصبر على الجوع 
وتحمل الحصار فى شعب مكة - وعانى عنت وأذى قبيلته- قريش- وغيرها من مشركي مكة 

التواضع عند النصر :
كان بعيدا عن الكبر والغرور وكان يكثر الحمد  لله تعالى .
ولعل أبلغ مايمكن أن يُقال هو مواقفه يوم الفتح الأكبر (فتح مكة)
                       دخل مكة مطأطأ الرأس تواضعا للهٍ

وكان أن خاف أهل مكة الانتقام ، فسألوه ماذا هو فاعل بهم فبادرهم  بالقول وماتظنون إنى فاعل بكم ؟
قالوا :أخ كريم وابن أخ كريم .. فقال قولته الخالدة :
                                                 اذهبوا فأنتم الطلقاء
ويوم فتح مكة 
وكما روى أبو مسعود البدرى رضى الله عنه (أن رجلا كلم النبى صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فأخذته الرعدة فقال النبى صلى الله عليه وسلم : هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد ) الحاكم     
_______________________________
                                              صلاة وسلاما عليك يا رسول الله 
  

الخميس، 7 نوفمبر 2019

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

وله فى القلب مالايمكن وصفه - شئ من عند الله
اجتمع الناس على حبه - حتى غير المسلمين من المنصفين العقلاء
وليس البشر فقط هم من أحبوه ولكن مخلوقات الله الأخرى فهاهو الجبل - جبل أحد - يهتز حينما مسته قدم الحبيب صلى الله عليه وسلم وأرجف من السرور ؛ ذلك حينما أتاه صلى الله عليه وسلم ليصلي على 70 شهيدا من أصحابه استشهدوا فى سفحه وسهله عند حربهم مع المشركين ، وكان بصحبته صلى الله عليه وسلم أبو بكروعلى_(وقيل عمر وعلى) ... وحينما اهتز "أحد" ابتسم الرسول صلى الله عليه وسلم  ورفع قدمه الطاهرة وضربها على الجبل وهو يقول : أثبت
وكلنا يعرف قصة أنين الجذع الذى سمعه كل من بالمسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يسكت أنين الجذع إلا بعد أن نزل الحبيب من على المنبر وضم الجذع إلى صدره ..
لقد كان أنين الجذع تأثرا و شوقا إلى حبيبه صلى الله عليه وسلم الذى
 ترك الاستناد إليه وهو يخطب ، بعدما صنعوا وأتوا بمنبر ليخطب عليه
والسبب ؟
أسباب كثيرة من الصفات العلية العظيمة ، وأكبر منها إرادة رب العزة سبحانه وتعالى الذى إذا أحب عبدا أمر جبريل بأن ينادى عباده أن أحبوه -  هذا على مستوى العبد الصالح الذى يحبه الله فما بالنا بسيد ولد آدم ، حبيب الله ، الذى بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ونعته الله وأسبغ عليه من الوصف والمدح مالم يسبغه على أحد ، ,أمرنا بحبه وطاعته ...... صلى الله عليه وسلم
https://s-a-l-a-m.blogspot.com/search?q=%D9%81%D9%89+%D9%85%D8%AF%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84
وحينما نفكر فى نعمة الله علينا(الإسلام) ، ونشعر بأثره فى حياتنا ، وبحلاوة الإيمان ، يذهب فكرنا إلى من أوصلها إلينا ، من تحمل المشاق الجسام  لتحقيق ذلك - من تحمل أذى  المشركين وافتراءاتهم ، وسافرعلى قدميه وعلى الناقة ، وهاجر وترك وطنه الغالى ، 
وخاض الحروب وتحمل المخاطر وفقد أحباءمن أقاربه(عمه حمزة وجعفر بن أبى طالب مثلا) وأصحابه ، وتحمل مسئولية قيادة المسلمين ، وتحمل الجوع ، والحصار فى شعب مكة .....الخ
 لابد أن نشعر بالحب والامتنان لصاحب الفضل علينا بعد الله تعالى 
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 
والمؤمنون يحبونه حبا يفوق أى حب حتى لأولادهم ووالديهم وأنفسهم ذاتها 
ومع الحب يكون الشوق له 
نحن نعايشه ونعيش معه ونكاد نراه
رجاؤنا بعد رضوان الله أن نجتمع مع الحبيب عليه الصلاة والسلام على الحوض وأن يرزقنا الله من يديه الشريفتين شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا ، وأن يسره وجودنا ولايبعدنا - والعياذ بالله -
اللهم اكتب لنا أن نكون رفقاءه بالجنة ؟ اللهم آمين

...... وحينما يُذكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، تستشعر الرحمات ، وتجد القلب يختلج ، ويغشيك شعور بالراحة
... نذكره دائما - وهو من يجئ ذكره فى كل آذان للصلاة بعد ذكر الله سبحانه وتعالى ، وهو من نحرص على أن يقترن دعاؤنا بذكره عليه الصلاة والسلام  ، راجين أن يتقبل الله دعاءنا كما يتقبل صلاتنا وسلامنا عليه
ونكون ممن قال فيهم :
جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة, فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين, وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا، فقالوا: يا رسول الله, ألسنا بإخوانك؟ قال بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض، فقالوا: يا رسول الله, كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم, ألا هلم, ألا هلم. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا.
وروى الإمام أحمد من حديث أبي جمعة - رضي الله عنه - قال: تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومعنا أبو عبيدة بن الجراح, فقال: يا رسول الله, أحد منا خير منا؟ أسلمنا وجاهدنا معك, قال: نعم, قوم يكونون من بعدكم, يؤمنون بي ولم يروني. قال الشيخ الألبانيرواه الدارمي وأحمد والحاكم وصححه, ووافقه الذهبي, وإسناد الدارمي وأحد إسنادي أحمد صحيح. 
--------------------------------------------------
  نعم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بشر - واقرأ آخرآية فى سورة الكهف_ ولكنه خير البشر - سيد ولد آدم - اختصه ربه بما لم يختص به أحدا من خلقه
 وكما قال صلى الله عليه وسلم (أدبنى ربى فأحسن تأديبى)
وأرسله برسالته تعالى للعالمين ولم يقصر الدعوة على قوم محمد صلى الله عليه وسلم- كغيره من الرسل السابقين - بل وصلت للعالم كله ، و للإنس والجن أيضا.

وأيد الله رسوله بكل مايجعل له القبول فى الأرض ، وأيده أيضا بالمعجزات وأهمها ( القرآن الكريم)
وفيه كل مايهم البشر ويهديهم إلى سواءالسبيل وييسر حياتهم وينظمها ويحقق لهم الفوز فى الدنيا والآخرة
وفيه كثيرمن أسرار الكون وتفسير لبعض الظواهر الكونية والتى أثبت العلم الحديث صحتها بعد مرورالقرون الكثيرة
وفيه أخبار الماضى والحاضر- عصر النبوة-والمستقبل ، وأحوال الدنيا والآخرة
                                                            ثم
هذا الرسول الكريم  ذاته-صلى الله عليه وسلم- معجزة ربانية
خلقه الله على أحسن مايكون وجهزه لمهمة عظيمة- أعظم مهمة- إبلاغ الرسالة الإلهية 

ودون تفصيل - فالموضوع كبير وعظيم - :
 فقد خلق االله  سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على أجمل صورة شكلية وأخلاقية جمعت الناس حوله  وساعدت فى تصديقهم لما جاء به من خبر السماء (والأمر ليس سهلا )
وجاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أشرف الأنساب ليكون أيضا مبجلا محترما بين قومه والناس وليلتفوا حوله ويسمعوا منه.., فنسبه ينتهى إلى النبى إسماعيل ابن أبى الأنبياء  إبراهيم - عليهما السلام- ثم كان من قبيلة قريش سيدة القبائل العربية وأشرفها - وكان نسبه معروفا طاهرا كله .
وعاش بين قومه عزيزا مرفوعا بأخلاقه أيضا ؛ فكان معروفا (حتى قبل البعثة) ب "الصادق الأمين "
وكان معروفا برجاحة العقل ، ولعل هذا يتضح من موقفه عندما سأله قومه حلا لرفع الحجر الأسود لمكانه - وقت تجديد بناء الكعبة - وقد اختلفت
القبائل فيمن يرفعه وكانت كل قبيلة تحرص على نيل هذا الشرف ؟
ساعتها نشر عباءته ووضع وسطها الحجر الأسود وأشار بأن تمسك كل القبائل بأطراف العباءة فيشترك الجميع فى هذا الشرف
https://s-a-l-a-m.blogspot.com/2013/06/blog-post_13.html
.......... صفات كثيرة لايمكن سردها هنا 
ولكنى أذكر منها صفة ((((( التواضع)))))
وهى كفيلة بجذب الناس وجمعهم حوله

واجتماع (العظمة)أى(العلو)& و"التواضع "  معا هو شئ صعب وهو أمر يكاد يكون متفردا (معجزا ) نلاحظه عند استعراض مواقف من حياته الشريفة - صلى الله عليه وسلم-


وبإذن الله أتناول فى موضوع قادم صفة (التواضع) بشئ من التفصيل.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


لنتدبر سورة ا\

من على "تويتر " !

 يعنى للذكرى ! فقد قيل أن "تويتر" سيتخلص مما عليه من أحمال (تغريدات سابقة) ! نعم نحن المسلمين مختلفون #المسلم أساس عقيدتنا"ا...