*سورة مكية (آياتها جميعا نزلت بمكة)
وعنيت بتقرير أصول الدين - العقيدة من وحدانية ونبوة ويوم الحسابوعنيت بإنذار الكفار وتحذيرهم وبيان عنادهم وبينت لهم - للعظة والعبرة- ماأنزله الله من عقاب بالأمم السابقة التى كذبت أنبياءه
* وفى السورة تثبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والتسرية عنه(آية6 & 8) مما كان يلاقى من تكذيب المشركين له وإيذائهم له وللمسلمين
* نزلت السورة قبل الهجرة النبوية الشريفة خلال العام الخامس قبل الهجرة
* سأل عمر بن الخطاب أبا واقد الليثى رضى الله عنه ماكان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأضحى والفطر
فقال؛ كان يقرأ فيهما بقاف والقرآن المجيد ، واقتربت الساعة وانشق القمر " رواه مسلم .
*ترتيبها بالمصحف بين سورتى النجم والرحمن ولهما بهما ارتباط كبير
مثلا :/ فى سورة النجم (آية 50 & 51) إجمال للعذاب والعقاب الذى أوقعه الله على الأقوام الأولين المكذبين لرسلهم ، وفى سورة القمر تفصيل
وكذا جاء تفصيل لآيات سورة القمر فى آيات سورة الرحمن ، وانظر الآيات التى شرحت جزاء الآخرة وانظر تفصيل حال أهل الجنة
* لاحظ اقتراب المعنى فى آيات من سورة القمر وسورة النجم ففى الأولى(إقتربت الساعة) ، وفى الثانية (أزفت الآزفة)
سبب النزول : سأل كفار مكة صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فدعا الله سبحانه ؛ فكان انشقاق القمر نصفين أو فلقتين ؛ ( كان جبل حراء بين فلقتى القمر) - ثم التأمت الفلقتان كما نراهما الآن.
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : "بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدا" رواه مسلم
ولكنهم _ حتى بعد رؤيتهم ماطلبوه من دليل - لم يؤمنوا واتبعوا ضلالتهم ، وقالوا سحر مستمر دائم !
ولكن كل أمر من خير أو شر واقع بأهله وملحق بهم وسيكون الثواب والعقاب يوم القيامة تبعا له .
تأمل تلك الآيات(التى يعرفها معظمنا) من سورة القمر
فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
معانى :
مافيه مزدجر : مافيه كفاية لردعهم عن كفرهم وضلالهم
حكمة بالغة : القرآن الكريم
يوم يدع الداع:إسرافيل ونفخة الصور(بأمر الله تعالى)
نُكر:أمر منكر فظيع-أهوال القيامة-وعذاب الكفار
فتول عنهم : يارسول الله(صلى الله عليه وسلم) وانتظر أمرا فظيعا وهو الحساب
يوم عسر :صعب شديد الهول
وازدجر :انتهر القوم "نوحا"- متوعدين إياه إن لم يكف عن دعوته
إنى مغلوب فانتصر:ضعيف عن مقاومة هؤلاء فانتصر لى بعقاب لهم
ألواح ودسر : ألواح خشبية ومسامير صنعت منها سفينة نوح
عذابى ونذر: عذابى لمن كذب رسلى وكفر
مدكر: مُتعظ
ريحا صررا: شديدة البرد(الصر)، ذات صوت مخيف ، ومستمر
أعجاز نخل منقعر:تقتلع الناس فترمى بهم على رؤسهم فتفصلها
يسرنا القرآن : للتلاوة والحفظ والتدبرلمن أراد (حث)
الكذاب الأشر :المتجبر
إنا مرسلو الناقة: مخرجوها من الصخرة
فتعاطى فعقر :فتناول الناقة بيده ونحرها
صيحة: أرسل الله تعالى جبريل فصاح صيحة واحدة فأباد القوم عن آخرهم فصاروا كالزرع اليابس المحظور عن الإبل والمواشى
حاصبا : حجارة /بسحر: آخر الليل /فتماروا بالنذر: شككوا وكذبوا لوطا عليه السلام حينما أنذرهم
عذاب مستقر: دائم ؛ استقر ورجمهم بالحجارة وقلب قراهم وجعل أعلاها سافلها
نحن جميعا:أيقول كفار مكة إن أمرنا مجتمع ونحن جمع-إنهم سيُهزمون(هُزمهم المسلمون يوم "بدر")
أدهى وأمر:أعظم وأشد مما لحقهم يوم بدر
كلمح البصر :"كن فيكون" لا يتأخر طرفة عين
أشياعكم : أشباهكم الأولون (يتشيع =يتبع)
فعلوه فى الزبر:الكتب التى كتبها الحفظة
مستطر: مُسطر فى صحائفهم ، يُحاسبون ويُجازون به
بلاغة :
1-بدأت السورة بالمعجزة (شق القمر)
وهى دليل واضح على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو الذى نشأ بينهم وأسموه الصادق الأمين !)
ثم ذكرت الآيات القرآن الكريم (وهو معجزة كبرى) وهو آية أخرى بها من الأنباء وأخبار السابقين الأولين الآيات الكثيرة !
وفيه ايضا النذر ونبأ الساعة وماهو آت !
الدلائل واضحة لمن أراد أن يعرف ويؤمن
ولكنهم أعرضوا وكذبوا وافتروا وادعوا أنه سحرواتبعوا أهواءهم !
لهذا يا أيها النبى فلا فائدة أن تدعوهم
الدلائل واضحة لمن أراد أن يعرف ويؤمن
ولكنهم أعرضوا وكذبوا وافتروا وادعوا أنه سحرواتبعوا أهواءهم !
لهذا يا أيها النبى فلا فائدة أن تدعوهم
.. تول عنهم واتركهم
هذا تسلسل منطقى
كذلك جاء تسلسل بعث الأنبياء عليهم السلام : نوح وهود وصالح وموسى وقصصهم مع أقوامهم ، وتكذيبهم لهم وإيذاؤهم والافتراء عليهم ( كاتهامهم بالجنون والسحر )
وكل هذا ذكره القرآن الكريم المعجزة التى أيد الله بها رسوله ولكن المشركين يأبون أن يقرءوه !(فهل من مدكر) وتكررت للتوبيخ والتعجب
2- كثرة التشبيهات للتوضيح :
" كأنهم جراد منتشر" 7
فى الحركة والتموج والتدافع
* "كأنهم أعجاز نخل منقعر" 20
3- أسلوب الاستفهام ؟
للتهويل وإلقاء الضوء والتحريض أو الحث على الفعل
"فهل من مدكر " 15 & 17 & 22 & 32
"فكيف كان عذابى ونذر" 21
"أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ" (43)
"أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ" (43)
4- التكرار :
"فهل من مدكر" 15 & 17 & 22 & 32 & 40 &
"كذاب أشر" 25 & "الكذاب الأشر" 26
"فكيف كان عذابى ونذر" 16 & 18 & 21 & 30 & 51 / "عذابى ونذر" 37
5- التنكير:
وهو أسلوب للتهويل وترك الأمر بلا حدود - إلى أبعد مدى
مثل ( عذابى ونذر) للدلالة على شدة العذاب وفظاعته
وفى الناحية المقابلة للعذاب الكفار المكذبين ، "جنات ونهر" المتقين المصدقين
أما ذكر الآيات (مليك مقتدر) فهو الله عز وجل ورغم إن الكفار ينكرونه -سبحانه-
فهو علم ونور السماوات والأرض ولايحد
ملكه ولا قدرته حدود
6-وتنتهى أواخر الآيات بنظم وإيقاع منظم جميل يترك أثرا فى النفوس .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
والجو العام للسورة توعد للمكذبين المشركين وترهيب لهم وتركيز على يوم الحساب ومصيرهم فى العذاب الفظيع
ولم تتحدث السورة كثيرا عن جنات ونعيم المتقين ولكن "سورة الرحمن"التى جاءت بعدها- أفاضت فى هذا
==========================
.
==========================
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق