الخميس، 13 يونيو 2013

الرسول معلما للبشرية (صلى الله عليه وسلم )

الرسول معلما للبشرية
صلى الله عليه وسلم
هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين                                          الجمعة   2
 الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد      
                                                                                   إبراهيم    1
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ …..                 الفتح    26
سبحان الله.. اللهم صل وسلم وبارك على الرسول الكريم الذى بعثه الله تعالى للناس ليعلمهم ويطهرهم ويخرجهم من ظلمات الكفر والجاهلية ويكون رحمة للعالمين
.. وقد بلغ الرسول رسالة ربه وأدى الأمانة , وماكان ذلك إلا باتباعه تعاليم ربه ومانهجه من أساليب لتعليم الناس , ولقد ساعده خلقه العظيم على  تقبل الناس للدعوة السمحة التى أوحاها إليه رب العالمين .
وكان تعامله – صلى الله عليه وسلم - مع الناس آية من آيات حسن التعامل وقمة الرقى فى أساليب التربية والتعليم
لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ…..                    الأحزاب 21
ولقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيئة  بدوية  متخلفة فارتقى بأهلها , بعدما عاشوا الجاهلية والأمية فوصلوا لأعلى درجات الرقى الإنسانى , وماكان ذلك إلا بالنهج النبوى الحكيم واتباع أساليب عالية  للتربية والتعليم مستمده من تعاليم(ذلك الدين القيم) .. الإســـــلام
وهاهو  أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وابن عمه "جعفر بن إبى طالب" يصف حالهم , فى حديثه الشهير للنجاشى –ملك الحبشة- والذى أسلم بعده :
"أيها الملك، إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى عبادة الله وحده، ونخلع ما كنا نعبد                                              

                           " صلى الله عليه وسلم"     
 نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، فصدقناه وآمنا به، فظلمنا قومنا وعذبونا ليردونا إلى عبادة الأوثان، فلما ظلمونا، وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك"   
وسنجد فيما يلى ونتعلم من المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه أرقى وسائل الاتصال والتربية والتعليم وغاية مايضمن النجاح للجميع فى علاقتهم بغيرهم , وتزداد الأهمية للعاملين فى مجال التربية والتعليم والدعوة والإعلام _ وقد تناولت فيما سبق موضوعا بعوان(فن وعلم الاتصال)   
                      الأسلوب التربوى التعليمى للرسول صلى الله عليه وسلم  
                الخلق
…..وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا…..            البقرة 83    
        ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ…..      النحل 125
فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى                    طه 44
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ…….       159 آل عمران                 
السماحة :
وهى سمة دين الإسلام التى خلعت عليه صفة العالمية والصلاحية لكل مكان وزمان
تخلق رسول الله (ذو الخلق العظيم) بها , وكانت منهجا نبويا تربويا نشر دعوة الإسلام
والسماحة تعنى كل مايقارب معنى اليسر والبر وكل مايبعد عن التشدد فى غير موضعه مما يضيق على العباد ويشق عليهم
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : هلك المتنطعون قالها ثلاثا  (والمتنطعون هم المتشددون في غير موضع التشدد)
وتجلت سماحة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخص البر بأهل الذمة بل بحسن التعامل مع الناس أجمعين دون تمييز فى دين أو جنس أو عرق أو لون…الخ … ومايتعدى ذلك إلى سائر المخلوقات فقد قال صللى الله عليه وسلم :
ما من مسلم غرس غرسا فأكل منه إنسان أو دابة إلا كان له صدقة   ( يلاحظ عموم لفظ" إنسان" )
والحديث عن سماحة الرسول الكريم لا ينقضى وكذا سماحة الأصل وهى رسالة الله التى بعثه بها (الإسلام) ..
وفى النقاط التالية مانلمح فيه هذه الصفة الأساسية التى شكلت الأسلوب التربوى للرسول الكريم ..
الحلم واللين :
ذاك أعرابي.. عاش في البادية، وقد أتى أوّل مرّة إلى المدينة. فوفد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يطلب شيئاً من الصدقة، فأعطاه النبي (صلى الله عليه وسلم) ما كان لديه حاضراً. ثمّ سأل الأعرابي: "أأحسنت إليك".. قال الأعرابي منكراً بقسوة: (لا، ولا أجملت).. سمع ذلك من كان حاضراً من الصحابة، فغضبوا من هذه الرد السيِّئ يُقابل به الرسول الكريم، ولكنه أشار إليهم فوراً، أن كفوا عنه.. وقام (صلى الله عليه وسلم) فدخل منزله وأتى بما يُنعم به على الأعرابي ثمّ أرسل إليه وزاده.. وهنا يسأله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "أأحسنت إليك"؟!
قال الأعرابي: نعم أحسنت وأجملت.. وجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً.
إنّه أعرابي يمثل قسوة البادية وبدائيتها ووضوحها , ولكنه الرسول المربي،  يعلم هذه النفسية، فعاملها بما يناسبها،
…ثم أضاف الرسول الكريم قائلا للإعرابى  بعد أن رضي:
"…
 إنك قلت ما قلت، من عدم رضائك أو لا، وفي نفس أصحابي عندما سمعوك من ذلك شيء عنك، فإن أحببت – ولننظر لهذا الرجاء المؤدب – فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي، حتى يذهب ما في صدورهم عليك..".
إنّه علاج تربوي نفسي للجانبين معاً في آنٍ واحد. علاج للأعرابي ليصلح ما بدر منه، وعلاج لنفوس الصحابة فيرضون عن ذلك الأعرابي ويتعلمون . ويجيب الأعرابي بكل صفاء. نعم. فلما كان العشي وتجمع الصحابة جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "إنّ هذا الأعرابي قد قال ما قال.. ثمّ زدناه. فزعم أنّه قد رضي، أكذلك؟".
قال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً..
 واختتم الرسول الكريم هذه الحادثة بقوله:
"
وإني لو تركتكم حيث قال الرجل فقتلتموه دخل النار..".
وفى مثل هذا يقول صلى الله عليه وسلم :
"
مثلي ومثل هذا، مثل رجل له ناقة شردت عليه، فاتبعها الناس ليقبضوا عليها، فلم يزيدوها إلا نفوراً.. فناداهم صاحبها: خلو بيني وبين ناقتي، فإني أرفق بها منكم وأعلم، فتوجه إليها بين يديها، وأخذ لها من قمام الأرض من أعشابها، فردها هادئة وجاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها…".
***عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إذ جاء أعرابي وقام إلى ناحية المسجد، وجعل يبول فصاح به الناس وقالوا: (مه. مه)، فقال الرسول المربي: "لا تزرموه" فتركوه حتى انتهى. ثمّ إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعاه فقال له:
"
إنّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنّما هي لذكر الله – عزّوجل -، والصلاة، وقراءة القرآن".
ثمّ إنّه أمر رجلاً من القوم فجاء بذنوب – بدلو من ماء – فشنه – حسه عليه.
في هذا الحديث النبوي توجيهات تربوية بليغة في مراعاة حالة المتعلم النفسية، والإجتماعية، والجسمية، والصحية. لأنّ كل عملية للتعليم تهمل جانب المتعلم هي عملية فاشلة عقيمة.
الاحترام :
  لأنّ المرء لا يتعلم إلا إذا أحب معلمه، وعلاقات المحبة إنّما تنمو بالإحترام المتبادل
وكان عليه الصلاة والسلام يعطى الاهتمام لجلسائه جميعا , وكان يحسن الاستماع لهم ويتواضع للجميع , وكان يشاركهم ويشاركونه  
روى  علي (كرم الله وجهه) في وصفه لمجلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: "كان يعطي كلّ جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسُه أن أحداً أكرم عليه منه".
تجنب دواعى الملل :
فكان يتأنى ولا يستعجل في كلامه.. بل يفصل بين كل كلمة وأخرى حتى يسهل الحفظ ولا يقع التحريف والتغيير عند النقل , وحتى لايحدث السأم من مشقة المتابعة  *** 
*** عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا" أخرجه البخاري
*** وأوتى رسول الله صلى الله جوامع الكلم ، فكانت كلماته القليلة غنية بالمعانى ,  وكان يتكلم بصوت هادئ ونبرة حانية و يتحلى بالهدوء في تناول الأمور..
وبكل هذا كان (صلى الله عليه وسلم) يفتح القلوب لتتلقي منه كل مايقول
التدرج:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم - وهوالمعلم الأوّل -  يراعي التدرج في التعليم، فيقدم الأهم فالمهم، ويعلم شيئاً فشيئاً ، ليكون الأقرب والأثبت للفهم والحفظ وليسهل الأمر على الناس فيتقبلوه ولا يجزعوا فيحجموا عنه
عن ابن عباس – رضي الله عنه – أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث معاذاً إلى اليمن، فقال: "إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أنّ لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أنّ الله افترض عليهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب".
***  وعندما بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) معاذا إلى اليمن قال له: بم تحكم يا معاذ، قال معاذ: بكتاب الله، قال : فإن لم تجد في كتاب الله، قال: فبسنة رسول الله ، قال: فإن لم تجد، قال معاذ: فأجتهد برأيي. فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله. 
المخالطة والتواضع والاهتمام :

َ *** عن أنس رضى الله عنه قال : كان رسول الله- يزور الأنصار، ويُسلِّم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم.  رواه النسائي وابن حبان وصححه الألباني

 ***  روى الطبرانى عن جابر(رضى الله عنه) قال : كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) – فدعينا إلى الطعام , فإذا الحسين يلعب فى الطريق مع صبيان فأسرع النبى (صلى الله عليه وسلم )أمام القوم ثم بسط يده فجعل الغلام  يفر هاهنا وهناك , فيضاحكه رسول الله (صلى الله عليه وسلم )حتى أخذه فجعل إحدى يديه فى ذقنه , والأخرى بين رأسه وأذنيه , ثم أعتقه وقبله   

*** وكان الرسول الكريم يجلس مع الأطفال أيضا ويحادثهم ويشاركهم الطعام  , ويعلمهم أيضا أثناء ذلك .. ولاشك أن المخالطة والتقارب تخلق تآلفا نفسيا يسهل عملية التعليم

… وواضح أثر هذا على الطفل وتقبله السريع والتلقائى لما يوجهه إليه الرسول الكريم , ثم احتفاظه بالحب له والولاء للإسلام طوال حياته ولانغفل أثر حسن معاملة الصغار فى نفوس ذويهم .

 عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي تحت رعايته ) ، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا غلام سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك . ” رواه البخاري ومسلم

ملحوظة: فى الحديث السابق ( أسلوب النداء : "ياغلام" )وسيلة للفت الانتباه والتهيؤ للاستماع والقرب النفسى .. ونلاحظ تكررهذا فى أكثر من حديث نبوى مثل  الحديث المعروف عن ابن عباس (ياغلام : احفظ الله يحفظك …. )

*** "ياأبا عُمير مافعل النُغير"

(أبو عمير) طفل صغير تعلق بـ(النغير) – وهو طائر يشبه العصفور - كان يلعب به , فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاطفه ويسأله عن طائره ,حتى عرف صلى الله عليه وسلم يوما أن النغير قد مات فأخذ يواسى الصغير ويلاطفه

*** وفي البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيا فأتى علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال جابر فقلت نعم قال ما شأنك قلت أبطأ علي جملي وأعيا فتخلفت فنزل يحجنه بمحجنه ثم قال اركب فركبت فلقد رأيته أكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تزوجت قلت نعم قال بكرا أم ثيبا قلت بل ثيبا قال أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك قلت إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن قال أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس ثم قال أتبيع جملك قلت نعم فاشتراه مني بأوقية ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي وقدمت بالغداة فجئنا إلى المسجد فوجدته على باب المسجد قال آلآن قدمت قلت نعم قال فدع جملك فادخل فصل ركعتين فدخلت فصليت فأمر بلالا أن يزن له أوقية فوزن لي بلال فأرجح لي في الميزان فانطلقت حتى وليت فقال ادع لي جابرا قلت الآن يرد علي الجمل ولم يكن شيء أبغض إلي منه قال خذ جملك ولك ثمنه

 *** وكان الرسول الكريم يعطى الناس أقدارهم وينزلهم منازلهم ويحافظ على العامل النفسى بما يصون كرامتهم ويرضى قلوبهم فيؤلف قلوبهم ويزيدهم قربا للإسلام

وهاهى مقولة الرسول الشهيرة يوم فتح مكة  (من دخل بيت أبى سفيان فهو آمن)

ذلك ليحفظ لأبى سفيان بن حرب هيبته وكبرياءه وليرضى نفسه حيث كان من كبراء مكة وكان حديث عهد بالإسلام

    أسلوب الحوار وطرح الأسئلة: _

بعد غزوة حنين وتوزيع الغنائم اختص الرسول بعض وجوه القبائل ليتمكن الإسلام من قلوبهم مما أغضب الأنصار فخطب فيهم :
 قال: يا معشر الأنصار! أما أتيتكم ضلالاً فهداكم الله بي، قالوا: المنة لله ولرسوله.
قال: أما أتيتكم متفرقين فجمعكم الله بي؟ ثم لما انتهى قال: يا معشر الأنصار! والذي نفسي بيده، ولو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم: أتيتنا طريداً فآويناك،
: اتيتنا مكذباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسيناك. وجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم! أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم! فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً   وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار! اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار " قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسماً

وحظا وتفرقوا

*** ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا.. ويرفع به الدرجات؟) قالوا: بلى يا رسول الله قال: (إسباغ الوضوء على المكاره.. وكثرة الخطى إلى المساجد… وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط.. فذلكم الرباط… فذلكم الرباط) أخرجه مسلم

*** وعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: أتدرون من المفلس؟ ، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ((إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام ويأتي وقد شتم هذا.. وقذف هذا.. وأكل مال هذا.. وسفك دم هذا… وضرب هذا… فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته… فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم.. فطرحت عليه ثم يطرح في النار   أخرجه مسلم

***  وعندما سأل أحد الصحابة جماعة من المسلمين وكان برأسه جرح وأصابته جنابة فأشاروا عليه بالغسل الكامل مما أدى إلى موته , فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخهم حيث أن الرأى الصواب كان ألا يصل الماء إلى الجرح , و حث على السؤال للعلم  وكانت قولته :

 (إنما شفاء العيُّ السؤال)      -والعيُّ: هو الجهل    ( وهذا حث على السؤال)

أسلوب التكرار :

 فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله دخل المسجد , فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على رسول الله، فرد رسول الله السلام فقال: " ارجع فصل فإنك لم تصل " فرجع الرجل فصلى كما كان صلى، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسلم عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام ثم قال: " ارجع فصل فإنك لم تصل " حتى فعل ذلك ثلاث مرات. فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا. علمني. قال: " إذا قمت إلى الصلاة فكبر. ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً. ثم افعل ذلك في صلاتك كلها                  مسلم

*** عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- أنه (كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه) أخرجه البخاري

*** وقد مثل البخاري -رحمه الله- لذلك بقوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (ألا وقول الزور) فما زال يكررها… ويقول ابن عمر: قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (هل بلغت؟) ثلاثا، وبحديث عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (ويل للأعقاب من النار) مرتين أو ثلاثا والتكرار في الحديثين للتفهيم والحفظ

***عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة: ((اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن نرد إلى أرذل العمر وألوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر))     البخاري.

أسلوب ضرب الأمثلة :

*** "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد… إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " أخرجه البخاري

*** عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوماً لأصحابه : ” أخبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن ، فجعل القوم يذكرون شجراً من شجر البوادي قال ابن عمر : وألقي في نفسي أو روعي أنها النخلة . فجعلت أريد أن أقولها . فإذا أسنان القوم ، فأهاب أن أتكلم ، فلما سكتوا ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ” هي النخلة ” .                    رواه مسلم

استخدام الوسائط التوضيحية:

كتشبيكه - صلى الله عليه وآله وسلم- بين أصابعه  ليبين طبيعة العلاقة بين المؤمن وأخيه. فعن أبى موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان.. يشد بعضه بعضا " وشبك بين أصابعه.                       أخرجه البخاري

*** (التقوى هاهنا وأشار إلى صدره)                     مسلم

*** صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " صلوا كما رأيتموني أصلي " وحج وقال: " لتأخذوا عني مناسككم ".
***
 بين النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لأصحابه بالرسم على الأرض كيف يحال بين الإنسان وبين آماله الكثيرة الواسعة بالأجل المفاجئ أو الحوادث والنوائب المهلكة والفاجعة التي تتواتر عليه يتبع بعضها بعضا إذا سلم من واحدة أوجعته أختها حتى يأتيه الموت وفي ذلك  تنبيه , للاستعداد للموت قبل هجومه المفاجئ

 فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (خط النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خطا مربعا.. وخط خطا في الوسط خارجا منه ـ وقد أحاط به ـ وهذا الذي هو خارج أمله… وهذه الخطوط الصغار الأعراض.. فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا                                            أخرجه البخاري

*** وتارة يخط خطا مستقيما وبجانبه خطوطا مائلة ويتلو :

أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ     الأنعام 153

*** "إنما مثلى ومثل أمتى كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيه"                         رواه البخارى ومسلم

*** عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (إن نبي الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أخذ حريرا فجعله في يمينه وأخذ ذهبا فجعله في شماله: ثم قال: (إن هذين حرام على ذكور أمتي… حل لإناثهم) أخرجه أبو داود

أسلوب "التعريض"

ويعنى عدم التصريح بخطأ معين يخص شخصا بذاته حفظا لكرامته, فيكتفى بالتعريض بديلا عن التصريح والتوبيخ ويتم شرح الموضوع بصورة عامة مع بيان المعالجة للخطأ, فيستفيد الآخرون أيضا فلا يقعوا فى خطأ مماثل

*** المعالجة بالتعريض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما بال أقوام قالوا كذا وكذا ؟ ولكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ”

*** عن أبي حُميد الساعدي قال: استعمَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من بني أسد يُقال له: ابن اللُّتْبيَّة - قال عمرو وابن أبي عمر: على الصدقة - فلمَّا قَدِم، قال: هذا لكم، وهذا لي أُهْدِي لي، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فحَمِد الله وأثْنَى عليه، ثم قال: ((ما بال العامل نَبعثه فيأتي، فيقول: هذا لك وهذا لي، فهلاَّ جلَس في بيت أبيه وأُمِّه، فيَنظر أيُهْدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلاَّ جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرًا له رُغاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاة تَيْعَر))، ثم رفَع يديه؛ حتى رأَيْنا عُفْرتَي إبطَيه: ((ألا هل بلَّغْت؟!)) ثلاثًاُ

 التواضع والمصداقية :      

ِإنَمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا            البخارى ومسلم

الاهتمام الشخصى :

كان الرسول صلى الله عليه وسلم  يهتم بكل فرد , وينظر إليه كحالة خاصة متميزة ومختلفة عن غيرها , وكان يعرف قدرات أصحابه فيخلع عليهم الألقاب حبا وتشجيعا وشحذا للهمم فهذا "أمين الأمة"- أبو عبيدة بن الجراح - وذاك " سيف الله المسلول" خالد بن الوليد

*** عن أنس بن مالك أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) (ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل) قال: "يا معاذ"، قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: "يا معاذ"، قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: "يا معاذ"، قال: لبيك رسول الله وسعديك.
قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله، صدقاً من قلبه إلا حرّمه الله على النار، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: "لا، إذاً يتكلموا.
لقد خص النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذا العلم الدقيق قوماً فيهم الضبط وصفة الفهم وأوصى بأنّ لا يبذل هذا العلم لمن لا يحسنون فهمه فيقصر عملهم 
*** وعن عبدالله بن عمرو – رضي الله عنه – قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يستأذنه في الجهاد، فقال: "أحيٌّ والداك؟" قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهد".
هذا مع ما عُرف عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من الحض على الجهاد والهجرة والترغيب فيهما، ولكنه (صلى الله عليه وسلم) لاحظ حال هذا السائل.. فرأى بر الوالدين أهم وأفضل من حقه في الجهاد

اكتشاف المواهب وتوجيهها :


بعد فتح مكة وعندما كان يؤذن بلال فوق الكعبة أخذ بعض مشركي قريش يستهزئون ويقلدون صوت بلال غيظاً ، وكان منهم ” أبومحذورة“ الجمحي ” سلمة بن معير“ وكان أحسنهم صوتاً ، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فمثل بين يديه ، وهو يظن أنه مقتول فمسح على ناصيته وصدره بيده الشريفة ، قال أبو محذورة ” فامتلأ قلبي إيماناً ويقيناً فعلمت أنه رسول الله ، فألقى عليه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وعلمه إياه ، وأمره أن يؤذن لأهل مكة وكان عمره ست عشرة عاما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لنتدبر سورة ا\

من على "تويتر " !

 يعنى للذكرى ! فقد قيل أن "تويتر" سيتخلص مما عليه من أحمال (تغريدات سابقة) ! نعم نحن المسلمين مختلفون #المسلم أساس عقيدتنا"ا...