الأحد، 2 يونيو 2013

الاستغفار والدعاء

يسر الله للإنسان سبيل معرفته تعالى والتقرب منه , حبا من الله لمن خلقهم – وليس الله فى حاجة لخلقه وإنما هم المحتاجون إليه
ففى معرفة الله والتقرب إليه سعادة وراحة الإنسان
فالحياة صعبة تتطلب السعى وتحمل المشقة , ورغبات الإنسان وحاجاته لاتنتهى ! فكيف له بالتوفيق بين إمكانياته ورغباته وتحمل العبء- النفسى والمادى- واستمرار دورة الحياة !
....... فى الغرب ورغم الثراء يتخلصون من حياتهم –ينتحرون-  (ارتفاع نسب المنتحرين)
أما  حيث ارتفع عدد المسلمين فتنخفض كثيرا نسب المنتحرين – ولو كثر الفقر ومشكلات الحياة بينهم –
لماذا ؟
بسبب " الإسلام"
1-     الإسلام حقق التوازن للإنسان بشقيه الروحى والمادى– طبيعته التى خلقه الله عليها – فالروح تطلب القرب من الله وعبادته والجسد يطلب احتياجاته البيولوجية والإسلام اهتم بالشقين ونظم العلاقات الأربعة الدارجة تحتهما : (علاقة الإنسان بربه , وعلاقته بنفسه, وعلاقته بغيره من البشر- وعلاقته بسائر المخلوقات )
2-     الإسلام بطبيعته (الشمولية) نظم كل أوجه الحياة – الحياة اليومية 24 ساعة يوميا , وأوجد الحلول أو الخطوط العريضة لحل المشكلات  (اجتماع" زواج وطلاق وميراث...") – علم نفس – تربية- سياسة – اقتصاد – طعام –شراب – قانون ...............الخ )
3-     الله تعالى يسر الإسلام على الناس ليصل إاليهم ويفهموه ويطبقوه فى حياتهم (القرآن العظيم – الرسول الكريم- التعاليم الحكيمة السمحة )
4-     تتميز تعاليم الإسلام بالحكمة واليسر والسماحة , وتعطى الإنسان الأمل والرجاء فتعينه على الاستمرار والصبر وإن فاته شئ لم يحققه فى دنياه فلمسلم أمل أن يدخره الله له-وأكثر منه فى الحياة الآخرة – ( طبيعة "شمولية" الإسلام)
5-     ومن هذه التعاليم الإسلامية الحكيمة السمحة :
                     الاستغفار والدعاء
                                           { الاستغفــــــــار }
من منا لايرجو رحمة الله – من منا لايعانى – كم منا يفتقد السند ويشعر بالتعثر والضعف ؟
كلنا نرجو رحمة الله وبركاته
كلنا يطمح إلى الفوز فى دنياه وأخرته
مالسبيل ؟
    أن نلجأ إلى الله , ببركة الآستغفار (البركة غير محددة المعنى وإنما هى خير يلحق المؤمن)
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح : " من لزم الاستغفار حعل الله له من كل هم فرحا ومن كل ضيق مخرجا
 وقال صلى الله عليه وسلم "ياأيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإنى أستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم مائة مرة " .
   فضائل الاستغفار :
هو أمر من الله وجب طاعته للفوز برضوانه وجناته ( واستغفروا الله )
 راحة البال وانشراح الصدر والمتاع الحسن                        ( هود 3 )    
نزول الأمطار - ومايستتبعه من خير -                            (نوح 11 )
الرزق من الأموال والبنين                                          ( نوح 12)
دخول الجنات                                                     ( نوح 12)
القوة بكل معانبها      "                                          ( هود 52
دفع البلاء                                                         ( الأنفال  33)
فضل الله الواسع الكريم                                          ( هود 3)
الرحمـــة                                                   (النمل  46 )     
التأسى بالرسول صلى الله عليه وسلم
وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ  
:عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ                  هود     3
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ      هود 52
      وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ             الأنفال          3 3                                                      فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا      نوح   10/ 12
قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ                           النمل   46
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله    صلى الله عليه وسلم : " من جلس فى مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك , إلا غفر له ماكان فى مجلسه ذلك  "                      رواه الترمذى
وقت الاستغفار :
كل الأوقات خاصة بالأسحار (….. والمستغفرين بالأسحار)     آل عمران   17
صيغ الاستغفار :
استغفر الله
استغفر الله بأية صيغة  .. ولكن أفضلها (سيد الاستغفار)
(اللهم أنت ربى لاإله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك مااستطعت أعوذ بك من شر ماصنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء لك بذنبى فاغفر لى فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت )    رواه البخارى
-------------------------------------------------------------------
                      الدعــــــــــــاء
__  من منا لايحتاج الدعاء؟ لقد خُلق الإنسان فى كبد ,ودائما هو فى حاجة إلى الوصول إلى أهدافه.. لذا فهو يحتاج إلى قوة عليا تعينه, وتضمن له النجاح, حتى لو بذل هو كل الجهد, واتخذ كل الأسباب , فقد تأتى النتيجة مغايرة , وبين الخوف من الفشل والرجاء فى النجاح يكون ( الدعاء) سكينة للنفس وتقربا لله القادر القوى , وهنا أساس العبادة   … ولقد قال تعالى(فادعو الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) غافر: 14   ,  وقال:(ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنَّه لا يحب المعتدين إلى قوله تعالى: وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت  قريب من المحسنين)الأعراف: 55-56
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يسألِ 
اللهَ يغضبْ عليه)) أخرجه أحمد والبخاري,وقال صلى الله عليه وسلم:(الدعاء هو العبادة) أى أفضلها.
 ادع الله فهو الكريم العظيم ، الذى أمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة……     
                               (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) البقرة186      
(أفمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء….) الآية  النمل 62    
  (وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين) غافر
ادعه بضراعة وإلحاح وحسن ظن وثقة بالإجابة ، ولاتتعجل الإجابة فبإذن الله سيتحقق لك الخير فى الدنيا والآخرة ، فإما يُعجل لك الله فى الدنيا أو يدّخر لك ، وثق أن الدعاء (عبادة) أو من أفضل العبادات لأنه قربى إلى الله وطاعة لأمره ،
                                 ولكــــــــــــن
  للدعـــــاء آداب :
         1-الحـــــلال : المطعم الحلال
         2-استقبال القبلة
        3- تحرى الأوقات الفاضلة ( الأفضل)
        4- رفع اليدين حذو المنكبين
        5- البدء بحمد الله وتمجيده والثناء عليه والصلاة والسلام على النبى
        6-التضرع إلى الله، وخفض الصوت ( بين الخفوت والجهر)
        7- الدعاء بغير إثم أو قطيعة رحم
        8- لاتعجل ولا تضجر كأن تقول ( دعوت فلم يستجب لى)
       9- حسن الظن بالله تعالى مع الجزم بالإجابة , فلا تقل (يارب إن شئت فاستجب لى )
      — كذلك من الأدب مع الله تعالى (الطهارة.
وللاستزادة ، رجاء قراءة مايلى وهو من موقع (اسلام ويب  islamweb.net )  
جعل الله تعالى من الدعاء عبادة وقربى، وأمر عباده بالتوجه إليه لينالوا عنده منزلة رفيعة وزلفى، أمر بالدعاء وجعله وسيلة الرجاء، فجميع الخلق يفزعون في حوائجهم إليه، ويعتمدون عند الحوادث والكوارث عليه.         
وحقيقة الدعاء: هو إظهار الافتقار لله تعالى، والتبرؤ من الحَوْل والقوة، واستشعار الذلة البشرية، كما أن فيه معنى الثناء على الله، واعتراف العبد بجود وكرم مولاه. يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186].
تأمل يا أخي هذه الآية تجد غاية الرقة والشفافية والإيناس، آية تسكب في قلب المؤمن النداوة والود والأنس والرضا والثقة واليقين.
ولو لم يكن في الدعاء إلا رقة القلب لكفى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ}[الأنعام:43]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة".
بل هو من أكرم الأشياء على الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء".
والمؤمن موعود من الله تعالى بالإجابة إن هو دعا مولاه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، أو يدخر له من الخير مثلها، أو يصرف عنه من الشر مثلها". قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر. قال: "الله أكثر".
ولذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه.
من آداب الدعاء:
            مما لا شك فيه أن الدعاء الذي يرجو صاحبه الإجابة هو ما التزم فيه الآداب الواردة فيه ومنها:
تحري أوقات الاستجابة:
فيتخير لدعائه الأوقات الشريفة؛ كيوم عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السَّحَر من ساعات الليل.
وأن يغتنم الأوقات والأحوال التي يُستجاب فيها الدعاء، كوقت التنزُّل الإلهي في آخر الليل، وفي السجود، وأن ينام على ذِكْر فإذا استيقظ من الليل ذكر ربه ودعاه، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند التقاء الجيوش في الجهاد، وعند الإقامة، وآخر ساعة من نهار الجمعة، ودعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المسافر والمظلوم، ودعوة الصائم والوالد لولده، ، ودعاء رمضان.
ومن الآداب:
أن يدعو مستقبل القبلة وأن يرفع يديه، وألا يتكلف السجْع في الدعاء، وأن يتضرع ويخشع عند الدعاء؛ قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:55]، [إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً} [الأنبياء:90].
وأن يخفض الصوت؛ فإنه أعظم في الأدب والتعظيم، ولأن خفض الصوت أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو رُوح الدعاء ومقصوده؛ فإن الخاشع الذليل المتضرع إنما يسأل مسألة مسكين ذليل، قد انكسر قلبُه وذلَّت جوارحُه، وهذه الحالة لا يليق معها رفع الصوت بالدعاء أصلاً. ولأنه أبلغ في الإخلاص، وأبلغ في حضور القلب عند الدعاء.
ولأن خفض الصوت يدل على قرب صاحبه من الله، فيسأله مسألة القريب للقريب، لا مسألة نداء البعيد للبعيد، وهذا من الأسرار البديعة جدًّا، ولهذا أثنى الله على عبده زكريا بقوله: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً}[مريم:3].
وإخفاء الدعاء يكون سببا في حفظ هذه النعمة العظيمة -التي ما مثلها نعمة- من عيْن الحاسد..
  • أن يفتتح الدعاء بذكر الله والثناء عليه وأن يختمه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل دعاء محجوبٌ حتى يُصلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم".
المحافظة على أدب الباطن
ومن أهم الآداب التي ينبغي للداعي أن يحافظ عليها تطهير الباطن – وهو الأصل في الإجابة – فيحرص على تجديد التوبة ورد المظالم إلى أهلها، وتطهير القلب من الأحقاد والأمراض التي تحول بين القلب وبين الله ، وتطييب المطْعَم بأكل الحلال.
  • أن يجزمَ بالدعاء ويُوقن بالإجابة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادعوا الله وأنتم مُوقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافل لاهٍ".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت. وليعزم المسألة، ولْيعظم الرغبة؛ فإن الله لا يعظُمُ عليه شيء أعطاه".
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يقل أحدُكم إذا دعا: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت. فليعزم المسألة؛ فإنه لا مُكره له". ويعزم المسألة معناه أن يطلب ما يريد من غير تعليقه بالمشيئة، فيقول مثلا: اللهم ارزقني، اللهم اغفر لي.
قال سفيان بن عُيينة: لا يمنعنَّ أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه؛ فإن الله عز وجل أجاب دعاء شرِّ الخلق إبليس لعنه الله: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الحجر:36، 37].
  • أن يُلحَّ في الدعاء ويكرِّره ثلاثًا:
قال ابن مسعود: "كان عليه السلام إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا".
وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مازال يهتف بربِّه، مادًّا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبَيْه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتُك ربَّك، فإنه سيُنجِزُ لك ما وعدك.
وهذا نبي الله يعقوب صلى الله عليه وسلم، مازال يدعو ويدعو، فذهب بصره ، وأُلقي ولدُه في الجُبِّ ولا يدري عنه شيئًا، وأُخرج الولدُ من الجُبِّ، ودخل قصرَ العزيز، إلى أن شبَّ وترعرع، ثم راودته المرأة عن نفسها فأبى وعصَمَه الله، ثم دخل السجن فلبث فيه بضع سنين، ثم أُخرج من السجن، وكان على خزائن الأرض، ومع طول هذا الوقت كله ويعقوب يقول لبنيه: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87].
  • أن يُعظِّمَ المسألة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تمنى أحدُكم فليُكثر، فإنما يسأل ربَّه".
قال المناوي رحمه الله: إذا تمنى أحدكم خيرًا من خير الدارَيْن فليكثر الأماني، فإنما يسأل ربه الذي ربَّاه وأنعم عليه وأحسن إليه، فيعظم الرغبة ويوسِّع المسألة … فينبغي للسائل إكثار المسألة ولا يختصر ولا يقتصر؛ فإن خزائن الجُود لا يُفنيها عطاءٌ وإن جلَّ وعظُم، فعطاؤه بين الكاف والنون، وليس هذا بمناقضٍ لقوله سبحانه: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:32] فإن ذلك نهي عن تمنِّي ما لأخيه بغْيًا وحسدًا، وهذا تمنى على الله خيرًا في دينه ودنياه، وطلب من خزائنه فهو كقوله:{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء:32].
وقد ذم الله من دعا ربه الدنيا فقط، فقال تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} [البقرة:200]، وأثنى سبحانه وتعالى على الداعين بخيري الدنيا والآخرة فقال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201].
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن في الجنة مائة درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة – أراه قال: وفوقه عرشُ الرحمن – ومنه تفجَّرُ أنهار الجنة".
  • الدعاء باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب:
فعن بُريدة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. فقال صلى الله عليه وسلم: "لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب".
  • أن يجتهد في الإتيان بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة ؛ فإنها لم تترك شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا وأتت به، وألا ييأس إن تأخرت الإجابة فإن هذا من العجلة التي نهى عنها الشرع.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستجيب دعاءهم ، والحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لنتدبر سورة ا\

من على "تويتر " !

 يعنى للذكرى ! فقد قيل أن "تويتر" سيتخلص مما عليه من أحمال (تغريدات سابقة) ! نعم نحن المسلمين مختلفون #المسلم أساس عقيدتنا"ا...