حسن الظن
مقدمة: تحدثت فى موضوع
سابق عن الطموح والوصول وعلو الهمة التى هى المحرك الدافع للتحرك والنجاح – وكان(
حسن الظن بالله) من عناصر"علو الهمة "- بل أهم العناصر إذ هو الأساس والأصل
الذى تخرج منه باقى العناصر كالتوبة
والدعاء والاستغفار ..وأتحدث عنها بعد –
بإذن الله –
وكما سبق وذكرت , فإن "علو
الهمة" شئ ضرورى للأمة والأفراد , وعموما فنجاح الفرد يصب فى نجاح الأمة
ومصر الآن فى أشد الحاجة إلى علو الهمة ومزيد
من القرب من الله
إن ماتمر به بلادنا الآن منعطف
خطير
….. الهجمة علينا شرسة ..ومن كل صوب .. والقضية (نكون أو
لانكون)..وبإذن الله نكون
مشكلتنا ليست نقصا فى موارد مادية , وليست شيئا محددا
محصورا , ولكنه الضباب وسقوط الهمة !
...نعدم اليقين وراحت راحة البال والخاطر .. وحل الشك والارتياب
إنه شئ خطير.. قد يكون شيئا من (الهزيمة
النفسية)..– والعياذ بالله -
فسيطرة المشاعر السلبية للأمم تولد الخوف وتخلق الأوهام
وتعطل الحركة والتفكير والعمل
مالحل ؟
الحل هو (علوالهمة)- وقد تكلمت
عنه فى موضوع سابق , وكما ذكرت فيه أن عناصره
متعددة – وأتحدث أولا عن أهمها وهو حسن الظن بالله
____ (حسن الظن بالله)____
( حسن الظن بالله) يعنى عمق الإيمان به سبحانه وبصفاته
العلا وبأنه المستحق وحده للعباده (الوحدانية) فهو الخالق القادر المهيمن , ومن ثم
ينبغى إسلام الوجه إليه و اليقين بقدرته تعالى تصريف الأمور وانتظام كل شئ
و (حسن الظن بالله) أو "الثقة بالله" مبنى على معرفته أى العلم
برحمته وعزته وإحسانه وقدرته وعلمه وقيومته ـ فالله هو القيوم , القوي، القادر، القهار، العزيز، الجبار، المتكبر،
الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماءومامن مخلوق فى هذا الكون
إلا ويخضع له ويتحرك بقضائه وقدره
﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُمِنْ هَادٍ *وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ﴾ الزمر
36 - 37
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ …﴾ الزمر
67
…وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ… الطلاق 3
وإيمان
الإنسان بالله يعنى الإيمان بأنه تعالى العدل الكريم الشكور الودود الذى يملك حسن
الجزاء والثواب للمؤمنين مما يحفزهم للعمل والصبر على المكاره .
ومعرفة الإنسان بهذا
, وإيمانه به يجعله يهدأ ويتخلص من الخوف والجبن ويقدم على اقتحام الصعاب والمشكلات
ويعرف أن المحن (خير
أيضا) لأنها وسيلة ابتلاء وتطهير ومعرفة للمؤمن والمنافق والعدو والصديق , وأن
للصبر عليها أجرا عند الله لايضيع.
والثقة بالله (العدل)
(الحق) تعين المؤمن على الصبر لأن الله سيوفيه حسن الجزاء
والتسليم لله يعنى الإنابة والرجوع إليه
(التوبة) وشعور الفقر إليه( الحاجة والاستغفار والدعاء) وطاعته وتنفيذ
أوامره واجتناب نواهيه
.. ولانغفل التأكيد على تعاليم الله بالعمل والأخذ
بالأسباب للتوكل عليه
…. ومن هنا نحسن الظن بالله وبأنه تعالى لن يضيعنا
… والحقيقة أننا كلنا محتاجون أن نزيد إيماننا – فالإيمان
يزيد وينقص – ونتجه إلى الله أكثر , ونرسخ لدينا (حسن الظن بالله)
إن حسن
الظن بالله يعطى المؤمن الراحة والهدوء والأمل ويعينه على التفكير السليم والعمل
المثمر , ويجعله –بإذن الله- يفوز بتأييد الله وعونه ونصره والفوز فى الدنيا
والآخرة
لنقرأ آيات الذكر الحكيم والأحاديث النبوية الشريفة ونقف عندها
وليرزقنا الله اليقين والاتباع :
فٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لَآ أُضِيعُ
عَمَلَ عَٰمِلٍۢ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّنۢ
بَعْضٍۢۖ….. آل عمران 195
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ ءامَنَّا بِهِ
فَمَن يُؤْمِن بِرَبّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقا
الجن: 13
ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن
بَعْدِ مَا أَصَـٰبَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَٱتَّقَوْاْ
أَجْرٌ عَظِيمٌ آل عمران 172
….. وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ
إِلَىٰ صِرٰطٍ مّسْتَقِيمٍ آل عمران:101
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ…..
البقرة:186.
إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَـٰعِفْهُ
لَكُمْ …..
التغابن:17،
أَمْ
حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ
خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ
حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ
أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ
قَرِيبٌ البقرة:214.
وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: ((أنا عند ظن
عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني)) أخرجه البخاري ومسلم.
وعن جابر رضى
الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة
أيام يقول: ((لا يموتن أحدكم
إلا وهو حسن الظن بالله عز وجل)) أخرجه مسلم
وعن الترمذي: ((حسن الظن بالله من حسن العبادة))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ((إنّي قد تركتُ شيئين لم تضلّوا بعدهما: كتاب الله وسنّتي، ولن
يتفرَّقا حتّى يردا عليّ الحوض)) أخرجه
مالك
، في سنن الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ
خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: ((يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ:
احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ
فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ
الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ
إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ
يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ
عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)).
——————-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق