كما سبق القول فإن سورة النور سورة مدنية عنيت بالأحكام التى تنظم المجتمع المسلم
واساسها أخلاقى
.
وقد حدثت وقائع استدعت وجود تشريع حيالها فنزلت آيات سورة النور(منجمة) تضع الحل المناسب لكل واقعة أو حالةفمثلا كان هناك من المهاجرين إلى المدينة من نوى أن ينكح أحد البغايا فنزلت آيات سورة النور تحرم زواج المسلم من زانية(أو زواج المسلمة من زان) وإلا كان مثلها أو فى حكم المشرك
.. ثم كانت حادثة الإفك وحدوث تطاول ظالم مسئ للسيدة عائشة رضى الله عنها فكان حد القذف فى سورة النور
وكذا جاء"اللعان" لحدوث حالتيى اتهام من الزوج لزوجته بارتكابها الفاحشة ... وهكذا
وتكررت كلمة (النور) فى الآيات
"الله نور السماوات والأرض"
والنور عكس الظلمات .. إذ النورهو مايجعل الطريق واضحا مبينا
فيتمكن السالك له من المضى آمنا دون ضلال أو مشقة
والله تعالى هو الخالق العظيم ، خلق كل شئ ، وكرّم بنى آدم ، وعلم آدم الأسماء كلها ، وأرسل رسله إلى بني آدم بالكتب التى تهديهم وترشدهم إلى سواء السبيل
والله تعالى يضرب الأمثال لعباده
ولمن عمىت قلوبهم وبصيرتهم - والله لا يستحيى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها
والله كريم - يوضح الأمور ويلح على عباده ليتوب عليهم ليتبعوا طريق الحق ... الله خلقهم بيديه فأحبهم ورحمهم ..سبحانه الرحمن الرحيم
وهناك رأيان فى مسألة (النور) :فمن قائل أن النور هو الله تعالى ، ومن قائل بل المقصود بالنور هو هدى الله تعالى الذى أنار الكون بالهدى العظيم - نور هدايته -- سبحانه
ولكن لو تنبهنا إلى أن الله هو خالق كل شئ وهو خالق السماوات والأرض ، وهو من جعل الظلمات والنور (اقرأ 4 الأنعام )
والله تعالى مصدر الخيرات كلها ، الرحمن الرحيم ، اسعد خلقه بزينة الحياة الدنيا وأنارها لهم بأجرام السماء وبهديه العظيم الذى
سهل لهم العيش وأرشدهم إلى خير الدارين الدنيا والآخرة
وقد بينت آيات سورة النور فضل الله
ونعمه على عباده ، وأعطت المثل لتوضيح ذلك وهو (النور) العظيم فشبهته بمصباح فى زجاجة بداخله زيت مميز ، غاية فى النقاء والامتياز ، والمصباح فى كوة-فتحة غير نافذه- فى جدار تحيط به ، وتكثف ضوءه
وذكرت الآيات بعضا من هذه النعم كالمطر الذى يخرج من بين السحاب المتراكم ، والذى يأتى معه أيضا (البرق) وهو ضوء (أو نور) آخر بطبيعة أخرى يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار .. سبحان الخالق العظيم
ولم يشأ الله أن يجعل الليل دائما فجعل النهار ( بضوئه ونوره) يعقبه ، وخلق أنواعا مختلفة من المخلوقات تدل على عظمته
كتلك الآيات المبينات الموضحات ( سواء من المخلوقات المختلفة أو الكتب السماوية التى أرسل بها الله رسله )
وكلها دلائل
تشهد على عظمة الله ووجوب الإيمان والعبادة الخالصة وألا يقول العبد سوى (سمعنا وأطعنا )
ووعد الله المخلصين الطائعين أجرا عظيما (الفلاح فى الدنيا والاستخلاف فى الأرض والتمكين والبعد عن النار فى الآخرة )
وأطيعوا الرسول :
الآية 56 نصت على طاعة الرسول ( بعدما سبقتها الآية 54 بطاعة الرسول بعد طاعة الله)
وفى آخر السورة نجد أمر الله تعالى باستئذان الرسول عند إرادة
الانصراف من مجلسه
(اقرأ الآية 62)ُ
"لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " 63
وهذا تأديب من رب العزة سبحانه ؛ ف للنبوة وللرسول مقام لابد أن يُراعى - صلى الله وسلم على الحبيب .
----------------------------------
حقا لرسول الله منزلة وقدر عظيم ومقام لابد من احترامه ومراعاته
فمن أحب الله أحب رسوله الأمين ،
وأعطاه حقه من التكريم والمراعاة
فهذا مايستحقه خير ولد آدم
وهذا هو أمر الله
--------- أنظر مايفعله الآن بعض من ينطقون الشهادة (الشيعة) يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم
يؤذونه فى أصحابه فيسبونهم
ويؤذونه فى زوجاته فيرمون زوجه السيدة عائشة بالفاحشة - والعياذ بالله- وقد برأها الله من فوق سبع سماوات-
كذا يسبون السيدة عائشة لأنها ابنة الصدّيق ، وكذا السيدة حفصة زوج رسول الله ابنة الفاروق عمر - رضى الله عنهم أجمعين -
---------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق