سورة النور مدنية مليئة بالأحكام التى تضبط حياة الناس - وتحقق ضمانات العفة والطهارة فى العلاقات بين الرجل والمرأة
وبأحكامها تُحفظ الأعراض وثحفظ الأنساب ويشعر كل فرد بالأمان فى بيته ومجتمعه ؛ فهناك قوانين شرعية رادعة ، تتولى عنه ، وتحفظ له حقوقهوبإيجاز فأحكام سورة النور أخلاقية
تعنى بجانب العفة والطهارة
خاصة للأسرة والتى هى أساس المجتمع فلابد أن تستمرعلى الثقة وألا تتسرب إليها الخيانة أو العلاقات المشينة خارج إطار
الزوجية الشرعية الطاهرة
والحقيقة فإن ضمان سلامة الأسرة وحمايتها هو ضمان لسلامة المجتمع
*************************
بدأت السورة بآية شديدة "سورة أنزلناها وفرضناها"
وتلفت الآية الانتباه وتستوقف المرء :لماذا هذه السورة وقد أنزل الله تعالى القرآن كله وفرضه "إن الذى فرض عليك الكتاب لرادك إلى ميعاد" ؟
هذه الشدة مناسبة للأحكام (الرادعة)القوية والتى قد تبدو للوهلة الأولى مشوبة بالقسوة- والعياذ بالله - وتفصيل ذلك فيما بعد
فى عجالة :
تتناول سورة النور هذه الموضوعات :
1- الزنا : وبينت الآيات عقوبة الزانى والزانية
وهناك عدة نقاط تستلزم الانتباه :
***
1* جاء ذكر الزانية قبل الزانى مخالفة لذكر السارق قبل السارقة -فى سورة أخرى-
وهذا موافق للواقع فلولا منموافقة وتشجيع المرأة ماكان فعل الزنا ، عكس السرقة فالرجل أكثر جرأة وإقداما على هذا الفعل المشين لسعيه للعمل خارج المنزل وكسب المال
2* تجريم كل من الطرفين(الزانية والزانى) وتحديدعقابهما(حد الزنا) ووصف الطرفين بنفس الوصف من الجريمة
ومن ينكح زانية فهو زان أو مشرك والعكس صحيح أيضا
3*هناك اختلاف بين عقوبة الزناة المحصنين و الزناة غير المحصنين (وهذا ملائم للواقع)
4* نصت سورة النو
ئنان
ر على عقاب الزانية والزانى غير المحصنين بجلد كل منهما مائة جلدة
5* ونصت ألا يأخذ أولى الأمر أو المؤمنين رأفة فى تنفيذ العقوبة لأن الأمر يتعلق بدين الله
>>>فالله يريد لعباده المؤمنين الخير ويريد لأمته
أن تتميز وتكون خير أمة أخرجت للناس بعيدة عن المنكر<<< والزنا ليس فعلا شخصيا لايتعدى شخصين -ولو تم برضيهما- ، ولكنه جريمة مجتمعية بالغة السوء والتأثير السلبى فى نواح عديدة
5* ونصت ألا يأخذ أولى الأمر أو المؤمنين رأفة فى تنفيذ العقوبة لأن الأمر يتعلق بدين الله
>>>فالله يريد لعباده المؤمنين الخير ويريد لأمته
أن تتميز وتكون خير أمة أخرجت للناس بعيدة عن المنكر<<< والزنا ليس فعلا شخصيا لايتعدى شخصين -ولو تم برضيهما- ، ولكنه جريمة مجتمعية بالغة السوء والتأثير السلبى فى نواح عديدة
وإذا لم يشعر الفرد (زوج- أب -ابن ...ألخ) بالراحة والثبات فى بيته وأسرته ، اضطرب عمله وانتاجه ومعاملاته الاجتماعية
أ
.......أى يتعدى الأثر السئ المحيط الخاص إلى المجتمع !
ولعل القول يصح : بأن اعتناء الإسلام واهتمامه بالتشديد على هذه الجريمة(الزنا) هو منتهى الرحمة من رب العباد ؛
فالأمر خطير وماينتج عن هذه الجريمة مدمر للفرد والمجتمع ؛ فتخيلوا زوجا مخدوعا ، منسوبا إليه من ليس بولده ، وتصوروا
إنسانا مجهول النسب ، ليس له أب هو مسئول عنه !! منتهى الظلم والعار والقسوة والضياع
ومابالنا بمجتمع ضاعت فيه المسئوليات والالتزامات وامتلأ بأطفال مجهولى النسب يعانون الإهمال والحاجة والحقد على غيرهم ممن ينعمون بدفء الأسرة ؟
وهذه " الجريمة" ولو كانت لحالة واحدة إلاإنها تمس عائلات وأفرادا كثيرين فهى دمار لعرض المرأة وأبيها وأخيها وأبناء عمومتها وزوجها لو كان لها زوج و ..... وهكذا .
ومابالنا بمجتمع ضاعت فيه المسئوليات والالتزامات وامتلأ بأطفال مجهولى النسب يعانون الإهمال والحاجة والحقد على غيرهم ممن ينعمون بدفء الأسرة ؟
وهذه " الجريمة" ولو كانت لحالة واحدة إلاإنها تمس عائلات وأفرادا كثيرين فهى دمار لعرض المرأة وأبيها وأخيها وأبناء عمومتها وزوجها لو كان لها زوج و ..... وهكذا .
الضمانات لعدم وقوع الزنا :
- الاستئذان :
الاستئذان داخل البيت(حفظ العورات) : وليتعلم الأطفال منذ صغرهم ، ومن فى البيت ، أن يستئذنوا قبل دخول غرف النوم أوقات الراحة وخلع الملابس
-الآيات: 27 & 28
-حد الزنا : وتختلف العقوبة لكل من الزانى(الزانية) المحصن (المتزوج) وغير المحصن فالأول يُجلد مائة جلدة والثانى الرجم حتى الموت
وأمرالله عند تنفيذ العقوبة بعدم الرأفة وأن يشهد عذابهما طائفة (للردع)
- حد القذف :
لمن يرمون المحصنات الغافلات ولم يأتوا بأربعة شهداء
ونصت الآيات على اللعن فى الدنيا والآخرة ، وعلى العذاب العظيم ؛ لمن يرمون المحصنات - أنظر آية 23
وذلك صيانة لأعراض المسلمين فلا يمتد إليهم إتهام باطل بالفاحشة وهذا ظلم فظيع ، وتشويه ظالم للمجتمع المسلم الطاهر
-الأمربحسن الظن بالمؤمنين:
وعدم الإقبال والتسرع فى اتهام الابرياء ورميهم بالفاحشة (وكأنهم يفرحون ويودون أن تشيع الفاحشة)
((الأمر خطير ، وليس سهلا ، ويستلزم البينة وشهادة أربعة شهود !
. فالمؤمن يحب أخيه-إنما المؤمنون أخوة- ويحسن الظن به فى الأساس))
آية 15 (... وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) 15
والآيات تناولت حادثة الإفك وتوبيخ الله تعالى للمسيئين و توعده لهم
47 & 19
-في الآيات الأمر بعدم اتباع خطوات الشيطان
فالشيطان وراء مايدعو للخروج عن طاعة الله وخراب الأسر والنفوس وكل شئ سليم
- غض البصر(للرجل والمرأة معا) : ولعل إطلاق النظر(مع تدخل الشيطان) هو أول مقدمات الزنا
مما يوجب سد الذرائع
- أمر الله بالعفة لمن لايجدون نكاحا (وقد أرشدت السنة الشريفة إلى الصيام لمن لايستطيعون النكاح فهو إغانة لهم على الأمر)
- حث الإسلام على زواج الصالحين وإن كانوا فقراء، فالله يغنيهم بفضله كما أوضحت الآيات
- النهى عن إكراه الفتيات(الإماء) لممارسة البغاء وكانوا يفعلون ذلك من أجل المال
- الأمر بغض البصر(لكل من الرجل والمرأة)
-الأمر بعدم إبداء المرأة لزينتها إلا لمحارمها :
- بيان حدود ستر المرأة لجسدها
وبيان حدود إبداء زينتهن ( فقط أمام محارمها المحددين بالآية 31)
"قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ (30) وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (31) وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَآئِكُمۡۚ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ (32) وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱلَّذِينَ يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرٗاۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ وَلَا تُكۡرِهُواْ فَتَيَٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَآءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنٗا لِّتَبۡتَغُواْ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَن يُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَٰهِهِنَّ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (33)"
الآية (31) سورة النور
"الستر والعفة" للمرأة المسلمة :
تعمدت ألا أذكر لفظة (الحجاب) - وحتى لاتبادر إحدى (الكارهات لشرع الله -المدعيات لما أسموه التنوير ! ) وتقول : لايوجد (حجاب) للمرأة المسلمة ، ولم يرد فى القرآن بالنسبة لعموم المسلمات -غير أمهات المؤمنين ! )
ةمر فى
الآية (31) من سورة النور واضحة صريحة
وكذلك الأمر فى سورة الأحزاب - آية 59 - :
قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)الأحزاب
-----------------------------------------------------
والسورة الكريمة- سورة النور- بدأت فى أول آية منها بأنها منزلة من عند الله ، ومفروضة - واجبة- وما كان شرع الله إلا لخير الناس ...... سبحان رب العزة
واجب المؤمنين أمام أوامر الله هو التسليم والقول (سمعنا وأطعنا)
أما الجدال العقيم و(التمرد) فشئ غير مقبول
ثم بعد الطاعة ؛
لو أحببنا أن نسوق ما يوضح هدا الأمر لدى البعض... فلا بأس
... ............. ولعل ما كتبته الأمريكية المسلمة "مارى على" وقد تُوفيت من عدة سنوات - رحمة الله عليها - هو من أجمل ما قرأته فى هذ الموضوع ، وقد أوردته فى هذه المدونة
وللموضوع بقية
الآية (31) من سورة النور واضحة صريحة
وكذلك الأمر فى سورة الأحزاب - آية 59 - :
قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)الأحزاب
-----------------------------------------------------
والسورة الكريمة- سورة النور- بدأت فى أول آية منها بأنها منزلة من عند الله ، ومفروضة - واجبة- وما كان شرع الله إلا لخير الناس ...... سبحان رب العزة
واجب المؤمنين أمام أوامر الله هو التسليم والقول (سمعنا وأطعنا)
أما الجدال العقيم و(التمرد) فشئ غير مقبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق