﴿ بِسْمِ اللّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
طه ﴿١﴾ ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى ﴿٢﴾ إِلّا تَذكِرَةً لِمَن يَخشى ﴿٣﴾ تَنزيلًا مِمَّن خَلَقَ الأَرضَ وَالسَّماواتِ العُلَى﴿٤﴾ الرَّحمـنُ عَلَى العَرشِ
استَوى ﴿٥﴾ لَهُ ما فِي السَّماواتِ
وَما فِي الأَرضِ وَما بَينَهُما وَما تَحتَ الثَّرى﴿٦﴾ وَإِن تَجهَر بِالقَولِ
فَإِنَّهُ يَعلَمُ السِّرَّ وَأَخفَى ﴿٧﴾ اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ لَهُ الأَسماءُ الحُسنى ﴿٨﴾ وَهَل أَتاكَ حَديثُ موسى ﴿٩﴾ إِذ رَأى نارًا فَقالَ
لِأَهلِهِ امكُثوا إِنّي آنَستُ نارًا لَعَلّي آتيكُم مِنها بِقَبَسٍ أَو أَجِدُ
عَلَى النّارِ هُدًى ﴿١٠﴾ فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى ﴿١١﴾ إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ
طُوًى ﴿١٢﴾ وَأَنَا اختَرتُكَ
فَاستَمِع لِما يوحى ﴿١٣﴾ إِنَّني
أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري ﴿١٤﴾ إِنَّ
السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخفيها لِتُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما تَسعى ﴿١٥﴾ فَلا
يَصُدَّنَّكَ عَنها مَن لا يُؤمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَردى ﴿١٦﴾ وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا
موسى ﴿١٧﴾ قالَ هِيَ عَصايَ
أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى ﴿١٨﴾ قالَ أَلقِها يا موسى ﴿١٩﴾ فَأَلقاها فَإِذا هِيَ
حَيَّةٌ تَسعى ﴿٢٠﴾قالَ خُذها وَلا تَخَف سَنُعيدُها سيرَتَهَا الأولى ﴿٢١﴾ وَاضمُم يَدَكَ إِلى
جَناحِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سوءٍ آيَةً أُخرى﴿٢٢﴾ لِنُرِيَكَ مِن آياتِنَا
الكُبرَى ﴿٢٣﴾ اذهَب إِلى فِرعَونَ
إِنَّهُ طَغى ﴿٢٤﴾ قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدري ﴿٢٥﴾ وَيَسِّر لي أَمري ﴿٢٦﴾ وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني ﴿٢٧﴾ يَفقَهوا قَولي﴿٢٨﴾ وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي ﴿٢٩﴾ هارونَ أَخِي ﴿٣٠﴾اشدُد بِهِ أَزري ﴿٣١﴾ وَأَشرِكهُ في أَمري ﴿٣٢﴾ كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا ﴿٣٣﴾ وَنَذكُرَكَ كَثيرًا ﴿٣٤﴾ إِنَّكَ كُنتَ بِنا بَصيرًا ﴿٣٥﴾ قالَ قَد أوتيتَ سُؤلَكَ يا موسى ﴿٣٦﴾ وَلَقَد مَنَنّا عَلَيكَ مَرَّةً أُخرى ﴿٣٧﴾ إِذ أَوحَينا إِلى أُمِّكَ ما يوحى ﴿٣٨﴾ أَنِ
اقذِفيهِ فِي التّابوتِ فَاقذِفيهِ فِي اليَمِّ فَليُلقِهِ اليَمُّ بِالسّاحِلِ
يَأخُذهُ عَدُوٌّ لي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنّي
وَلِتُصنَعَ عَلى عَيني ﴿٣٩﴾ إِذ
تَمشي أُختُكَ فَتَقولُ هَل أَدُلُّكُم عَلى مَن يَكفُلُهُ فَرَجَعناكَ إِلى
أُمِّكَ كَي تَقَرَّ عَينُها وَلا تَحزَنَ وَقَتَلتَ نَفسًا فَنَجَّيناكَ مِنَ
الغَمِّ وَفَتَنّاكَ فُتونًا فَلَبِثتَ سِنينَ في أَهلِ مَديَنَ ثُمَّ جِئتَ عَلى
قَدَرٍ يا موسى ﴿٤٠﴾ وَاصطَنَعتُكَ لِنَفسِي ﴿٤١﴾ اذهَب أَنتَ وَأَخوكَ بِآياتي وَلا تَنِيا في ذِكرِي ﴿٤٢﴾ اذهَبا إِلى فِرعَونَ
إِنَّهُ طَغى ﴿٤٣﴾ فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشى ﴿٤٤﴾قالا رَبَّنا إِنَّنا
نَخافُ أَن يَفرُطَ عَلَينا أَو أَن يَطغى ﴿٤٥﴾ قالَ لا تَخافا إِنَّني مَعَكُما أَسمَعُ وَأَرى ﴿٤٦﴾ فَأتِياهُ فَقولا إِنّا
رَسولا رَبِّكَ فَأَرسِل مَعَنا بَني إِسرائيلَ وَلا تُعَذِّبهُم قَد جِئناكَ
بِآيَةٍ مِن رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى ﴿٤٧﴾ إِنّا قَد أوحِيَ إِلَينا
أَنَّ العَذابَ عَلى مَن كَذَّبَ وَتَوَلّى ﴿٤٨﴾ قالَ فَمَن رَبُّكُما يا موسى ﴿٤٩﴾ قالَ رَبُّنَا الَّذي أَعطى كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدى ﴿٥٠﴾ قالَ فَما بالُ القُرونِ
الأولى﴿٥١﴾قالَ عِلمُها عِندَ رَبّي
في كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبّي وَلا يَنسَى﴿٥٢﴾ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ
مَهدًا وَسَلَكَ لَكُم فيها سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجنا
بِهِ أَزواجًا مِن نَباتٍ شَتّى﴿٥٣﴾ كُلوا وَارعَوا أَنعامَكُم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى﴿٥٤﴾ مِنها خَلَقناكُم وَفيها
نُعيدُكُم وَمِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخرى ﴿٥٥﴾ وَلَقَد أَرَيناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى ﴿٥٦﴾قالَ أَجِئتَنا
لِتُخرِجَنا مِن أَرضِنا بِسِحرِكَ يا موسى ﴿٥٧﴾فَلَنَأتِيَنَّكَ بِسِحرٍ مِثلِهِ فَاجعَل بَينَنا وَبَينَكَ
مَوعِدًا لا نُخلِفُهُ نَحنُ وَلا أَنتَ مَكانًا سُوًى ﴿٥٨﴾ قالَ مَوعِدُكُم يَومُ الزّينَةِ وَأَن يُحشَرَ النّاسُ ضُحًى ﴿٥٩﴾ فَتَوَلّى فِرعَونُ
فَجَمَعَ كَيدَهُ ثُمَّ أَتى ﴿٦٠﴾ قالَ لَهُم موسى وَيلَكُم لا تَفتَروا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا
فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ وَقَد خابَ مَنِ افتَرى ﴿٦١﴾فَتَنازَعوا أَمرَهُم بَينَهُم وَأَسَرُّوا النَّجوى ﴿٦٢﴾ قالوا إِن هـذانِ
لَساحِرانِ يُريدانِ أَن يُخرِجاكُم مِن أَرضِكُم بِسِحرِهِما وَيَذهَبا
بِطَريقَتِكُمُ المُثلى ﴿٦٣﴾ فَأَجمِعوا كَيدَكُم ثُمَّ ائتوا صَفًّا وَقَد أَفلَحَ اليَومَ مَنِ
استَعلى ﴿٦٤﴾ قالوا يا موسى
إِمّا أَن تُلقِيَ وَإِمّا أَن نَكونَ أَوَّلَ مَن أَلقى ﴿٦٥﴾ قالَ بَل أَلقوا
فَإِذا حِبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها
تَسعى ﴿٦٦﴾ فَأَوجَسَ في نَفسِهِ خيفَةً موسى ﴿٦٧﴾ قُلنا لا تَخَف
إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى ﴿٦٨﴾ وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا
كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى ﴿٦٩﴾ فَأُلقِيَ
السَّحَرَةُ سُجَّدًا قالوا آمَنّا بِرَبِّ هارونَ وَموسى ﴿٧٠﴾ قالَ آمَنتُم لَهُ
قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنَّهُ لَكَبيرُكُمُ الَّذي عَلَّمَكُمُ السِّحرَ
فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيدِيَكُم وَأَرجُلَكُم مِن خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُم في
جُذوعِ النَّخلِ وَلَتَعلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذابًا وَأَبقى ﴿٧١﴾ قالوا لَن
نُؤثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ البَيِّناتِ وَالَّذي فَطَرَنا فَاقضِ ما أَنتَ
قاضٍ إِنَّما تَقضي هـذِهِ الحَياةَ الدُّنيا ﴿٧٢﴾ إِنّا آمَنّا
بِرَبِّنا لِيَغفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكرَهتَنا عَلَيهِ مِنَ السِّحرِ
وَاللَّـهُ خَيرٌ وَأَبقى ﴿٧٣﴾ إِنَّهُ مَن يَأتِ رَبَّهُ مُجرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا
يَموتُ فيها وَلا يَحيى ﴿٧٤﴾ وَمَن يَأتِهِ مُؤمِنًا قَد عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولـئِكَ
لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلى ﴿٧٥﴾ جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها
وَذلِكَ جَزاءُ مَن تَزَكّى ﴿٧٦﴾ وَلَقَد أَوحَينا إِلى موسى أَن أَسرِ
بِعِبادي فَاضرِب لَهُم طَريقًا فِي البَحرِ يَبَسًا لا تَخافُ دَرَكًا وَلا تَخشى ﴿٧٧﴾ فَأَتبَعَهُم
فِرعَونُ بِجُنودِهِ فَغَشِيَهُم مِنَ اليَمِّ ما غَشِيَهُم ﴿٧٨﴾ وَأَضَلَّ
فِرعَونُ قَومَهُ وَما هَدى ﴿٧٩﴾ يا بَني
إِسرائيلَ قَد أَنجَيناكُم مِن عَدُوِّكُم وَواعَدناكُم جانِبَ الطّورِ الأَيمَنَ
وَنَزَّلنا عَلَيكُمُ المَنَّ وَالسَّلوى ﴿٨٠﴾ كُلوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقناكُم وَلا تَطغَوا فيهِ فَيَحِلَّ
عَلَيكُم غَضَبي وَمَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبي فَقَد هَوى﴿٨١﴾ وَإِنّي لَغَفّارٌ لِمَن
تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا ثُمَّ اهتَدى﴿٨٢﴾ وَما أَعجَلَكَ عَن قَومِكَ يا موسى ﴿٨٣﴾ قالَ هُم أُولاءِ عَلى أَثَري وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى ﴿٨٤﴾ قالَ فَإِنّا قَد فَتَنّا
قَومَكَ مِن بَعدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ ﴿٨٥﴾ فَرَجَعَ موسى إِلى قَومِهِ غَضبانَ أَسِفًا قالَ يا قَومِ أَلَم
يَعِدكُم رَبُّكُم وَعدًا حَسَنًا أَفَطالَ عَلَيكُمُ العَهدُ أَم أَرَدتُم أَن
يَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبٌ مِن رَبِّكُم فَأَخلَفتُم مَوعِدي ﴿٨٦﴾ قالوا ما أَخلَفنا
مَوعِدَكَ بِمَلكِنا وَلـكِنّا حُمِّلنا أَوزارًا مِن زينَةِ القَومِ فَقَذَفناها
فَكَذلِكَ أَلقَى السّامِرِيُّ ﴿٨٧﴾ فَأَخرَجَ لَهُم عِجلًا جَسَدًا لَهُ خُوارٌ فَقالوا هـذا
إِلـهُكُم وَإِلـهُ موسى فَنَسِيَ ﴿٨٨﴾ أَفَلا يَرَونَ أَلّا يَرجِعُ إِلَيهِم
قَولًا وَلا يَملِكُ لَهُم ضَرًّا وَلا نَفعًا ﴿٨٩﴾ وَلَقَد قالَ لَهُم
هارونُ مِن قَبلُ يا قَومِ إِنَّما فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحمـنُ
فَاتَّبِعوني وَأَطيعوا أَمري﴿٩٠﴾ قالوا لَن نَبرَحَ عَلَيهِ عاكِفينَ حَتّى يَرجِعَ إِلَينا
موسى ﴿٩١﴾ قالَ يا هارونُ ما مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلّوا ﴿٩٢﴾ أَلّا تَتَّبِعَنِ
أَفَعَصَيتَ أَمري ﴿٩٣﴾قالَ يَا ابنَ أُمَّ لا تَأخُذ بِلِحيَتي وَلا بِرَأسي إِنّي خَشيتُ
أَن تَقولَ فَرَّقتَ بَينَ بَني إِسرائيلَ وَلَم تَرقُب قَولي ﴿٩٤﴾ قالَ فَما خَطبُكَ
يا سامِرِيُّ ﴿٩٥﴾ قالَ بَصُرتُ بِما لَم يَبصُروا بِهِ فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن
أَثَرِ الرَّسولِ فَنَبَذتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَت لي نَفسي ﴿٩٦﴾ قالَ فَاذهَب
فَإِنَّ لَكَ فِي الحَياةِ أَن تَقولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوعِدًا لَن
تُخلَفَهُ وَانظُر إِلى إِلـهِكَ الَّذي ظَلتَ عَلَيهِ عاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ
ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسفًا ﴿٩٧﴾ إِنَّما إِلـهُكُمُ اللَّـهُ الَّذي لا
إِلـهَ إِلّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلمًا ﴿٩٨﴾ كَذلِكَ نَقُصُّ
عَلَيكَ مِن أَنباءِ ما قَد سَبَقَ وَقَد آتَيناكَ مِن لَدُنّا ذِكرًا ﴿٩٩﴾ مَن أَعرَضَ عَنهُ
فَإِنَّهُ يَحمِلُ يَومَ القِيامَةِ وِزرًا ﴿١٠٠﴾خالِدينَ فيهِ وَساءَ لَهُم يَومَ القِيامَةِ
حِملًا ﴿١٠١﴾ يَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ وَنَحشُرُ المُجرِمينَ يَومَئِذٍ
زُرقًا ﴿١٠٢﴾ يَتَخافَتونَ بَينَهُم إِن لَبِثتُم إِلّا عَشرًا ﴿١٠٣﴾نَحنُ أَعلَمُ بِما
يَقولونَ إِذ يَقولُ أَمثَلُهُم طَريقَةً إِن لَبِثتُم إِلّا يَومًا ﴿١٠٤﴾وَيَسأَلونَكَ عَنِ
الجِبالِ فَقُل يَنسِفُها رَبّي نَسفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُها قاعًا صَفصَفًا﴿١٠٦﴾ لا تَرى فيها
عِوَجًا وَلا أَمتًا ﴿١٠٧﴾ يَومَئِذٍ يَتَّبِعونَ الدّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ
الأَصواتُ لِلرَّحمـنِ فَلا تَسمَعُ إِلّا هَمسًا ﴿١٠٨﴾ يَومَئِذٍ لا
تَنفَعُ الشَّفاعَةُ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحمـنُ وَرَضِيَ لَهُ قَولًا ﴿١٠٩﴾ يَعلَمُ ما بَينَ
أَيديهِم وَما خَلفَهُم وَلا يُحيطونَ بِهِ عِلمًا ﴿١١٠﴾ وَعَنَتِ الوُجوهُ
لِلحَيِّ القَيّومِ وَقَد خابَ مَن حَمَلَ ظُلمًا ﴿١١١﴾ وَمَن يَعمَل مِنَ
الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلمًا وَلا هَضمًا ﴿١١٢﴾ وَكَذلِكَ
أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفنا فيهِ مِنَ الوَعيدِ لَعَلَّهُم
يَتَّقونَ أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكرًا ﴿١١٣﴾ فَتَعالَى اللَّـهُ المَلِكُ الحَقُّ وَلا
تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِلَيكَ وَحيُهُ وَقُل رَبِّ زِدني
عِلمًا ﴿١١٤﴾ وَلَقَد عَهِدنا إِلى آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَلَم نَجِد
لَهُ عَزمًا﴿١١٥﴾ وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا
إِبليسَ أَبى﴿١١٦﴾ فَقُلنا يا آدَمُ إِنَّ هـذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوجِكَ فَلا
يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشقى ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا
تَعرى ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لا تَظمَأُ فيها وَلا تَضحى ﴿١١٩﴾ فَوَسوَسَ إِلَيهِ
الشَّيطانُ قالَ يا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ لا
يَبلى ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلا مِنها فَبَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ
عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجتَباهُ
رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى ﴿١٢٢﴾ قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ
عَدُوٌّ فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ
وَلا يَشقى ﴿١٢٣﴾ وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا
وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى ﴿١٢٤﴾ قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد
كُنتُ بَصيرًا ﴿١٢٥﴾ قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ
تُنسى ﴿١٢٦﴾ وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ
وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى ﴿١٢٧﴾ أَفَلَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنا قَبلَهُم
مِنَ القُرونِ يَمشونَ في مَساكِنِهِم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي
النُّهى ﴿١٢٨﴾ وَلَولا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ لَكانَ لِزامًا وَأَجَلٌ
مُسَمًّى﴿١٢٩﴾ فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ
طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ
النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى ﴿١٣٠﴾ وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا
مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فيهِ وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ
وَأَبقى ﴿١٣١﴾ وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ
رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَوَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى ﴿١٣٢﴾ وَقالوا لَولا
يَأتينا بِآيَةٍ مِن رَبِّهِ أَوَلَم تَأتِهِم بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ
الأولى ﴿١٣٣﴾ وَلَو أَنّا أَهلَكناهُم بِعَذابٍ مِن قَبلِهِ لَقالوا رَبَّنا
لَولا أَرسَلتَ إِلَينا رَسولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أَن نَذِلَّ
وَنَخزى﴿١٣٤﴾ قُل كُلٌّ
مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصوا فَسَتَعلَمونَ مَن أَصحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ
اهتَدى ﴿١٣٥﴾
سورة طه
وهى مكية وعدد آياتها 135 وترتيبه بالمصحف 20 بين سورتى مريم والأنبياء
ومعروف أن السورة كانت بعد الله تعالى سببا فى
إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه
شرح اللازم من كلمات السورة (بعضها):
طه : قيل فيها معان كثيرة وأغلبها أن معناها يا
(رجل) بلغة قبيلة "عك" – وقيل هى باللغة النبطية وقيل من الحروف المتقطعة
وقيل معناها (طاها) : وهى أمر لرسول الله صلى الله
عليه وسلم أن (يطأ) الأرض بقدميه الا ثنتين
تذكرة: تذكيرا / العلى : تأنيث الأعلى ، جمع
العليا/استوى: استولى واستولى أى الملك - والاستواء هو بمايليق بجلال الله
الثرى: التراب الندى /الحسنى:مؤنث الأحسن / آنست نارا : أبصرت/بقبس
: بشعلة أو جمرة / أهش: مأخوذة من هش الخبز أى انكسر لهشاشته/ سيرة: مأخوذة من
السير ، وتجاوزا بمعنى الطريقة والهيئة / اشرح صدرى : شرح الشئ أى وسعه /فيسحتكم :
يستأصلكم/ بطريقتكم المثلى : أعدل المذاهب
والمثلى مؤنث الأمثل
ملحوظات وخواطر:
فى مقدمة السورة (خطاب) للنبى صلى الله عليه وسلم ،
وتشعر نبرة الحنان
من الودود سبحانه وتعالى ( ما أنزلنا عليك الكتاب لتشقى) -
وعنيت السورة بالتسرية عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بسبب انصراف المشركين وافتراءاتهم ،
وبينت السورة صورا من السابقين وآثارهم ، للعبرة
والعظة
فذكرت قصة موسى عليه السلام ووحى الله لأمه أن
تلقيه فى اليم ...... .. وذهابه وأخيه لدعوة فرعون
وقصة سحرة فرعون (قصة الإيمان العظيم والثبات على كلمة الحق وتحمل عذاب الطغاة فى سبيل الله )
وقصة آدم عليه السلام
وقصة إبليس
وقصة سحرة فرعون (قصة الإيمان العظيم والثبات على كلمة الحق وتحمل عذاب الطغاة فى سبيل الله )
وقصة آدم عليه السلام
وقصة إبليس
*** بينت السورة ذات الله سبحانه وصفاته ،
اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا
هُوَ لَهُ الأَسماءُ الحُسنى (8)
قالَ فَمَن رَبُّكُماياموسى
﴿٤٩﴾ قالَ رَبُّنَا الَّذي
أَعطى كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدى﴿٥٠﴾
وتستشعر قرب الله تعالى من عباده ؛ فهاهو سبحانه
يتحدث لعبده - لنبيه الذى اختاره موسى عليه السلام
فلما أتاها نودى ياموسى
(11) إنى أنا ربك ...(12)
إِنَّني
أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري ﴿١٤﴾
وتقشعر الأبدان حين قراءة هذه الآية الكريمة –
فلك أن تتخيل( الله) عز وجل يتكرم على عبده بالتحدث إليه ....... سبحان الملك
*** فى
السورة قصة إسلام سحرة فرعون
واقرأ ما يبهج القلب ويلين المشاعر ويسلم الأمر
كله لله تعالى :
قالوا لَن نُؤثِرَكَ عَلى
ما جاءَنا مِنَ البَيِّناتِ وَالَّذي فَطَرَنا فَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ إِنَّما تَقضي
هـذِهِ الحَياةَ الدُّنيا ﴿٧٢﴾
إِنّا آمَنّا بِرَبِّنا
لِيَغفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكرَهتَنا عَلَيهِ مِنَ السِّحرِ وَاللَّـهُ خَيرٌ
وَأَبقى ﴿٧٣﴾ إِنَّهُ مَن يَأتِ
رَبَّهُ مُجرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَموتُ فيها وَلا يَحيى ﴿٧٤﴾ وَمَن يَأتِهِ مُؤمِنًا
قَد عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولـئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلى ﴿٧٥﴾
*** المسارعة فى الخيرات
وهذا مستحب فى الإسلام ووردت آيات كثيرة فى القرآن
الكريم تحث على تلك المسارعة مثل (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات
والأرض أعدت للمتقين ) 133آل عمران
وهنا فى
سورة طه :
... وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ
لِتَرضى ﴿٨٤﴾
(لترضى) ورضا الله ورضوانه هو الغاية
والمنتهى-
*** واقرأ الآيات لتزداد رهبة وخشوعا – سبحان الملك
سبحان الجبار القهار- :
... وَخَشَعَتِ الأَصواتُ
لِلرَّحمـنِ فَلا تَسمَعُ إِلّا هَمسًا ﴿١٠٨﴾
وَعَنَتِ الوُجوهُ
لِلحَيِّ القَيّومِ وَقَد خابَ مَن حَمَلَ ظُلمًا ﴿١١١﴾ وَمَن يَعمَل مِنَ
الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلمًا وَلا هَضمًا ﴿١١٢﴾
فَتَعالَى اللَّـهُ
المَلِكُ الحَقُّ...... ﴿١١٤﴾
*** العلاج للمشكلات :
وكما هو معلوم إنما المعنى بعدما يسلك المسلم طرق
الحل الدنيوية المعروفة لحل كل مشكلة مستعينابالله ومتوكلا عليه ، فيسلك
طريقه المستقيم ووفى الآيات كيفيظهر ذلك فى الآيات ، فقدأمر الله عز وجل نبيه موسى أن يذهب
– وأخوه هارون- إلى فرعون( رغم قساوته وعلوه فى الأرض وفساده) وأن يعرضا عليه
الإيمان بالله (لعله يتذكر أو يخشى) .. وأن يقولا له( قولا لينا) وهذا درس للمسلم
ألا يدع الأسباب
كذلك فعلىالمسلم ألايدع اليأس والنكد يقتله وإنما
عليه ب (( الصبر)) والثقة بالله
وأن يجد عند الله راحته وأمله
وليتبع أوامر الله فلا يتطلع إلى غيره ؛ إلى من كثر ماله أو عياله أو حاز الكثير من زينة
الحياة الدنيا
فكل شئ فيها عارض وإلى زوال وإنما يبقى ماهو عند
ربك من أعمال صالحة لا تذهب ولا تفنى ، فيدخرها الله لك ليجازيك بها خيرا فى أخراك
( فلا شئ يدعو لحزنك(وفى الآيات أساسا تسرية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) .. ولكل ماتعانى منه حل .. وهاهو الحل والطريق إلى رضاك وسعادتك
( فلا شئ يدعو لحزنك(وفى الآيات أساسا تسرية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) .. ولكل ماتعانى منه حل .. وهاهو الحل والطريق إلى رضاك وسعادتك
و تذكر :
عليك أن تلجأ
دوما للتسبيح أى تنزيه الله تعالى
ودعائه ففى هذا رضا لنفسك ولبث الطمأنينة وكل الخير
وعليك أن تأمر أهلك بالصلاة - فهى عماد الدين وهى تنهى
عن الفحشاء – وبذا يتحقق صلاحهم وتقر عين الآباء ويسعدوا فى دنياهم وكذ أخراهم ، إذ
يلحق بهم الله ذرياتهم إذا صلحوا .. .............
فهذا طريق الفلاح
أو ((( السعادة )))
... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ
فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى ﴿١٢٣﴾
فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ
وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ
اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى ﴿١٣٠﴾ وَلا تَمُدَّنَّ
عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا
لِنَفتِنَهُم فيهِ وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقى ﴿١٣١﴾ وَأمُر أَهلَكَ
بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ
لِلتَّقوى ﴿١٣٢﴾
******************************************************************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق