الخميس، 12 ديسمبر 2019

تأمل: سورة مريم

أركان الإسلام خمسة : شهادة ألا إله إلا الله ، والصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا
وقواعد الإيمان ستة :الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
إذاً: كى تكون مسلما فلابد أن تؤمن بجميع الرسل والأنبياء الذين جاءوا بنفس الدعوة الإلهية ل توحيد الله تعالى فالله واحد أحد لاشريك له ، ولا ولد  .
عيسى عليه السلام
نبى الله
دعا  لعبادة الله الواحد الأحد دونما شريك ولا ولد :

" وإن الله ربى وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم "
 36 مريم

"  إن الله ربى وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم "

 51 آل عمران
"إن الله هو ربى وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم " 64الزخرف

قلنا  أن عيسى بن مريم هو نبى الله وعبده الذى أرسله ليعبد الناس الله خالقهم

عيسى عليه السلام بشر فيه من صفات البشرية فهو يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق
ويراه الناس ويكلمهم ويكلمونه

ولكنه نبى من أنبياء الله كلفه الله سبحانه وتعالى برسالته وزوده  بمعجزات خاصة ليصدقه قومه ؛ وماكانت تلك المعجزات إلا من خالقه 

 (الله) خالق كل شئ سبحانه ، ليس كمثله شئ - واحد أحد - لاشريك له ، ولاصاحبة ولا ولد
  و(الله) غيب لانراه ولكن نرى دلائل قدرته التى تدل على وجوده  وهو مطلق القدرة وهو الأول والآخر

وقد جاء ذكر عيسى عليه السلام فى مواضع كثيرة فى القرآن الكريم
وكذا تكررذكر الصدّيقة مريم فى مواضع متعددة بالقرآن الكريم
والمسلمون يحبون ويوقرون الصدّيقة العابدة الطاهرة أم نبى الله عيسى -عليه السلام-
ومعلوم أنه لايتم إيمان المسلم إلا بالإيمان بنبى الله عيسى بن مريم كسائر أنبياء الله الذين بلغوا رسالات الله قبل بعثة الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم
ورد في فضل السيدة مريم أحاديث عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ” (رواه البخاري ومسلم)

وعن أبي موسى رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :”كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا: آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ” (رواه البخارى ومسلم)

وسورة "مريم" هى الوحيدة التى تسمت باسم  إحدى النساء -  حتى أمهات المؤمنين ومن كمل من النساء كالسيدة "آسيا" امرأة فرعون و السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لم تتسم بأسمائهن سور قرآنية .

معانى لكلمات وردت بالآيات :

ولم أكن بدعائك رب شقيا :لم تردنى خائبا ولا محروما من الإجابة ولم تزل بى حفيا  .
ومجيبا  من تحتها : الملك ( وقيل وليدها عيسى عليه السلام)
تحتك سريا : نهرا تشربين منه
صوما : سكوتا
فريا : البغاء - حاشاها من ذلك-
فاختلف الأحزاب : فرق الضلال من اليهود والنصارى ؛ من أشركوا بالله بين من دعا عيسى عليه السلام بابن الله أو من رأوه الله نفسه (والعياذ بالله) ، أو من قالوا ثالث ثلاثة
أدعو ربى: دعاء العبادة ودعاء المسألة
جنات عدن : دائمة - مختلفة فى متعتها وبهجتها
سلاما: أقوال سالمة من كل عيب
قوما لُد: شديدو الباطل
 وركزا: الركز هو الصوت الخفى (لم يبق منهم عين ولا أثر وإنما بقيت أخبارهم للعظة والعبرة)
وإن منكم إلا واردها : قيل فيها أكثر من قول
-------------------------------------------------------
تأملات :
***تشعر بجو عام من الرحمة والحنان يسود السورة
 * أكثر من دعاء لله عز وجل من زكريا عليه السلام واستجابته تعالى  ، رغم ماقد يبدو من صعوبة أو استحالة مايطلبه
ولكن الله اختصه دون غيره رحمة منه وهو الرحمن القادر
*قصة حمل مريم عليها السلام وهى العابدة القانتة الطاهرة ، ولطف الله ورحمته بها بأن أرسل إليها ملكا فى صورة رجل جميل
الهيئة ، طمأنها .
* جعل الله عيسى بن مريم يتكلم فى المهد ليبرئ أمه أمام قومها - وكانوا يجنحون إلى اتهامها بالبغاء وحاشاها وهى القانتة
الطاهرة ، من نذرتها أمها لخدمة المعبد (الدين) ، وهى من كفلها نبى الله زكريا عليه السلام
#جعل الله الوليد عيسى - عليه السلام-يطمئن أمه وتقر به عينها إذ  أخبرها أن الله آتاه الكتاب وأنه نبى ، مبارك ، وأن الله تعالى
قد أمره  بالبر بوالدته ، و لم يجعله جبارا شقيا  ( الآيات من 30 إلى33 )
* حديث إبراهيم عليه السلام مع أبيه ودعوته له للإيمان
هذا الحديث يعكس جوا من رحمة إبراهيم بأبيه فخاطبه بلين ورحمة وأوضح له أنه يخاف عليه من الكفر ومن العذاب ووعده أن يستغفر له ربه
ونلاحظ رحمة إبراهيم بأبيه حتى مع تهديد الأب له بالرجم والهجر فلم  يلفظ بما يمس أباه بكلمة واحدة
*وكذلك تجلت رحمة الله مع نبيه موسى عليه السلام إذ  ناداه من جانب الطور ، وقربه (وقربناه نجيا)

    وتكررت صفة الرحمن بالسورة 16 مرة 
  وكذا وردت صفة الود  ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )  96
ففى الآية وعد من الله لعباده المؤمنين بالود  أو المودة جزاء من رب كريم رحيم
    
* وصف الجنة وأهلها ورزق الله لهم فيها والسلام الذى يحيون فيه - جزاء من الله الرحمن الرحيم

*** أمر الله يحيى -عليه السلام- أن يأخذ الكتاب بقوة أى أن يقوم على الدين وأحكامه بجد واجتهاد وحرص
وهذا ماينبغى لكل مسلم  

***                 /////// التو حيد ////////
الآيات فى سورة مريم تقرع القلوب بشدة فى استنكارها للشرك 
وبيان الآيات لرفض الكون كله للإشراك بالخالق عز وجل .
- الآيات من 88 إلى 93  -
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)

و لضخامة الجرم - الشرك بالله- فقد وضحت الآيات حساب الله الدقيق لمخلوقاته وعذابه الشديد للمشركين 

وأقام الله الحجة على المشركين فلا عذر لهم إذ أرسل لهم رسوله صلى الله عليه وسلم
مبشرا ونذيرا وأرسل معه الكتاب-القرآن الكريم- 
ليبين لهم الحق و يأتى لهم بأخبار الأولين  للعظة والعبرة 

وتعهد الله سبحانه أن يحفظ القرآن فلا يطاله تحريف ولا تغييرويظل كما أنزله الله تعالى  
دون تبديل . 
******************* 
وسورة مريم بيان لعظمة الإسلام وأنه دعوة الحق 
فالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام نبى الله دعا بدعوة الحق "التوحيد"وأقر بعبوديته لله تعالى وأن الله واحد أحد لاشريك له ولاولد 
وأمه مريم هى الصديقة ، القانتة لله ، الطاهرة .
---وجدير بالذكر أن القرآن ذكر تكلم المسيح عيسى فى المهد وتبرئته لأمه أمام قومها. 

----------------  "سورة مريم "

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63) وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74) قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75) وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98) .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------




  

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

نتدبر معا :"سورة إبراهيم"

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)
 وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)
اسم السورة "إبراهيم"
إبراهيم -عليه السلام- أبوالأنبياء - أصل شجرة النبوة الذى نشأ فى قوم يعبدون الأصنام ، ولكنه رفض عبادتها واتجه للبحث عن ربه- وأعمل عقله - فهداه الله تعالى  فكان اليقين والرسالة

 وتحمل المشاق  وسلك كل السبل لمرضاة ربه ، ووصفه ربه ب "إبراهيم الذى وفى "
وإبراهيم عليه السلام هو خليل الرحمن
..لماذا اتخذ الله إبراهيم خليلا ؟
(والخُلة هي : المحبة التي تخللت روح المحب ، وقلبه ، حتى لم يبق فيه موضع لغير المحبوب)
:قال ابن كثير –رحمه الله-"وإنما سمي خليل الله : لشدة محبة ربه عَزَّ وجَلَّ له ؛ لما قام له من الطاعة التي يحبها ويرضاها"
استحق هذه المنزلة العلية- وشاركه فيها محمد عليه الصلاة والسلام – لعظيم صفاتهما وأفعالهما
فعن جُنْدَب بنِ عَبْدِ الله البَجَلي رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يَقُولُ : (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا ، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا) رواه مسلم (532) .
ونسب الله تعالى الدين والملة إلى إبراهيم عليه السلام   
(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/ 95

قال الله تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ)     النحل 120،122

(وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) النجم/37 .
3- قال الله تعالى : (إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ)      هود 75 
: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ . إذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالوا سَلامًاً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ . فَرَاغَ إلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ . فقَرَّبَهُ إلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ)     الذاريات 24 

ووضحت الآيات صفات إبراهيم عليه السلام ؛ فقد كان قانتا(خاشعا متضرعا شديد الطاعة لله ) ، مائلا عن الشرك ،  شاكرا لأنعم الله  أواها (كثيرالتضرع والذكر والدعاء والاستغفار)، منيبا : أى دائم الرجوع إلى الله مقبلا عليه ،  كريما
 وكما ذكرت آيات أخرى  بالقرآن الكريم ؛ فقد كان عطوفا بارا بأبيه إذ حاول بلطف أن يجذبه للإيمان
---------------------------------
وسورة إبراهيم هى الرابعة عشرة بين سور المصجف
تسبقها سورة "الرعد" التى تسبقها ثلاث سور بأسماء الأنبياء : يونس ، وهود ، ويوسف .

وسورة إبراهيم مكية
ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظل بمكة ثلاثة عشر عاما بعد نزول وحى الله إليه ، وتكليفه بالرسالة ، 
وكان لزاما خلالها التأصيل للرسالة أى إقامة وترسيخ قواعدها.. التى هى "العقيدة"
ومعلوم أن العقيدة تشمل أمور التوحيد  والرسالة  واليوم الآخر (الساعة –البعث - الحساب)
 أما الأحكام والتشريع فقد كانت مرحلة تالية ، بعد الهجرة النبوية الشريفة إلى يثرب (المدينة المنورة) وبدء تأسيس "الدولة" الإسلامية
أو الكيان أو الخلافة التى تحكم المسلمين وتنشر دين الله وأحكامه سبحانه وتعالى  فى كل بقاع الأرض
- ومعلوم أن رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم- النبى الخاتم- قد بعثه الله للناس كافة وليس لقومه فحسب كحال كل من سبقه من الأنبياء والرسل –
وهكذا جاءت سورة إبراهيم "المكية" متضمنة مايخص العقيدة ، خاصة  (الرسالة)


ونجدأن سورة إبراهيم تتناول بتركيز الرسالة والرسل     
وقد تردد فى السورة  لفظ أرسلنا والرسل بصيغ مختلفة حوالى عشر مرات

الآيات 9 ، 10 ، 11 ، 13 ، 44  ، 47

     ولعله من المناسب هنا ذكر دعاء إبراهيم أبى الأنبياء (ومن أعاد بناء الكعبة المشرفة بتكليف من ربه)
وإبراهيم عليه السلام هو من سمانا "المسلمين " فنسب الله تعالى له الملة (... ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك..)  128 البقرة

وتجدر الإشارة إلى استجابة الله تعالى لدعاء إبراهيم عليه السلام فارسل محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا  
ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم   / 129البقرة
      -واقرأ كذلك سورة البقرة الآيات من 124 إلى 132-


والسورة تسرية وتثبيت للرسول عليه الصلاة والسلام وللمؤمنين وتقرير لوعد الله بنصرة رسله والمؤمنين وقد ذكرت السورة حال  أقوام سابقة مع رسل الله إليهم ومالاقاه هؤلاء النبيون عليهم السلام ، والمؤمنون من عذاب المكذبين الكفار . 

آيات من السورة :
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)

وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) 

 يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)

.....وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)

رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) 

 وكشرح عام سريع لما تضمنته الآيات فهى تقرر وحدانية الله وأنه الخالق المنعم بنعم كثيرة على عباده تستوجب شكرهم له وإيمانهم واتباعهم صراطه المستقيم ، ومالكتاب (القرآن الكريم) الذى أوحى به الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ليعلم  كل من له قلب وعقل بما أمر به الله
وذكرت الآيات كثيرا من نعم الله و من الجنات ، وحال الكفار(من لم يشكر نعمه) من عذاب جهنم
وتوعد الله الظالمين (الذين ظلموا أنفسهم بكبرهم وعنادهم وكفرهم وجحودهم نعم الخالق سبحانه) وبينت الآيات حالهم مع الشيطان وتخليه عنهم يوم الحساب .
ملحوظات :
* روى البخارى ومسلم عن البراء بن عازب رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "المسلم إذا سُئل فى القبريشهد
ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله  " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" (27)

 رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)
يُلاحظ كثرة دعاء إبراهيم عليه السلام و(الدعاء هو العبادة)

*  رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)
وقدمت السورة نموذجا من أعمال الشكر لله (الصلاة) ، ومعروف منزلتها فهى تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصلاة أول مايحاسب المسلم عليه يوم القيامة .
- جاء ذكر الصلاة آية 37 ، 40 -

* (صبّار شكور) هى الصفة التى ينبغى أن يكون عليها المؤمن ، فحياة المؤمن هى بين الصبر والشكر -  آية 5 ، 6  -
وفى الصبر والشكر اتجاه إلى الله وتعلق به وتوكل عليه وهذا ما أشارت إليه الآيات


* وعد الله بإهلاك الظالمين وأوحى بذلك لرسله وهو سبحانه عزيز ذو انتقام ، ونصت الآيات على أنه قد خاب كل جبار عنيد - آية 13 ، 14
 فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)

 * أول سورة إبراهيم وآخرها (إجمال) ومابينهما (شرح أوتفصيل)
فى الآية الأولى "الر" من الحروف المقطعة ولايعلم معناها إلا الله سبحانه وتعالى ، وهى (إعجاز)
 ثم تتحدث الآية عن الكتاب(القرآن)وهو(إعجاز) ورسول الله (محمد صلى الله عليه وسلم)الذى أنزل عليه القرآن
..ويخاطب الله رسوله عليه الصلاة والسلام ويخبره بالهدف من الوحى إليه بالقرآن وهو أن يُخرج الناس من الجهالة إلى الإيمان بإذن الله ، وليتبعوا طريق الله الصراط المستقيم
... وفى آخر آية من السورة (الخاتمة) وهى تركيز وإجمال : بلاغ - إنذار - علم
والأساس العلم  أى أن يعلم كل من له قلب وعقل أن الله واحد - (الوحدانية)أساس دين الإسلام .

الجمعة، 29 نوفمبر 2019

دردشة !


نعم أحببت الحياة -كما خلقها الله -  .. جميلة 
 وجمال الطبيعة يشرح الصدر، ويفتح القلب بالإشراق ويجعله بصفاء  يفكر !
وهكذا جعل الله الجمال زينة لها - لتنفتح القلوب وتصل بعون الله ومشيئته إلى هداه
الجمال دال على الخالق
جمال المنظر ودقة الصنع وإتقانه دليل على طلاقة القدرة 
.. والإحساس بالجمال شئ فى البشر ولكنه يتفاوت
ومن كان إحساسه مرهفا كان الأقدر على تذوق الجمال
والأجمل من هذا هو الانصراف إلى خالق  هذا الجمال
فلا ينشغل الإنسان بالنعمة وإنما بالمنعم عز وجل

"إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا "   7الكهف

وجميل أنه بمجرد أن تقع أعيننا على شئ جميل ؛  نهتف - تلقائيا- : " الله "
سبحان الله




إ
إعجاز الخالق  هذا الكون البديع ، متقن الصنع ،
المعجز فى ألوانه وتناسقه وجماله فوق قدرة البشر
 - "الله" - ليس كمثله شئ - خلق من عدم وعلى غير مثال سابق
   إن الكون كله يشهد بوجود الله ووحدانيته
إن  قوانين عامة تحكم كل المخلوقات و عناصر مشتركة بين المخلوقات ؛  فمثلا :

أنظر إلى العناصر التى تتكون منها التربة أو الأرض وعناصر جسم الإنسان
        .........  والماء(وجعلنا من الماء كل شئ حىّ)

               إذاَ... قضية الخلق هى أول مفتاح لمعرفة الله سبحانه
الحمد لله
الحمد لله أن هيأ لى ظروفا ساعدتنى على حب الطبيعة والشغف بملاحظة عناصرها
والتمتع بجمالها
  وفعلا فمرحلة الطفولة هى الأساس فى تشكيل وجدان الإنسان ، وربما  كانت المدرسة
     فى المرحلة الابتدائية والإعدادية كانت مدرستى(قصرا) جميلا فى مبناه وفى حديقته
بالإضافة لمدرّسة رقيقة كانت تعتنى بالأطفال وتتبع طرقا محببة لتجذبهم لممارسة الرسم
كنت أنتظر حصة الرسم .. وأشعر فيها بأننى انتقلت لعالم آخر .. كانت سعادة وراحة لايماثلها شئ
ومازلت أذكركيف كنا نأخذ حصص الرسم فى حديقة المدرسة ، حيث نجمع مايروق لنا من وريقات قليلة ملونة ونبدا فى رسمها محاولين نقل حدودها وتفاصيلها!
ومع الشعور بالجمال وبالمشقة فى-مهمتنا- هذة لمحاولة(المحاكاة) -  يترسب فينا شئ !
سبحان من صنع وأتقن ورقات الشجر هذه التى عجزنا عن صنع (مثلها) !!

   ومما أذكره أيضا أنه فى مرحلة سنية سابقة ، كانت معلمتنا تأخذنا خارج الفصل ،
 وتطلب منا جمع أغصان الشجر الصغيرة المتساقطة ثم نجلس  ليخط  كل طفل  بالغصن الصغير معه  ماتطلبه  المعلمة
.. كانت حصة الرسم لعبا وتربية جمالية !
واستمر عالم الفنون التشكيلية شيئا مبهرا يعيش معى ،
يأخذنى بعيدا حيث الاتساع بلا حدود - خيال جميل - من صنعى أنا - يرضينى - ويأخذنى بعيدا عن واقع صلد جامد
مفروض بلا رحمة ولا إنسانية فى معظم الأحوال ..!
أريح داخلى - وأرتب أفكارى - لأرجع للدنيا (الواقع ))
--------------------- مازلت أرسم - حتى بعد أن توقفت وبعدت الفرشاة عن الألوان !
الحمد لله - الآن تتكون اللوحة فى مخيلتى وبدلا أن أعلقها على الحائط أصبحت أعلقها فى نفسى -داخلى !
--- كل شكل جميل فى الطبيعة أو فى حياتى أصنع له بروازا أو إطارا
...................وأحيانا تساعدنى الكاميرا فآخذ (المنظر) أو اللقطة أو (اللوحة)
الحمد لله - لولا هذا لمت  من الجفاف والقسوة !
هذه هى (رحلة الجمال)
                                                                            https://s-a-l-a-m.blogspot.com/2013/02/blog-post_25.html
                                                                         
  https://s-a-l-a-m.blogspot.com/2013/02/blog-post_25.html
https://s-a-l-a-m.blogspot.com/2013/04/blog-post_12.html
أما (رحلة الدين) ؟ - ولا أدعى شيئا متميزا ولا صلاحا والتزاما متفردا -  فأنا من العاديين طبعا وإن كنت (((أحاول)))...  
 وما أدعيه حقا هو كثرة االدعاء والالتجاء لله تعالى لإحساسى بالقصور والعجز واحتياجى الشديد له

أفر وأضرع  إلى الله دائما - أسأله سؤال العاجز الذى يرجو رحمته  ورضاه .

نبدا من مرحلة المراهقة المبكرة :

   وجدت شيئا داخلى يتساءل ويأبى أن يسكت !

وكان لزاما علىّ أن أبحث فيما أنا فيه :

جردت عقلى وجعلته كصفحة بيضاء أخط فيها من جديد كل ما أصل إليه بنفسى !

فأخذت أقرأ كل ما أستطيع عن دين الإسلام ، وكنت أتحرى فأختار كتب العلماء الثقاة وبالذات (الأزاهرة)
 وفى مرحلة تالية ومتأخرة
 كان حدث جميل أكرمنى الله به 
والحمد لله -- هيأ لى ربى فرصة الدراسة المنهجية المنتظمة للإسلام لسنوات - بعد بكالوريوس دراستى العادية الأخرى-

والحمد لله أننى تلقيت علما من أساتذة كبار أزهريين فى الأصل ولكنهم حصلواعلى دراساتهم العليا من دول أوروبا وأمريكا 
أى جمعوا بين ثقافتين (حيث عاشوا فى مجتمعات أخرى )
والحقيقة أننى تلقيت هذه الدراسة باللغة الانجليزية إذ كان الهدف إعداد نخبة ممن أنهوا دراساتهم الجامعية  ليكونوا أداة واعية تعرف دينها وتصل به إلى غير المتحدثين بالعربية

المهم هدف عظيم وجهد كبير بذله علماء أفاضل - جزاهم الله خيرا -

واعترف إننى تعلمت الكثيرمنهم واستفدت من كتب الأجانب والذين تحولوا إلى الإسلام 
ربما لأنهم ألأكثر حماسا لدين الإسلام والأكثر بحثا فيه
ولا أقول أكثر يقينا  من أمثال الذين(ألفوا) حياتهم ونسوا إمعان النظر فى عظمة دينهم وتفرده !!

 .. وأذكر سعادتى وأنا أقرأ تعريفا للإسلام - كان جديدا علىّ - :
Islam is a whole way of life
وكان مفهومى السريع للإسلام  "هو الأركان الخمسة"

ومازلت أذكر حينما بدأت أتصفح كتابا جديدا مقررا..وأُخذت بما قرأت فرجعت إلى المؤلف ، ووجدت اسمه جديدا علىّ.. 
"محمد أسد" هو المؤلف
وأخذت أبحث عنه على الانترنت.. كانت قصة حياته جديرة أيضا
أن تكون موضوع  دراسة متميز ،  فهو يهودى نمساوى (ليوبلد فايس)- اسمه الأصلى -
كان صحفيا و كاتبا ومفكرا ولغويا وناقدا اجتماعيا ومصلحا ومترجما ودبلوماسيا ورحالة
..........عمل فى مدينة القدس وهناك جذبه الإسلام فعكف على دراسته و......... وأسلم ...
وانتقل إلى مكة  ودرس .. وتزوج عربية مسلمة .... وانتقل بين دول عديدة .... وألف كتبا
رائعة .... واشترك فى تأسيس دولة باكستان المسلمة حينما انفصلت عن الهند وعمل مبعوثا ديبلوماسيا لباكستان للأمم المتحدة..........

ولد عام 1900 بالنمسا   /   وتوفى عام 1992 بأسبانيا "غرناطة"

.....  " محمد أسد " .قصة حياة  إنسان رائعة ومتفردة .. يجب أن نتعلم منها الكثير ........
 




الخميس، 28 نوفمبر 2019

حول"سورة القمر"

*سورة مكية (آياتها جميعا نزلت بمكة)
وعنيت بتقرير أصول الدين - العقيدة من وحدانية ونبوة ويوم الحساب
وعنيت بإنذار الكفار وتحذيرهم وبيان عنادهم  وبينت لهم - للعظة والعبرة- ماأنزله الله من عقاب بالأمم السابقة التى كذبت أنبياءه

* وفى السورة تثبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والتسرية عنه(آية6 & 8) مما كان يلاقى من تكذيب المشركين له وإيذائهم له وللمسلمين

* نزلت السورة قبل الهجرة النبوية الشريفة خلال العام الخامس قبل الهجرة

* سأل عمر بن الخطاب أبا واقد الليثى رضى الله عنه ماكان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأضحى والفطر
فقال؛  كان يقرأ فيهما بقاف والقرآن المجيد ، واقتربت الساعة وانشق القمر "  رواه مسلم .
*ترتيبها بالمصحف بين سورتى النجم والرحمن ولهما بهما ارتباط كبير
مثلا :/ فى سورة النجم (آية 50 &  51) إجمال للعذاب والعقاب الذى أوقعه الله على  الأقوام الأولين المكذبين لرسلهم ، وفى سورة القمر تفصيل
وكذا جاء تفصيل لآيات سورة القمر فى آيات سورة الرحمن ، وانظر الآيات التى شرحت جزاء الآخرة وانظر تفصيل حال أهل الجنة

* لاحظ اقتراب المعنى فى آيات من سورة القمر وسورة النجم ففى الأولى(إقتربت الساعة) ، وفى الثانية (أزفت الآزفة)

سبب النزول :
 سأل كفار مكة صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فدعا  الله سبحانه ؛ فكان انشقاق القمر نصفين أو فلقتين ؛  ( كان جبل حراء بين فلقتى القمر)  - ثم التأمت الفلقتان كما نراهما الآن.
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : "بينما نحن مع  رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدا" رواه مسلم 

ولكنهم _ حتى بعد رؤيتهم ماطلبوه من دليل - لم يؤمنوا واتبعوا ضلالتهم ، وقالوا سحر مستمر دائم !
ولكن كل أمر من خير أو شر واقع بأهله وملحق بهم وسيكون الثواب والعقاب يوم القيامة تبعا له .

تأمل تلك الآيات(التى يعرفها معظمنا) من سورة القمر

فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)

        وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)

                       كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)

                                 إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
معانى :
 مافيه مزدجر : مافيه كفاية لردعهم عن كفرهم وضلالهم 
 حكمة بالغة : القرآن الكريم
يوم يدع الداع:إسرافيل ونفخة الصور(بأمر الله تعالى)
 نُكر:أمر منكر فظيع-أهوال القيامة-وعذاب الكفار 
فتول عنهم : يارسول الله(صلى الله عليه وسلم) وانتظر أمرا فظيعا وهو الحساب
يوم عسر :صعب شديد الهول 
وازدجر :انتهر القوم "نوحا"- متوعدين إياه إن لم يكف عن دعوته
إنى مغلوب فانتصر:ضعيف عن مقاومة هؤلاء فانتصر لى بعقاب لهم
ألواح ودسر : ألواح خشبية ومسامير صنعت منها سفينة نوح
عذابى ونذر: عذابى لمن كذب رسلى وكفر
مدكر: مُتعظ                
 ريحا صررا: شديدة البرد(الصر)، ذات صوت مخيف ، ومستمر
أعجاز نخل منقعر:تقتلع الناس فترمى بهم على رؤسهم فتفصلها 
يسرنا القرآن : للتلاوة والحفظ والتدبرلمن أراد (حث)
الكذاب الأشر :المتجبر
إنا مرسلو الناقة: مخرجوها من الصخرة
فتعاطى فعقر :فتناول الناقة بيده ونحرها
صيحة: أرسل الله تعالى جبريل فصاح صيحة واحدة فأباد القوم عن آخرهم فصاروا كالزرع اليابس المحظور عن الإبل والمواشى 
حاصبا : حجارة /بسحر: آخر الليل /فتماروا بالنذر: شككوا وكذبوا لوطا عليه السلام حينما أنذرهم
عذاب مستقر: دائم ؛ استقر ورجمهم بالحجارة وقلب قراهم وجعل أعلاها سافلها
نحن جميعا:أيقول كفار مكة إن أمرنا مجتمع ونحن جمع-إنهم سيُهزمون(هُزمهم المسلمون يوم "بدر")
أدهى وأمر:أعظم وأشد مما لحقهم يوم بدر
كلمح البصر :"كن فيكون" لا يتأخر طرفة عين
أشياعكم : أشباهكم الأولون (يتشيع =يتبع)
فعلوه فى الزبر:الكتب التى كتبها الحفظة
مستطر: مُسطر فى صحائفهم ، يُحاسبون ويُجازون به

 بلاغة :

 1-بدأت السورة بالمعجزة (شق القمر)
  وهى دليل واضح على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم  (وهو الذى نشأ بينهم وأسموه الصادق الأمين !)
ثم ذكرت الآيات القرآن الكريم (وهو معجزة كبرى) وهو آية أخرى بها من الأنباء وأخبار السابقين الأولين الآيات الكثيرة ! 
وفيه ايضا  النذر ونبأ الساعة وماهو آت !
الدلائل واضحة لمن أراد أن يعرف ويؤمن
ولكنهم أعرضوا وكذبوا وافتروا وادعوا أنه سحرواتبعوا أهواءهم !
  لهذا يا أيها النبى فلا فائدة  أن تدعوهم 
     ..  تول عنهم واتركهم   
       هذا تسلسل منطقى
كذلك جاء تسلسل بعث الأنبياء عليهم السلام : نوح وهود وصالح وموسى وقصصهم مع أقوامهم ، وتكذيبهم لهم وإيذاؤهم  والافتراء عليهم ( كاتهامهم بالجنون والسحر )
وكل هذا ذكره القرآن الكريم المعجزة التى أيد الله بها رسوله ولكن المشركين يأبون أن يقرءوه !(فهل من مدكر) وتكررت للتوبيخ والتعجب 

2- كثرة التشبيهات للتوضيح :
" كأنهم جراد منتشر"  7
فى الحركة والتموج والتدافع
*  "كأنهم أعجاز نخل منقعر" 20

3- أسلوب الاستفهام ؟
للتهويل وإلقاء الضوء والتحريض أو الحث على الفعل
 "فهل من مدكر " 15  &  17 &  22 & 32
"فكيف كان عذابى ونذر"  21
"أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ" (43)

4- التكرار :
"فهل من مدكر" 15 & 17 & 22 & 32 & 40 &
"كذاب أشر"  25 & "الكذاب الأشر"  26  
"فكيف كان عذابى ونذر" 16 & 18 & 21 & 30  & 51  / "عذابى ونذر" 37

5- التنكير:
 وهو أسلوب للتهويل وترك الأمر بلا حدود - إلى أبعد مدى 
مثل ( عذابى ونذر) للدلالة على شدة العذاب وفظاعته
وفى الناحية المقابلة للعذاب الكفار المكذبين ، "جنات ونهر" المتقين  المصدقين 
أما ذكر الآيات (مليك مقتدر) فهو الله عز وجل ورغم إن الكفار ينكرونه -سبحانه-
فهو علم  ونور السماوات والأرض ولايحد
 ملكه ولا قدرته حدود

6-وتنتهى أواخر الآيات بنظم وإيقاع منظم جميل يترك أثرا فى النفوس .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
والجو العام للسورة توعد للمكذبين المشركين وترهيب لهم وتركيز على يوم الحساب ومصيرهم فى العذاب الفظيع 
 ولم تتحدث السورة كثيرا عن جنات ونعيم المتقين ولكن "سورة الرحمن"التى جاءت بعدها- أفاضت فى هذا 
==========================
.

الخميس، 21 نوفمبر 2019

تأملات:"سورة غافر"

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)

هى سورة مكية 
وهى من الحواميم وهى التى تبدأ ب "حم"

وعددهم سبعة هم :
غافر ، فصلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف .
بعض جوانب سورة غافر  :
   1- بعض صفات الله تعالى
    2-مشهد حملة العرش ومن حوله سبحانه من الملائكة
     3- مصير أمم سابقة وعقاب الله لهم
      4- جانب من قصة موسى عليه السلام مع فرعون  الظالم
       5- فبها -دون غيرهاا- ذكر لمؤمن آل فرعون
         6-فيها تسرية للرسول عليه الصلاة والسلام وتثبيت لقلبه -والمسلمين-
          7-عددت السورة آيات كونية دلالة على وجود الخالق وعظمته
            8--مع الدعوة لعبادة الله الواحد (الوحدانية) ، أكدت الآيات على الإخلاص(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) 
              
وفى السورة ما يثبت عذاب القبر
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)
---------------------
1)- بدأت سورة غافر بذكر إسمين من أسماء الله الحسنى وهما "العزيز" ، "العليم "وذلك فى الآية الأولى
2)- وفى الآية الثانية  "غافر الذنب" ،"قابل التوب"، "ذى الطول"
 وذكرت "لا إله إلا هو" "إليه المصير
وذكرت عنه تعالى أيضا أنه"شديد العقاب"  
ونلاحظ  أن الآيتين الأولى والثانية جاءتا تمهيدا لكل ماتلاهما
وذكر اسمى العزيز(من له المنعة)و العليم(مطلق العلم)  مناسبا  لذكر صفتى المغفرة (غافر الذنب وقابل التوب) ،والمقدرة (ذى الطول)
فالله تعالى القوى القادر يعلم عن خلقه كل شئ (فى الظاهر والباطن)وقادر على المغفرة دون معقب ، وقادر كذلك على العقاب بلا اعتراض ولا مراجعة من أحد  فلا إله غيره ينازعه الحكم والملك  "لا إله إلا هو"
 وهو من يجمع الناس ليوم الحساب ، فلا مصير إلا إليه (إليه المصير) - فهو من يحاسب والحساب واقع لامحالة إما مغفرة أو 
عقاب وعذاب - جنة أو نار
          أسلوبا الترغيب والترهيب معا
ففى "الترغيب" نجد رحمة الله- وعلمه- التى (وسعت) كل شئ (آية7)وتأمل كلمة(وسعت).
                   *وقبلها(آية3) نجد" غافر الذنب" قد سبقت "قابل التوب" لعظم مغفرة الله وكرمه وحبه للمغفرة -هو أهل التقوى                         وأهل المغفرة- .
                   * زيادة فى الترغيب فى طاعة الله فقد جاء فى السورة( آية8) أن الله يلحق بعبده الصالح -فى جنات عدن-أهله الصالحين :
             ( ... وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ...)
& وحذر الله رسوله صلى الله عليه وسلم من الكفار ، وطمأنه  .. فلا يُخدع بجدالهم وكيدهم  فهو باطل وضلال  (آية 25) لاقيمة له 
---------------------------
مضت الآيات بين الترغيب والترهيب
خطان متضادان  
وذكرت حال المؤمنين ومايقابله من حال الكفار فى كل من  الدنيا ، و الآخرة
فذكرت حال فرعون الكافر الظالم وأعوانه
وذكرت حال (مؤمن آل فرعون) وهو من قوم فرعون ، وكان يكتم إيمانه ، ولكنه اضطر أن يجادل قومه-أتباع فرعون - وأن يدعوهم إلى الإيمان بالله الواحد القهار
بربهم وجاء المنطق فى الآيات  بصورة رائعة ، عسى أن تقتنع عقول الكفار ويؤمنوا بالله الواحد الحق ، ولكن الضلال قد تمكن منهم وطمس بصيرتهم 

ويُلاحظ قوة المنطق وكمال الحجة التى ساقها مؤمن آل فرعون - والأسلوب الذى اتبعه أسلوب مثالى لأى داعية لدين الله
فقد اتبع مع قومه أسلوبا لينا  ليستميلهم ليسمعوا له وليقبلوا دعوته عسى الله أن يهديهم للإيمان 
فاستعمل صيغة الجماعه فى حديثه ليشعرهم أنه منهم يشعر بهم ويحرص على مصلحتهم -(آية 29)"ينصرنا"، "جاءنا"
وكرر كلمة (قوم) أو قومى(آية 29 ، 30، 38، 41) .

وجاءت الآيات تسرية وتثبيتا لرسول الله عليه وسلم وللمؤمنين
وضرب الله مثلا (فرعون) وهو قمة الظلم والفساد ، ولكن الله مكن منه نبيه موسى عليه السلام فأغرقه
ونصر الله  نبيه والمؤمنين
إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)
 وبين الله الطريق لذلك النصر وهو
   الصبر و الاسستغفار  والتسبيح بحمد الله

فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)


لنتدبر سورة ا\

من على "تويتر " !

 يعنى للذكرى ! فقد قيل أن "تويتر" سيتخلص مما عليه من أحمال (تغريدات سابقة) ! نعم نحن المسلمين مختلفون #المسلم أساس عقيدتنا"ا...