بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29) قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (42) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (43) وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45) قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50) وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51) وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)
----------------------------------------
*** سورة سبأ مكية أى تعنى بأمور (العقيدة)
وقد عُنيت الآيات بهذه الموضوعات:
وقد عُنيت الآيات بهذه الموضوعات:
(الله)سبحانه وتعالى - رسول الله صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة
أو :التوحيد والرسالة والحشربدأت السورة ب "الحمد لله"
وسورة "سبأ" واحدة من خمس سور بدأت بحمد الله وهى : الفاتحة , والأنعام ، والكهف ، سبأ ، وفاطر
أو :التوحيد والرسالة والحشربدأت السورة ب "الحمد لله"
وسورة "سبأ" واحدة من خمس سور بدأت بحمد الله وهى : الفاتحة , والأنعام ، والكهف ، سبأ ، وفاطر
*** اسم السورة "سبأ نسبة إلن مكان اسمه سبأ فى جنوب الجزيرة العربية (اليمن) وكانت به مملكة سبأ ، و"سبأ " كان اسما لرجل عاش فى هذه المنطقة وكان له عشرة أولاد منهم من ظل فى الجزيرة العربية ومنهم من رحل إلى الشام
..وأسسوا الممالك .
..وأسسوا الممالك .
وقامت فى جنوب الجزيرة العربيةهناك –فى اليمن - حضارة معروفة ساعد على قيامها وفرة المياه ، فقامت(جنتان) أى الزروع المتصلة الكثيفة على ضفتى الوادى ، والتى كانت فى حقيقتها جنات ، سببت لأهل هذه المنطقة رغد العيش و العمران
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)
واستطاعت مملكة سبأ أن تنظم هذا الماء الوفير لتضمن تمام الاستفادة به ،فأقامت سد "مأرب" - الذى جاء ذكره فى القرآن الكريم-
ورغم نعم الله السابغة على قوم سبأ إلا إنهم لم يشكر وا لربهم الذى رزقهم وبطروا النعمة وأعرضوا عنه سبحانه وكفروا
وماذا كانوا يريدون رغم ما أعطاهم لهم الله ؟ ( بلدة طيبة ورب غفور ) !؟
ولكنه الكفر الذى هو الضلال والذى لايوّلد إلا ضلالا !
و"قسوة القلوب" التى قد يولدها الاستقرار والترف والغفلة !
أنظر ماذا طلبوا من ربهم رغم ماهم فيه من غنى ورغد عيش !؟
و"قسوة القلوب" التى قد يولدها الاستقرار والترف والغفلة !
أنظر ماذا طلبوا من ربهم رغم ماهم فيه من غنى ورغد عيش !؟
لقد صور لهم الملل والسأم الناتج من حياتهم المترفة لو أن الله باعد بين قراهم التى كانت متقاربة عامرة يرتاحون فيها على طول الطريق خلال أسفارهم ولايكلفون أنفسهم مشقة حمل زاد أو ماء من قراهم ليرتحلوا لتجارتهم
إلى الشام أو غيره فالطريق عامرة بقرى كثيرة متلاصقة وكلها مليئة بالخيرات والعمران
وجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18
فقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(19)
وكان جزاءهم أن أرسل الله عليهم (سيل العرم)- وهو سيل عارم شديد أخذ بجناتهم وترك مكانها ماهو أقل وأدنى من النباتات – خمط وأثل وسدر- فتبدل حالهم ! وذهب غناهم !
فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)
وكما سبق القول ؛ فسورة سبأ سورة مكية تعنى بالعقيدة وأُنزلت بمكة أى فى بدء الدعوة للترسيخ للعقيدة وفبل أن يهاجر المسلمون إلى المدينة المنورة وقبل أن يعنى التنزيل الحكيم بالأحكام فى السور المدنية
ومع ذكر سبأ كان الجمال والحكمة فى ذكر داود وسليمان - عليهما السلام- :
** ففى نفس المكان - سبأ- ومع مملكة سبأ جرت أحداث بين أهل هذا المكان ونبى الله سليمان عليه السلام ؛ فقد كانوا يعبدون الشمس ويكفرون بالله ، فأخبر الهدهد سليمان ( الذى أعطاه الله ملكا لم يعطه أحدا وعلمه منطق الطير والكائنات وسخر له الريح والجن وأسال له النحاس- عين القطر- )
وبعث سليمان بكتابه إلى ملكة سبأ يدعوها وقومها للإيمان بالله وأن يأتوه مسلمين
وكانت ملكة سبأ (بلقيس)عاقلة ؛ استشارت قومها ، وبحثت الأمر ، وتيقنت من صدق وعظمة دعوة سليمان ودخلت وقومها دين الله (اقرأ سورة النمل)
القارئ أو المستمع أو المتدبر لسورة "سبأ" لابد أن يتطرق ذهنه
للمقارنة بين
رعونة وطيش هؤلاء القوم الذين كفروا وسألوا الله أن يباعد بينهم وبين قراهم ! ، وهؤلاء الذين استجابوا لدعوة سليمان وأعملوا عقولهم ... وكلاهما من نفس المكان !!
ولاشك أن المقارنة هى وسيلة توضيح للأمور !
** ذكر "داود" عليه السلام فى سورة سبأ هو ذكر لجانب مضئ مغاير لحال أهل سبأ
الذين عموا عن نعم الله وكفروه
أما داود عليه السلام فقد كان رجاعا أوابا شاكرا لأنعم الله
آتاه الله من فضله فجعله نبيا ، وألان له الحديد وعلمه صنعة الدروع
وكان شجاعا (قتل داود جالوت)
وكان يصوم يوما ويفطر يوما (صيام داود)
وكان دائم التسبيح لرب العزة ، حباه ربه بصوت جميل تنصت له الجبال والطير وتسبح معه .
--------
** وكذلك ذكرت الآيات فى سورة سبأ نبى الله سليمان عليه السلام الذى سخر الله له الريح فى غدوها ورواحها وسخر له الجن تعمل له ما يأمرها به بإذن ربه وأسال وأداب له النحاسومع ذلك لم يطغ سليمان ولم يتطرق إليه الكبر والغرور ، ولم تلهه النعم عن ذكر ربه ، بل كان أوابا رجاعا شاكرا لأنعم الله ، امتدحه الله تعالى (اقرأ سورة ص)
________________________________________________________________
الشكر والحمد
بدأت سورة سبأ بالحمد لله
الملك ، الحكيم ، الخبير ، العليم ، القدير ، من له الأسماء الحسنى – سبحانه له الحمد فى الأولى والآخرة .
والحمد والشكر لله واجب
و يقال أن فرقا بينهما
وإن كان الحمد أعم – والحمد فى معناه هو الثناء على الله تعالى بما هو أهله-
وعادة مايرتبط الحمد بالقلب واللسان
والشكر بعمل الجوارح (فنقول:"سجدة شكر" )
....اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور (13)
وحمد الله وشكره حيث أمرنا سبحانه بهما ، وعلمنا كيف نحمده ونشكره - منذ بدء الكتاب : فاتحة الكتاب –
وبين لنا جزاء شكره
لئن شكرتم لأزيدنكم
**************************
ولا يتأتى الشكر إلا برسوخ العقيدة ؛
ومعرفة الأصول الثلاتة وهى التوحيد والرسالة والحشر
أو : -1- الإيمان بالله ومعرفته أولا : الآيات تعّرف بالله سبحانه وعظمته
...الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يعلم مايلج فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ(2)
-2- ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون (28)
(46) قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
ودكر أنبياء الله (داود وسليمان عليهما السلام )
وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِير (45)
-3- ومعرفة الساعة ومشاهد الحساب يوم القيامة :
قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30
(31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
************************************************************************
************************************************************************
تفسير لبعض الكلمات / وملحوظات :
سبأ: هو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، ونسبت إليه قبيلته ، ثم المكان أو (مسكنهم) والمسكن موضع السكن وهو (مدينة مأرب الآن) – اليمن - .
***
الحكيم :الدى أحكم أمر الدارين ودبره بمقتضى الحكمة- وهى وضع الشئ فى موضعه –
***
الخبير ؛ هو الدى يعلم بواطن الأمور ومايخفى فيعلم مايلج (يدخل) فى الأرض من الأموات والدفائن ...الخ ومايخرج منها من نبات وحيوان وغازات ومعادن وماء العيون ... الخ
وماينزل من السماء : كالملائكة والكتب والأرزاق والمطر والصواعق
ومايعرج فيها : كالملائكة وأعمال العباد واأبخرة والدخان ......الخ
***
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)
مواضع ثلاثة فى القرآن الكريم أمر الله فيهن رسوله الكريم بالحلف :
مواضع ثلاثة فى القرآن الكريم أمر الله فيهن رسوله الكريم بالحلف :
( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق ) يونس 53
(وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم ) سبأ 3
(وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم ) سبأ 3
(زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) التغابن 7
***
والَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيد(7) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ والضلَالِ البعيد( 8)
كان المشركون يسخرون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثه عن الساعة والبعث بعد الموت ويرونه محالا فكيف يعاد خلق أو بناء الإنسان من جديد بعدما مات وهلك وتمزق أو تبعثرت أشلاؤه ؟ وكانوا يرونه ضربا من اختلاق الكدب أو الجنون
وقارن بين الآية السابقة(آية 7) وآية 19 ولاحظ أن نفس الألفاظ وردت فى الآيتين (كل ممزق) -وكان جزاء الله تعالى للساخرين من "البعث" - أو كما يقال "الجزاء من جنس العمل"-،
وجعل الله الساخرين (أحاديث) يسمر بها الناس ، ويضربون بهم الأمثال .
وقارن بين الآية السابقة(آية 7) وآية 19 ولاحظ أن نفس الألفاظ وردت فى الآيتين (كل ممزق) -وكان جزاء الله تعالى للساخرين من "البعث" - أو كما يقال "الجزاء من جنس العمل"-،
وجعل الله الساخرين (أحاديث) يسمر بها الناس ، ويضربون بهم الأمثال .
***
قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد (47)
هذه حجة على الكافرين ودليل لرسول الله عليه وسلم – رسول الله الصادق الأمين .
***
الأكل: الثمر &الخمط : كل شجر مر له شوك & أثل : شجر معروف & سدر : شجر النبق .
***
وَلو تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (51) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ يقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)
***
التناوش : التناول السهل لشئ قريب
ويقذفون بالغيب من مكان بعيد : أى يقولون مالا يعلمون
التناوش : التناول السهل لشئ قريب
ويقذفون بالغيب من مكان بعيد : أى يقولون مالا يعلمون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق