خواطر حول سورة "القصص" :
مكية – عدد آياتها 88 - نزلت بعض آياتها
أثناء هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة -
هى بعد
النمل نزولا وترتيبا فى المصحف
معنى القصص : قص : تتبع الأثر .. أى الحكى
وتتبع الأحداث حتى نهايتها...
وقد سمى القرآن الكريم القصص التى وردت به القصص (الحق) لأنها واقعية ,
حقيقية وليست خيالا , وأسماها كذلك (أحسن القصص) فمن أصدق وأحسن من الله حديثا
وقيلا
وقد ورد بالسورة قصة موسى مع فرعون
, وعرجت السورة إلى قارون مع قومه – بنى اسرائيل -وكيف علا وتكبر وأفسد فى الأرض –
كحال فرعون - فخسف الله به الأرض وبداره ( عاقبة الظالمين المقبوحين)
فرعون وقارون : وهناك علاقة بين فرعون وقارون فكلاهما بغى
وأفسد فى الأرض وتكبر على الناس وعلى رب الناس – سبحانه – ففرعون يجعل من نفسه
إلها ! – تعالى الله عما يصفون -
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ
إِلَـهٍ غَيْرِي..... 38
وقارون ينسب نعمة الله عليه (الكنوز أو
المال) إلى نفسه وعلمه !
قَالَ إِنَّمَا
أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي..... 78
وكلاهما من المفسدين فى الأرض :
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا
فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ
يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ
الْمُفْسِدِينَ 4
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ..... 76
مناسبة السورة : نزلت سورة القصص وقت هجرةالرسول الكريم مطاردا محزونا ,
غير مستقر المقام , فأنزل الله سورة القصص تحمل من الوعد والبشرى للرسول مايثبت
فؤاده ويعينه على الصبر والتحمل ,
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي
مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ 56
محور السورة : وإن اله اذى أوحى إليك القرآن بالحق – معجزة القرآن
ومصداقيته – (( يعدك))
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ..... 85
.. هذه السورة تؤكد أن وعد الله
حق (الثقة فى وعد الله)
..... وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ
لَا يَعْلَمُونَ 13
أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ
..... 61
وعدان لأم موسى : فلقد وعد الله أم موسى وعدين , أولاهما عندما
أوحى إليها أن تلقى وليدها فى اليم إنقاذا له من فرعون الذى أمر بقتل كل المواليد
الذكور خوفا من ولد من بنى إسرائيل يولد ذاك العام ويسلب منه ملكه كما رأى فى
منامه وكما فسره له الكهنة ..
حكم الله الحق العدل : ولقدعلا فرعون فى الأرض وتكبر وملأ الدنيا فسادا
فكان حكم الله الحق , وبعث موسى برسالة
الهدى , وكذلك نصح الناس لقارون
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا
يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ
إِنَّهُ كَانَ مِن الْمُفْسِدِينَ 4
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ
إِلَـهٍ غَيْرِي..... 38
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ
وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا
يُرْجَعُونَ 39
إِنَّ قَارُونَ كَانَ
مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ..... 76
قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي..... 78
وكان على الله أن بحفظ نبيه من فرعون , فأوحى إلى أم موسي - الخائفة على
وليدها- أن تلقيه فى اليم ! ووعدها برده
إليها ,
...إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ 7
ومكن الله لموسى والمؤمنين , وخلصهم من الظالمين – قانون الله فى
الأرض-
فَأَخَذْنَاهُ
وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الظَّالِمِينَ 40
ونلاحظ تشابها بين حالى محمد
صلى الله عليه وسلم وموسى عليه
السلام , فكلاهما عانى من الظلم والخوف والحزن وهجر وطنه وقومه , فهاهو موسى عليه
السلام يهاجر ويلتقى بشعيب عليه السلام ويلبث فى مدين عشر سنوات
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ
عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ..... 27
وكذلك رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
هاجر من مكة موطنه إلى المدينة ولبث فيها ثمانية أعوام أتمها عشرة عندما أتم الله
نعمته وأكمل دينه ورضى لنا الإسلام دينا
ونصر الله دينه , وعزز دعوة الحق , ودحر قوى
الفساد فى الأرض , ومكن للذين استضعفوا وأوذوا فى سبيله وجعلهم أئمة فى الأرض الوارثين لها .. وليسود حكم الله وعدله فى أرضه
قانون الله فى أرضه :
ماجعل الله النصر والتمكين فى
الأرض إلا لمن لايريدون علوا فى الأرض ولا فسادا
, هؤلاء الذين يتقون الله
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 5
تِلْكَ الدَّارُ
الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا
فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 83
وتؤكد السورة على معنى
الألوهية :
وَهُوَ اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي
الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 70
وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 88
ويعد الله
تعالى عباده المؤمنين النصر والتمكين شرط الإنابة إليه وشكر نعمته والتوكل عليه .. وكان هذا حال موسى عليه السلام :
قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *قالَ رَبِّ بِمَا
أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ 16- 17
فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ
الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن
يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ 21-22
الإعجاز العلمى فى السورة :
جاء ذكر اسم (هامان) فى القرآن:
1- فلقد اكتشف علماء الأثار- مؤخرا - اسم (هامان) مكتوباعلى قاعدة المسلة
الفرعونية الموجودة بفيينا , وأن "هامان "هو مهندس البناء والمسئول عن
المحاجر ...
2- كيف عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو الأمى من شبه الجزيرة العربية الذى لم يكن
له ولا لقومه علم بآثار مصر الفرعونية ولا أخبار الفراعنة – كيف عرف
"هامان" ؟..
... إنه قرآن الله الذى
أُوحى إليه
"فرعون " .. هكذا سمى القرآن حاكم
مصر فترة نبى الله موسى بالفرعون ¸واختلف الحال وقت نبى الله يوسف , فسماه القرآن (الملك) وليس الفرعون , حيث
استولى "ملوك الرعاة " على الحكم تلك الفترة وسموا الحاكم ملكا , ثم
مالبث أن استرد الفراعنة ملكهم .....وهذه حقيقة تاريخية , كيف عرفها محمد صلى الله
عليه وسلم ؟..هذا لايدع مجالا للشك أن القرآن العظيم هو وحى الله تعالى إلى رسوله الكريم ويحوى من الأعجاز مالا يقدر عليه إلا الله العليم
الحكيم
ويلاحظ علاقة بين مقدمة السورة وأواخرها فانظر إلى الآية السابعة والآية 85 : فى الأولى ( ..إنا رادوه إليك.. ) وفى الثانية ( ..لرادك إلى معاد.. ) ،
وفى اول السورة- الآية الثانية: ( تلك آيات الكتاب المبين ) ، ثم (إن الذى فرض عليك القرآن .. )فاستمع يامحمد- صلى الله عليه وسلم- لما تتلو عليك من آيات ولاتحزن واعلم أن وعد الله حق
وهكذا سرى الله عن رسوله الحبيب - صلى الله عليه وسلم وثبت ، وذلك حال هجرته من مكة إلى المدينة ..
وتحقق وعد الله (الحق ) ونصره الله سبحانه وتعالى.
ويلاحظ علاقة بين مقدمة السورة وأواخرها فانظر إلى الآية السابعة والآية 85 : فى الأولى ( ..إنا رادوه إليك.. ) وفى الثانية ( ..لرادك إلى معاد.. ) ،
وفى اول السورة- الآية الثانية: ( تلك آيات الكتاب المبين ) ، ثم (إن الذى فرض عليك القرآن .. )فاستمع يامحمد- صلى الله عليه وسلم- لما تتلو عليك من آيات ولاتحزن واعلم أن وعد الله حق
وهكذا سرى الله عن رسوله الحبيب - صلى الله عليه وسلم وثبت ، وذلك حال هجرته من مكة إلى المدينة ..
وتحقق وعد الله (الحق ) ونصره الله سبحانه وتعالى.
|