لايمكن تصور الحياة بدون جمال ولا فن
إن الله لم يخلق "الحياة جميلة" عبثا
ولم يخلق "الإحساس بالجمال" فى فطرة الإنسان عبثا
…..والجمال والفن صنوان ..فالفن هو أداة الإنسان لصنع الجمال أو إبرازه ..وتتنوع هذه الأداة فى أشكال عدة مثل الشعر والقصة والرسم بأنواعه…………….الخ
الحياة بدون الجمال موات.. جفاف .. كآبة..تعاسة
لماذا ؟ الجمال
……….. هو السعادة :
هو طريق إلى الله : به تشرق القلوب وتصفو النفوس فتعمل العقول على النحو السليم فتتعرف على الخالق الأعظم الواهب للحياة … الله . الحق . من له الأسماء الحسنى .مصدر كل الخير والجمال وسائر القيم
ماهو؟ الجمال
1- هو أحد ثلاث قيم تعارف عليها القدماء وجعلوها أساس القيم كلها ألا وهى (الحق والخير والجمال)
2- الاختلاف فى تعريفه وظهور مقولات :
***(الفن للفن) – (الجمال لذاته) – (الجمالية) – بمعنى أنه لاعلاقة للجمال ولا الفن بالحياة والقيم والدين ***الفن والجمال ذوالعلاقة بالقيم والدين : وهو عكس ماسبق حيث لا يعتبر الفن ( للزينة )فحسب , أو مجرد شعور وانفعال أجوف أبله… ولكنه يعده أكثر ثراء وعمقا …
فهو يرى المضمون فى الفن أو العمل الأدبى – بالإضافة للشكل – ثراء له… فالفكرة لها جمالها الخاص أيضا , واجتماعها مع الشكل يزيد مستوى الجمال ويجعل للعمل الفنى عمقا وديمومة ! وليس المقصود المباشرة الفجة غير المقبولة فى العمل الفنى وإنما روح العمل وإطاره
3- الدارونية والفرويدية : فتبعا لـ(نظرية دارون ) التى جعلت القرد هو أصل اإلإنسان , و(فرويد)اليهودى الشهير الذى جعل الغريزة الجنسية هى الموجهة لسلوك الإنسان , وتأثرت به مجالات مثل علم النفس والفن ! 4- عقدة الكنيسة الغربية: تأصلت فى أوروبا "عقدة" ضد الكنيسة هناك لدورها القديم المعروف فى الحياة آنذاك والذى اتسم بالتضييق على الناس وإعاقة حركتهم والتدخل فى كل شئ حتى منح الناس (صكوك الغفران) لينالوا الجنة فى الآخرة … لذا كان (رد الفعل ) فيما بعد عنيفا إذ دأبوا على إبعادها والدين عن الفن والسياسة وغيرهما ! 5- ومع الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجى الهائل اتجه الغرب إلى المادية وابتعد عن الروحانيات والدين
……… هذا عكس الحال عندنا فى (الشرق)… وأخص بلدنا مصر … ! فظروفنا تختلف عنهم , والدين يحتل القلوب .. 6- وتبعا لديننا وحالنا وأيضا رأي بعضهم فى الغرب , أستطيع القول أن الجمال هو ما يحدث(إشراقة) فى كيان الإنسان – وجداناوعقلا – عند تلقيه تأثير مصدر جمالى(كالطببعة أو العمل الأدبى أو الفنى) , فيتحقق له قدر من السعادة
7- وأستطيع القول أن معنى الجمال يدور حول (الكمال.التوافق بين العناصر) فى إطار من القيم خاصة الحق والخير
8- الجمال ليس فى الأشياء المادية المحسوسة فقط وإنما أيضا فى الغيبيات وغير المحسوسات فنحن نعرف أن الجنة جميلة دون أن نراها .. وكذلك نعرف أن هناك (صبر جميل) و(هجر جميل) و(سراح جميل ) للزوجة قل …..قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل….. 18 يوسف
فاصبر صبرا جميلا 5 المعارج
واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً 10 المزمل
…..فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً 28 الأحزاب
…..فمتعوهن وسرحوهن سراحاً جميلاً 49 الأحزاب …..ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم….. 7 الحجرات
نحن نقص عليك أحسن القصص….. 3 يوسف 9-هناك اختلاف بين الناس فى تعريفهم للشئ الجميل ودرجة إحساس كل منهم به تبعا لمكونات شخصيته وطبيعته النفسية والعقلية
____________________________________________
"الجمال" فى الإسلام
كأى شئ آخر – فى الإسلام - فهو شئ فى منظومة متكاملة شاملة تخدم هدفا واحدا وهو (الانسجام والتوافق) بين الجميع لتحقيق (غاية)واحدة أرادها الإسلام من الأمر بالتكاليف والنهى عن المحرمات (تعاليم اسلام)وهى (السعادة) للإنسان وهى تأتى من :
توحيد الله وعبادته
ولعل الله قد خلق الجمال ليدل على وجوده سبحانه , فعجائب صنعه تدل عليه ..
ولقد جعل الله الجمال فى الكون كله , حتى فى أنفسا …لننظر ونرى أنه المستحق وحده للعبادة فلا أحد بقادر على محاكاة ذلك الإعجاز
إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً 7 الكهف
الذي أحسن كل شيء خلقه….. 7 السجدة
…..صنع الله الذى أتقن كل شئ ….. 88 النمل
…..وصوركم فأحسن صوركم….. 64 غافر
إنا زينا السماء بزينة الكواكب 6 الصافات
ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون 6 النحل
………………………………………………………………………..
وف يلى بعض مؤشرا ت – لضيق المقام - :
القرآن الكريم:
القرآن الكريم كتاب الله تعالى لهداية البشر للإسلام…ويتضمن العقيدة والعبادات والمعاملات وكل ماينظم حياة المسلمين من أحكام… هذا فى الأساس , ولكنه أيضا زاخر بكثير من نواحى الجمال التى تمتع القلوب
وهو بكل هذا معجزة ودليل على صدق الرسالة التى بلغها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها من عند الله……
ولقد جعله الله تعالى قمة فى البلاغة والجمال البيانى ليتحدى به الناس أن يأتوا بسورة من مثله – إعجازا -… ثم ليكون واضحا مقربا للأذهان محببا لنا , وليقبل عليه الناس ويفهموه ويقدروه خاصة وأن العرب آنذاك كانوا أهل فصاحة وبلاغة
وأتحدث عن القرآن الكريم فى موطن الحديث عن الجمال , ذلك لأنه يحوى من الجمال الكثير.
والحقيقة أن من يعشقه يراه بديلا لكل متع الجمال …. ولا أبالغ القول .. فكم من مسلم ترك سبق تعلقه ببعض الفنون العادية ( كالغناء والطرب) عندما تغنى بالقرآن وعكف عليه …ودون قصد منه .. – وصدقونى - ولايجدى الكلام فليس من ذاق وعر ف كمن سمع ……. وهى ليست دعوة لترك الغناء وإنما هى الحقيقة ! الحقيقة أن أسلوب قراءة القرآن (التجويد) شئ مبهر فعلا وهو قمة الموسيقى والجمال بالإضافة لأسلوب وكلمات القرآن ذاته… لقد قسم البعض أساليب اللغة العربية إلى شعر ونثر وقرآن وذلك لتفرد أسلوب القرآن الكريم .. ومصداق هذا أن الأذن تتعرف عليه مجرد أن تسمعه حتى لغير العارف به , ويعتبر القرآن إعجازا بكل المقايس , .. واقرأوا سورة مريم والرحمن والنجم والطور………الخ….. ولو تحدثنا عن الموسيقى الداخلية التى تشع نورا وجمالا بين الكلمات فسنقول الكثير… أضف إلى ذلك ماتشعر به من جمال فى الصور البلاغية التى يحفل بها … وعظم وضع الكلمات والآيات فى مواضعها – سبحان الخالق العظيم -….. ثم مايزخر به القرآن العظيم من قصص – للتثبيت فى الشدائد والعظة - !.. إنه شئ رائع يجب أن يدرسه كل مشتغل بالأدب خاصة القصة القصيرة .. أسلوب الحكى أو السرد واختيار الكلمات والجمل ( أو الآيات) القصيرة الموحية – سبحان الله –
….وإكمالا لسلسلة الجمال ,
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "تغنوا بالقرآن" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.. وكان يحب سماع القرآن يتلى من غيره.. واختار الأجمل صوتا للآذان لصلاة وهو "بلال" ذو الصوت الندى
ومزيدا من إيثار الجمال : فقد اختار النبى صلى اله عليه وسلم بلالا للآذان لماله من صوت ندى
جمال المظهر :
عنى الإسلام بجمال شخصية المسلم وشرع له كل مايتسم بالرقى والرفعة , ولايمكن أن نجد ماهو أرقى وأكمل من تعاليمه مهما شرع (الناس) فى الغرب أو الشرق …
وقد يأخذ (التقدم) المادى و(الحضارى) فى الغرب بعض الناس , ولكن مع العلم بديننا نجد فيه ماهو أكمل وأجمل , وانظروا إلى ماتعارفنا عليه من قواعد سلوكية "الاتيكيت" , فستجدوها – باكتمال ورقى – فى الإسلام ( واقرأوا كتابات المنصفين من الغربيين …إقرأوا فى هذا الشأن لــ "مونتجمرى وات" )
ولأن الإسلام دين عالمى صالح لكل مكان وزمان فقد اهتم بالقواعد الأساسية وترك الأشياء الفرعية لتصرف المسلم ليتحرك فيها وفق القواعد العامة الإسلامية وأوضح مثال لذك هو (الزى) فلم يحدد الإسلام زيا محددا وإنما بين حدود (العورة) وماينبغى ستره لكل من الرجل والمرأة , فلا تحديد ولا إلزام بلون معين ولا طراز معين …
ويهمنى إلقاء بعض الضوء على زى المرأة فى الإسلام( أنظر فى سورة النور والأحزاب) .. وعموما من المهم الإشارة إلى حجاب الفرض- (ولا أقول الفضل ولا أتطرق إلى منطقة خلاف)
لايقتصر الحجاب على مجرد تغطية جسد المرأة – وبخاصة رأسها كما يعتقد البعض ! – وإنما لابد أن يستر غطاء الرأس جيدها وصدرها( جيوبهن) , ويغطى ثوبها سائر جسدها – ماعدا الوجه والكفين – ولابد أن تتوفر فى الزى الشرعى عدة عوامل :
1)أن يكون ساترا مغطيا 2)ألا يكون شفافا 3)ألا يضيق فيظهر تفاصيل الجسم 4)ألا يكون لافتا للأنظار- لبس شهرة – 5)ألا يكون معطرا لافتا للانتباه 6) ألا يشبه زى الرجال
…….وفيما يلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية توضح حرص الإسلام على حسن المظهر من الاعتناء بالنظافة والملبس وحسن الهيئة… وهى واضحة بنفسها
*قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده….. 32 الأعراف
*يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد….. 31 الأعراف
——-أخرج أبو داود عن أبي الأحوص
عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال ألك مال، قال نعم، قال من أي المال، قال قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال فإذا أتاك الله مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته. وهو حديث صحيح.
——-عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسناً. قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس " رواه مسلم
—–عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده رواه الترمذي
—–عن أبي الدرداء، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا:إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم ولباسكم حتى تكونوا في الناس كأنكم شامة فإن الله عز وجل لا يحب الفحش ولا المتفحش. رواه أحمد وأبو داود
—– عن عطاء بن يسار، قال: كان رسول الله صلى الله عيه وسلم في المسجد، فدخل رجل ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه رسول الله بيده، كأنه يأمره بإصلاح شعره ولى الحيته، ففعل، ثم رجع. فقال رسول الله : أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم وهو ثائر الرأس كأنه شيطان . رواه مالك
النظافة :
—–عن البراء، قال: قال رسول الله : حقاً على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة، وليمس أحدكم من طيب أهله، فإن لم يجد فالماء له طيب . رواه أحمد والترمذي، وقال هذا حديث حسن
—–عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء» يعني الاستنجاء. قال الراوي: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. رواه مسلم ( "البراجم" هي العقد على ظهر مفاصل الأصابع )
—–لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء ، وبالسواك عند كل صلاة. متفق عليه
—–عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عل وسلم :غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود . رواه الترمذي
الآداب العامة:
عن أبي هريرة، أن النبي كان إذا عطس غطى وجهه بيده، أو ثوبه، وغض بها صوته. رواه أبو داود والترمذي
ومنه أيضاً عدم القهقهة في الضحك، ووضع اليد على الفم عند التثاؤب، والأكل مما يلي فى صحيفة الطعام
وإيثارا للجمال : فقد كان من منهج النبي صلى الله عيه وسلم تغيير الاسم القبيح،
وقد غير رسول الله كثيراً من الأسماء القبيحة، قال أبو داود: وغير النبي اسم العاص، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغراب، وحباب، وشهاب، كما غير أسماء بعض النساء،
وعن ابن عمر، أن بنتاً لعمر يقال لها عاصية، فسماها رسول الله جميلة. رواه مسلم
فن الشــــعر:
برع العرب فى فن الشعر.. ورغم أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يكن شاعرا إلا أنه كان يستمع للشعر..واشتهر فى الإسلام الشاعر المسلم حسان بن ثابت
فن الموسقى والغناء:
لا أود التطرق إلى مناطق الخلاف فى هذا الموضوع
ولكن بصفة عامة فالإسلام حريص على كرامة ووقار المسلم وشخصيته
وبالنسبة للغناء فكلنا نعرف الأنشودة التى استقبلت بها يثرب(المدينة المنورة)الرسول صلى الله عليه وسلم
" طلع البدر علينا من ثنيات الوداع".. كذلك غناء الصحابة أثناء حفر الخندق (غزوة الخندق)" لولا أنت ما اهتدينا , ولا صلينا ولا زكينا, فأنزل السكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا ""
وقد أبيح إشهار الزواج ولو بضرب الدف
ولم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب جاريتين الدف فى بيته بين يدى السيدة عائشة رضى الله عنها ولقد حال بينها وبين أبيها الصديق عندما استنكر ذلك وعنّف ابنته
المهم فى كل هذا عدم الإخلال بالقواعد الشرعية والإساءة للدين أو حياة المسلم أو الحياء أو إثارة الغرائز مما يِؤذى الناس ويؤدى إى فساد الفرد والمجتمع
-----------------------------------------------------------
https://s-a-l-a-m.blogspot.com/2013/05/blog-post_25.html
----------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------
https://s-a-l-a-m.blogspot.com/2013/05/blog-post_25.html
----------------------------------------------------------
——– وأخيـــــــــــرا ——–
تناولت الموضوع فى عجالة .. ولا ينبغى أن أغفل القول عن جمال الإيمان والإسلام نفسه … وهل هناك (أجمل) من اتباع الحقيقة المطلقة؟ … أى شئ فى دنيانا هذه يمكن تصديقه على وجه اليقين ؟ .. كل شئ وله ضدة ووجوهه الأخرى المعاكسة إلا الإيمان بالله الواحد الأحد . الحق . ومصدر الخير والجمال وكل القيم ..سبحانه من له الأسماء الحسنى
والإيمان والإسلام طريق إلى الجنة ..وهى الأكثر"جمالا " , ففيها مالا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر .
والإيمان والإسلام طريق إلى الجنة ..وهى الأكثر"جمالا " , ففيها مالا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر .
الجمال: به تشرق القلوب وتصفو النفوس فتعمل العقول على النحو السليم
ردحذفماهو الجمال؟ وبعض صوره