وكان السائد هو رفض أوصعوبة تقبلهم للرسالات الجديدة ، وواجه الأنبياء - عليهم السلام- الكثير من العنت والمشقة ليبلغوا الرسالات
... وسورة البقرة عُنيت بالحديث عن قوم موسى - عليه السلام - وهم بنو إسرائيل ... وفى ذكرهم وغيرهم عظات وعبر
لما بعدهم ، وكذلك تسرية وتثبيت لخاتم الرسل - رسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين }.
------------------------------------------------------
عن "سورة البقرة" :
"سورة البقرة" هى أول سورة بالمصحف بعد فاتحة الكتاب
أولا : بدأت بنبذة عن التعريف بهذا الكتاب – أو مايطلق
عليه فى مقدمة أى كتاب : مقدمة/ افتتاحية/ تصدير
ولأن القرآن الكريم كتاب الله العظيم وليس كأى كتاب – كتاب مختلف –
معجز- فكان بيان هذا منذ البداية
وكانت أول آية بالسورة هى الحروف الميقطعة – دليل إعجاز
ثم النص على حقيقة أن هذا الكتاب لاشك فيه ( ليس من عند البشر وينبغى تصديق هذا ثم جاء فى
الآية 23 بتحدى للمكذبين )
ثم نصت السورة - بإجمال- فى مقدمتها -على مُحتوى الكتاب : "هدى للمتقين"
- عرّفت
معنى كلمة " المتقين"
وعرّفت معنى كلمة
"هدى" – أو (المنهج) وهو طريق المتقين
-------------------------------------
عظمة القرآن الكريم وإنه من عند
الله
آية 2 ، 23 ، 24
----------------------------------------
تحدثت السورة عن العقيدة والأحكام المتعلقة بأركان الإسلام الخمسة
، والأحكام المنظمة لحياة المسلم (المعاملات) من كل النواحى (الاجتماعية
من زواج وطلاق وميراث ومأكل ومشرب -حلال وحرام -...... /وجنائية : قصاص .. /
ومالية (أوجه الإنفاق ) والربا والدين
وتحدثت عن القتال ............. .. ويمكن القول أنها سورة ((شاملة))
كدين الله ((الشامل)) وذلك للا عتناء بكافة نواحى الحياة الدنيا وكذا الآخرة ،
وأخبار السابقين والمستقبل – من المهم التأكيدعلى أن هذا الشمول هو
مايميز الإسلام ويجعل له خصوصيته وتفرده
ثانيا : الغيب
أساس العقيدة
ومهم أن يعيى الإنسان (فكرة الغيب)
، وإنه لشئ سهل التصور إذا ماتأمل طبيعته وحياته وأنه لا يملك معرفة اللحظة
القادمة لأنها "غيب"
غيب - أى غير معلوم له - وكذا فإن
أجداده "غيب"، وكل ما حدث فى الكون فى عصور سابقة (وتدلنا الآثار
الباقية من السابقين على أنهم كانوا ثم مضوا وأصبحوا غيبا بالنسبة لنا نحن
لأننا لانراه ولانعيش معه)
ومن العجيب أن ينكر(الماديون) أصحاب الفكر المادى
(الغيب) ويرونه"خرافات وأساطيررغم أن فكرة الغيب تحيط بهم وتدخل حياتهم
حتى تكوينهم !
( أرواحهم) غيب
لايرونها بأعينهم ولايلمسونها
بأيديهم- ولايعنى هذا إنها غير موجودة
- والأصل فى الإيمان بالغيب الإيمان بالله و الله تعالى رغم أننا لانراه ؛ تدركه
أبصارنا ولاتراه لقصور إمكاناتناإلا أننا نرى دلائل قدرته المطلقة الواضحة السافرة
سفورا ساطعا ----- والإيمان بالله يقتضى الإيمان بكل مايخبرنا به عز
وجل فنؤمن بكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر - والقدر خيره وشره
والله (الخالق) هو مطلق القدرة والعلم وليس كمثله شئ
والإيمان بالله له دلائل موجودة نراها فى عظمة خلق الكون حولنا وفى
أنفسنا
ومع هذه الدلائل فالعقول فينا تصل إلى حتمية وجود خالق مطلق القدرة
ليس كمثله شئ ، ويعلو علينا وعلى كل شئ - هو خالقه- ،
فلاتدركه أبصارنا ولاتراه لقصورها - وهذا لا ينفى وجوده
ثالثا : أركان الإسلام الخمسة
الشهادة - الصلاة - الزكاة - الصيام - الحج
وتناولتهم آيات السورة
رابعا : أنواع الناس
ثلاثة أنواع : مؤمنون ، كافرون ، منافقون
وهناك المفلحون (وهم النوع الأول ) آية 3 ، 4، 5 /وهناك
الخاسرون (النوع الثانى والثالث) : آية27
خامسا : قصة آدم
كرم الله بنى آدم وفضلهم
على
مخلوقاته حتى الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم
وقد امر سبحانه الملائكة بالسجود لآدم
وعلم آدم الأسماء كلها (وهنا التفاتة ؛ فالله خلق الإنسان منذ
البداية ذا عقل قادر على الاستيعاب والتعلم ،
أى خلق الله الإنسان إنسانا منذ بداية الخلق ولم يكن قردا ولم
(يتطور) أى لامحل لنظرية النشوء والارتقاء !
سادسا : عبادة الله
" يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم
والذين من قبلكم لعلكم تتقون " 21
خلقنا الله تعالى وخلق الكون ، وأمرنا أن نعبده
وأنزل القرآن هدى لنا ليعلمنا مالم نعلم وليعرفنا العقيدة والأحكام
والحلال والحرام والأوامر والنواهى وافعل ولا تفعل والثواب والعقاب والجنة والنار
وقصص الأولين وأحداث بدء الكون ونهنايته مما شاء الله أن يعلمنا به
- عرّفنا
القرآن قصة الخلق وكيف عاش آدم فى الجنة ، وكيف أخرجه الشيطان منها بأن وسوس له
بالمعصية فأكل من الشجرة
التى
نهاه الله عنها
"فتلقى آدم من ربه كلمات
فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم " 37
وأمرنا
الله أن نتخذ الشيطان عدوا
وقصة آدم عبرة للبشر ، وبيان يوضح لهم حقيقة الحياة
والدين
فما الحياة الدنيا إلا دار ابتلاء
فإما يطيع الإنسان ربه وإما أن يعصاه فالطائعون لله هم
المفلحون الفائزون بالجنة والعصاة هم الخاسرون أصحاب النار
وإذاما أخطأ الإنسان فعليه بالرجوع لربه بالتوبة والله هو
التواب الرحيم أى عرفنا الله (التوبة) وأنه هو "التواب الرحيم " فلنمض
فى الحياة مطمئنين ولانخف ولنسارع بالرجوع لله إذا ما أخطأنا ولانيأس
سابعا : بنوإسرائيل
سورة البقرة عُنيت بالحديث عن بنى إسرائيل
ذلك لكثرة ما فعلوه مع أنبيائهم من إساءات
والحديث عنهم وعن جحودهم
وظلمهم ، وتعريف رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين بتاريخهم شئ مهم :
*
للتسرية وللثبات والإعانة على الصبر للمضى فى طريق الدعوة والإيمان
* لأخذ العبر والدروس للإعانة على مواجهة أى مشكلات جديدة تواجه المسلمين لإسلام- ولتكون أمة الإسلام الأمة التى اختارها الله
لتحمل أمانة الاستخلاف وإعمار الأرض بمنهج الله تعالى
---------------------------------------
وذلك بعدما فشل بنو إسرائيل وعصوا ربهم
الذى حباهم بنعم كثيرة (ولعل أعظمها عظم عفوه عنهم و عن جحودهم وإساءاتهم
بالتوبة عليهم) وأنه كان قد فضلهم على العالمين
"يابنى
إسرائيل اذكروا نعمتى عليكم وأنى فضلتكم على
العالمين" 47
واتقوا يوما لاتجزى
نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولايؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون ) 48
ومن نعم
الله على بنى إسرائيل :
1)نجاهم من آل فرعون وأغرقهم وهم ينظرون .
2)العفو عنهم والتوبة عليهم بعدما عبدوا العجل
3) أتاهم الكتاب والفرقان ولم يشكروا ربهم
4)بعثهم الله بعدما عاقبهم بالموت بعدما طلبوا رؤية الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون
5) وأظلهم بالغمام وأنزل عليهم المن
والسلوى وأرشدهم للعيش والاستقرار بدخول القرية – وفق طقوس معينة- ولكنهم خالفوا
وعصوا
6)بدلوا القول الذى أمرهمالله به عند دخول القرية فلم يدخلوا سجدا ولم يقولوا "حطة" - أى طلب الغفران من الله تعالى .
7) وفجر الله الماء ليشربوا بعدما استسقى موسى لقومه ، وأطعمهم بأن
أنزل عليهم المن والسلوى فطلبوا الأدنى منه (عصيانا لله)
8) وبعدوا عما أنزله الله من مواثيق وتولوا عن الحق
ونقضوا العهد فعاقبهم الله
9) قصة البقرة
وبسورة البقرة أربعة مواثيق :
1 (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا
فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا مافيه لعلكم تتقون
) 63
2 (وإذ
أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لاتعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذى القربى واليتامى
والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا
منكم وأنتم معرضون ) 83
3 (وإذ
أخذنا ميثاقكم لاتسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم
وأنتم تشهدون ) 84
4 (وإذ
أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا
وعصينا وأشربوا فى قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن
كنتم مؤمنين ) 93
كذلك
ذكرت سورة البقرة مافعله بنو إسرائيل من مخالفة
أمر الله لهم يوم السبت (ابتلاء لهم) :
*إذ أمرهم الله بألا يصطادوا من البحريوم السبت
فتحايلوا بمكرهم وخالفوا وعصوا - كعادتهم-
وجاء ذكر * قصة البقرة : - وتسمت السورة باسمها - :
وكانت للابتلاء وتعريف المكذبين أن الله هو
الخالق وأنه قادر أن يحيى الموتى وإنه بكل شئ عليم
موضوع "البقرة" :قتل أحد أفراد بنى
إسرائيل عمه
واتُهم بريئا بقتله فأظهر الله تعالى القاتل
الحقيقى ، بأن أمر موسى -عليه السلام- أن يقول لهم أن الله يأمرهم أن يذبحوا بقرة (ليضربوا
المقتول ببعضها فيبعثه الله حيا ليخبر عن قاتله ) -وقد مات المقتول مباشرة بعدما
أحياه الله وأخبر عن قاتله- .
وموضوع البقرة كان ابتلاء من الله ودرسا
فبنوإسرائيل -كعادتهم- لجوا فى الأمر وتكلموا ولم
يعمدوا إلى الطاعة بمجرد تلقى الأمر فعاقبهم الله بأن شدد عليهم - بعدما شددوا على
أنفسهم ! -
-------------------------------------------------
وسورة البقرة مليئة بالقصص والصور وأسباب النزول
ومنها تؤخذ العظات والعبر
وتُكتسب المعلومات ، ويُفهم الإيمان
، ويصل المسلم إلى درجة اليقين ويتسلح ب (المنهج)
منهج الإسلام وكيف يسلك طريق الله (الطريق المستقيم)
بعض من مساوئ بنى إسرائيل - استوجبت عقاب الله : --------------------------------------------------------
كانوا يكفرون ويستكبرون ويحرفون كلام الله من
بعد ماعقلوه ويعصون و يقتلون بغير الحق ويعتدون ,على الرسل وينقضون المواثيق
ويمكرون ويبدلون نعمة الله من بعد ماجاءتهم ويحرفون الكلم ويكتمون الحق ويلبسون الحق بالباطل ويفسدون فى الأرض وأكثرهم لايؤمنون
(هذا كله رغم أن الله تعالى كان قد أنعم عليهم وفضلهم على العالمين ).
(... ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما
عصوا وكانوا
يعتدون ) 61
( ...أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم
وفريقا تقتلون) 87
(... فبدل الذين ظلموا
قولا غير الذى قيل لهم ) 59
(...
وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ماعقلوه وهم يعلمون )
75
(
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح
الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون ) 76
(
وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله
عهده أم تقولون على الله مالا تعلمون ) 0 8
وهكذا لم يشكر بنوإسرائيل
نعم الله واستمروا فى جحودهم وعصيانهم وافتروا على الله الكذب
فضربت عليهم الذلة والمسكنة
وباؤا بغضب من الله
وللموضوع بقية – ولم ينته الكلام
عن السورة فهى أطول سورة فى القرآن الكريم إذ أن عدد آياتها 286
آية
- والله المُستعان-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق