المعارج
"الله ذى المعارج"
لابد أنك توقفت عند (الله ذى المعارج )- تلك التى وردت فى
مقدمة سورة المعارج :
"سأل سائل بعذاب واقع* للكافرين ليس له دافع* من الله ذى المعارج " 3/1
وهذه لم يرد مثلها فى القرآن كله إلا فى هذا الموضع
عذاب واقع:أى حتمى الحدوث من الله تعالى حيث أن
المكذبين بالبعث أعرضوا،و دعوا على أنفسهم بالعذاب،وكأنهم يُعجزون الله !
(ملحوظة: فرق
بين سأل سائل ثم يتبع بحرف الباء – سأل سائل ب عذاب واقع) : وهى للدعاء أو
الطلب ، و (سأل عن):وهى للسؤال المحتاج
لإجابة).
ليس له دافع : لايقدر كائن من كان على منعه فهو أمر الله العلى ومشيئته.
ليس له دافع : لايقدر كائن من كان على منعه فهو أمر الله العلى ومشيئته.
المعنى اللغوى:المعارج:عرج فى
الدرجة والسلم يعرُج عروجا أى ارتقى وكذا يعرج فى الشئ أى رقى – وعرج الشئ فهوعريج أى ارتفع وعلا
والمعرج أى المصعد وطريق صعود الملائكة
وعرج بالروح والعمل أى صعد بهما
والعروج هو حركة الأعرج الذى لايمشى فى خط مستقيم
والعروج هو الجمع من (معرج) أى الطريق المعوج
إعجاز علمى
:
ثبت حديثا بعد التطور العلمى الهائل فى مجال
الصعود للفضاء(السماء الدنيا) وجود ملايين الأجرام السماوية من نجوم ومذنبات وشهب
ونيازك ... تختلف فى الأحجام والجاذبية مما يجعل هناك حتمية للصعود فى خطوط متعرجة
وهذا الاسم(ذى المعارج)يدل على عظمة الله سبحانه
وتعالى وعلوه
وأنه فوق عباده وإليه- تعالى- يصعدون
و(الله) "ذى المعارج" لايأذن بالصعود فى السماء بعد الموت إلا لأرواح المؤمنين الأبرار.. (تصعد) إليه سبحانه
عكس الكفار المكذبين فلا يُسمح لأرواحها وتُرّد إلى الأرض
"لا تُفتّح لهم أبواب السماء" 40 الأعراف
وكذا
ا"إليه يصعد الكلم الطيب
والعمل الصالح يرفعه" 10 فاطر
وكذلك تعرج الملائكة
وكذلك تعرج الملائكة
وقال أحد علماء السلف أن (ذو
المعارج) من أسماء الله ؛ لصعود الكلم والعمل الصالح إليه
وهو يدل على علوه فوق عباده وعظمته – سبحانه
وتعالى .
وجاءت صفة (ذى المعارج) فى بدء السورة تأكيدا
لعظمته وقدرته تعالى ، وتحديا لأحد المشركين الذى أساء الأدب
واستهزأ واستهان بالبعث والحساب منكرا ومتحديا
وكأنما هو معجز الله !!
ذلك هو " النضر بن الحارث القرشى"
الذى قال:
( اللهم إن كان هذ هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم)
( اللهم إن كان هذ هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم)
وكانت آيات السورة ردا شديدا
عليه وعلى الكفرة المكذبين بالدعوة وبالبعث
فبينت تدنى منزلة المكذبين واجتراءهم
على خالقهم القادر العظيم – سبحانه-
" كلا إنا خلقناهم
مما يعلمون" 39 المعارج
أى إنا خلقناهم من ماء مهين
- ومن لم يعيه الخلق الأول لقادر على إعادة
الخلق ، أو إحياء العظام وهى رميم –البعث- بل هو سبحانه قادر أن يذهبهم ويأتى بخير منهم - من خلق آخرين .
*** " فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون* على أن نبدل
خيرا منهم ومانحن بمسبوقين " 40 ، 41
ليس هذا بمسغرب فقد حدث لأقوام سابقة- عاد وثمود- ، وتدل عليهم آثارهم الباقية
((ولاحظ صياغة الآية الكريمة : القسم للتوكيد وكذا التوكيد ب(
إنّأ ) ، واللام فى (لقادرون) ثم بيان أن هذه المقدرة لله وحده "ومانحن بمسبوقين" ))
*** ثم :
" ذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى
يلاقوا يومهم الذى يوعدون " 42
وهى التفاتة للنبى صلى الله عليه وسلم ، وأمر له أن يتركهم ولايهتم بهم
.. والآية تُشعرك بالحتمية والثقة فى حدوث البعث
..... وأيضا هى تسرية للرسول
الكريم فلا يحزن لتكذيبهم لدعوته لهم - وليصبر
"صبرا جميلا"
..........................
وتوعدت الآيات المكذبين وأنذرتهم وأفزعتهم ببيان الأهوال عند قيام الساعة والبعث
وهو يوم بخمسين ألف سنة
وقارنت بين حال المؤمنين والكفار
المكذبين (مقابلة)
والأصل أن الإنسان(عموما) قد خُلق هلوعا
وجزوعا(سريع التذمر غير متحلى بالصبر) إلا المؤمنين الطائعين لربهم ، مما يزيد من
بؤس حال الكفرة المكذبين يومئذ – أى مضاعفة للفزع والترهيب
شرح للكلمات :
السماء كالمهل:كالفلز المنصهر(وقيل كمخلفات
استخلاص الزيوت)& الجبال كالعهن : الصوف المندوف المتطاير الذى تذروه الريح
ولايسأل حميم حميما : من شدة الهول وانشغال
كل فرد بنفسه & يبصرونهم:يرون أقرباءهم ويعرفونهم ولكن لكل
منهم شأن
لظى: نار تلتهب & نزاعة للشوى: تنزع جلد الرأس
أدبر وتولى : بعد عن الحق وطاعة الله & جمع فأوعى: جمع المال ولم يؤد حق الله فيه من نفقة وزكاة وصدقة
دقة التعبير القرآنى :
الفرق بين "الأجداث" و "القبور " :
الفرق بين "الأجداث" و "القبور " :
وردت فى سورة المعارج كلمة
"الأجداث" :
"....... يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون
" 43
والأجداث غير القبور
فالقبور هو مايدفن فيه الموتى
أما
الأجداث فهى الأماكن التى يخرج منها من (كانوا) موتى ثم بعثهم الله يوم
القيامة فأصبحوا أحياء (يخرجون ) و (ينسلون)... يتحركون
وذكرت "الأجداث" فى القرآن 3 مرات :
"يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون" 43 المعارج
" ونُفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون" 51 يس
و(القبور) وردت فى خمسة مواضع من
القرآن :
"... يخرجون من الأجداث كأنهم جلراد منتشر " 7 القمر
" وما أنت بمسمع من فى القبور " 22 فاطر
وأيضا :
7 الحج & 9 العاديات & 4 الانفطار & 13 الممتحنة &
الخاتمة :
" يوم يخرجون من الأجداث
سراعا " 43
وهى مناسبة لمقدمة السورة
ومابين مقدمة السورة ونهايتها سرد ووصف للهول والعذاب(الأليم) الذى دعا به أحد الكفار المكذبين على نفسه استهزاء وإنكارا للبعث !! فهاهو واقع - حقيقة- ومجسدا فى هذه السورة من الله القادر ّذى المعارج"سبحان الله العلى العظيم
---------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق