الأحد، 14 يوليو 2013

شهر رمضان المعظم

شهر رمضان المعظم :

رمضان شهر القرآن
قال جل وعلا : 
{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }( البقرة:185 )
 ، قال الحافظ ابن كثير : " وكان ذلك - أي إنزال القرآن - في شهر رمضان في ليلة القدر منه ، كما قال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر }، وقال سبحانه :{إنا أنزلناه في ليلة مباركة } ، ثم نزل بعده مفرقاً بحسب الوقائع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- " ، وكان جبريل - عليه السلام - يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان - كما في الصحيحين - ، وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة ، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عارضه جبريل القرآن مرتين .
وكان للسلف رحمهم الله اهتمام خاص بالقرآن في هذا الشهر الكريم ، فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته ، وربما تركوا مدارسة العلم من أجل أن يتفرغوا له ، فكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة ، وكانَََ بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، وكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها , وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان يترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على قراءة القرآن من المصحف ، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن .
ومما ينبغي أن يعلم أن ختم القرآن ليس مقصوداً لذاته وأن الله عز وجل إنما أنزل هذا القرآن للتدبر والعمل لا لمجرد تلاوته والقلب غافل لاه ، قال سبحانه :{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته }(ص29) ، وقال: { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } ( محمد 24).
إذاً فختم القرآن ليس مقصوداً لذاته ، فليس القصد من تلاوته هذَّه كهذَّ الشعر ، بدون تدبر ولا خشوع ولا ترقيق للقلب ووقوف عند المعاني ، ليصبح همُّ الواحدِ منا الوصول إلى آخر السورة أو آخر الجزء أو آخر المصحف ، ومن الخطأ أيضاً أن يحمل أحدنا الحماس - عندما يسمع الآثار عن السلف التي تبين اجتهادهم في تلاوة القرآن وختمه - فيقرأ القرآن من غير تمعن ولا تدبر ولا مراعاة لأحكام التجويد أو مخارج الحروف الصحيحة ، حرصاً منه على زيادة عدد الختمات ، وكون العبد يقرأ بعضاً من القرآن جزءاً أو حزباً أسورة بتدبر وتفكر خير له من أن يختم القرآن كله من دون أن يعي منه شيئاً
فضل القرآن :
إنماالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ   الأنفال 2
َونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا           الإسراء 82                                                قل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا   الإسراء88
ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ      الرعد 28
لقد رغَّب رسول الله صلي الله عليه وسلم فى تلاوة كتاب الله أعظم ترغيب فقال:
عن عثمان بت عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر
وفي رواية مثل الفاجر بدل المنافق
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه

عن عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم (الذى يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)   رواه البخارى ومسلم

وروى مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن عثمان بن عفان رضى الله عنه  عن النبى صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه
….. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ,فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" رواه الترمذي وأبوداود والنسائي وأحمد والحاكم وابن حبان
…..
 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله, فيلبس تاج الكرامة ثم يقول: يا رب زده, فيلبس حلة الكرامة, ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقول: اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة" رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني                                       
       ….. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقر علي القرآن فقلت : يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل , قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري فقرأت حتى إذا بلغت : "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علىهؤلاء شهيدا " فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل" رواه البخاري ومسلم
….. عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "…….وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله , يتلون كتاب الله , ويتدارسونه بينهم, إلا نزلت عليهم السكينة , وغشيتهم الرحمة , وحفتهم الملائكة , وذكرهم الله فيمن عنده " رواه مسلم وغيره
….عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يؤتى يوم القيامة بالقرآن , وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا , تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما" رواه مسلم
….. عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"القرآن شافع مشفع وماحل مصدق, من جعله أمامه قاده إلى الجنة, ومن جعله خلفه قاده إلى النار" رواه البيهقي والطبراني وغيرهما وصححه الألباني
                                                                                                                                  www.islamweb.net                                        وبعــــــــــــــد  :                                        
 فللقرآن تأثيرعلى  النفس يختلف فى رمضان عنه فى أى وقت آخر , ولعل مرجع ذلك إلى أن الصيام يرقق المشاعر , فيزيد الإحساس فيه بكلمات ومعانى وإعجاز القرآن .. ذلك لأن الصوم يكسر جموح البدن ويقوى الروح ويبعد الشيطان فيستجيب الإنسان للقرآن غذاء للروح , والجوع والعطش يكسر النفس ويخضعها لخالقها فتستجيب لهدي الله .. القرآن… والخلاصة أن للقرآن الكريم تأثيرا ومذاقا وحلاوة تفوق  ماله فى غير شهر رمضان .
… فلنغتنمها فرصة بالإقبال على القرآن الكريم فى الشهر المبارك . ولندع الله ليجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا
الأخلاق فى رمضان :
الأخلاق أساس الإسلام وجعلها الرسول صلى الله عليه وسلم الهدف الذى بعثه الله من أجله( إنما بُعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) , وحينما تحدثت  السيدة عائشة رضى الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم  قالت( كان خلقه القرآن)…….
…. ولأن شهر رمضان هو شهر القرآن وشهر الفضائل والخيرات , فيه نزل القرآن , ويصوم الناس , ويقومون لله عز وجل , وتضاعف فيه الحسنات وتعتق الرقاب من النار . وتتشرف إحدى لياليه بأن رب العزة وصفها فى القرآن بأنها خير من ألف شهر , لذا كانت الأخلاق فيه ألزم من سواه … ولعل الأحاديث النبوية الشريفة كافية لتوضيح الموضوع 0(الأخلاق فى رمضان) :  
)من لم يدَع قولَ الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدَعَ طعامَه وشراب رواه البخاريّ وأبو داود والترمذيّ، وفي الحديث الآخر  : (إذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرفث ولا يفسُق، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله فليقُل: إني صائم )،                                                                                                     وعن أبي عبيدةَ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ) : الصوم جُنَّة ما لم يخرقها  بغيبةٍ أو كذب )              وعن ابن عمرَ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال) : رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامِه الجوعُ والعطش، وربَّ قائمٍ حظّه من قيامِه السهَر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لنتدبر سورة ا\

من على "تويتر " !

 يعنى للذكرى ! فقد قيل أن "تويتر" سيتخلص مما عليه من أحمال (تغريدات سابقة) ! نعم نحن المسلمين مختلفون #المسلم أساس عقيدتنا"ا...