﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
المر تِلكَ آياتُ الكِتابِ وَالَّذي أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يُؤمِنونَ ﴿١﴾ اللَّـهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجري لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمرَ يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكُم بِلِقاءِ رَبِّكُم توقِنونَ ﴿٢﴾ وَهُوَ الَّذي مَدَّ الأَرضَ وَجَعَلَ فيها رَواسِيَ وَأَنهارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فيها زَوجَينِ اثنَينِ يُغشِي اللَّيلَ النَّهارَ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ ﴿٣﴾ وَفِي الأَرضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنّاتٌ مِن أَعنابٍ وَزَرعٌ وَنَخيلٌ صِنوانٌ وَغَيرُ صِنوانٍ يُسقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعضَها عَلى بَعضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلونَ ﴿٤﴾ وَإِن تَعجَب فَعَجَبٌ قَولُهُم أَإِذا كُنّا تُرابًا أَإِنّا لَفي خَلقٍ جَديدٍ أُولـئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِرَبِّهِم وَأُولـئِكَ الأَغلالُ في أَعناقِهِم وَأُولـئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ ﴿٥﴾وَيَقولُ الَّذينَ كَفَروا لَولا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَومٍ هادٍ ﴿٧﴾ اللَّـهُ يَعلَمُ ما تَحمِلُ كُلُّ أُنثى وَما تَغيضُ الأَرحامُ وَما تَزدادُ وَكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ ﴿٨﴾ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الكَبيرُ المُتَعالِ ﴿٩﴾سَواءٌ مِنكُم مَن أَسَرَّ القَولَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَن هُوَ مُستَخفٍ بِاللَّيلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ ﴿١٠﴾ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ يَحفَظونَهُ مِن أَمرِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم وَإِذا أَرادَ اللَّـهُ بِقَومٍ سوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُم مِن دونِهِ مِن والٍ ﴿١١﴾ هُوَ الَّذي يُريكُمُ البَرقَ خَوفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ ﴿١٢﴾ وَيُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ وَيُرسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ وَهُم يُجادِلونَ فِي اللَّـهِ وَهُوَ شَديدُ المِحالِ ﴿١٣﴾ لَهُ دَعوَةُ الحَقِّ وَالَّذينَ يَدعونَ مِن دونِهِ لا يَستَجيبونَ لَهُم بِشَيءٍ إِلّا كَباسِطِ كَفَّيهِ إِلَى الماءِ لِيَبلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ ﴿١٤﴾ وَلِلَّـهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ﴿١٥﴾ قُل مَن رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ قُلِ اللَّـهُ قُل أَفَاتَّخَذتُم مِن دونِهِ أَولِياءَ لا يَملِكونَ لِأَنفُسِهِم نَفعًا وَلا ضَرًّا قُل هَل يَستَوِي الأَعمى وَالبَصيرُ أَم هَل تَستَوِي الظُّلُماتُ وَالنّورُ أَم جَعَلوا لِلَّـهِ شُرَكاءَ خَلَقوا كَخَلقِهِ فَتَشابَهَ الخَلقُ عَلَيهِم قُلِ اللَّـهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ الواحِدُ القَهّارُ ﴿١٦﴾ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحتَمَلَ السَّيلُ زَبَدًا رابِيًا وَمِمّا يوقِدونَ عَلَيهِ فِي النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أَو مَتاعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ كَذلِكَ يَضرِبُ اللَّـهُ الحَقَّ وَالباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ كَذلِكَ يَضرِبُ اللَّـهُ الأَمثالَ ﴿١٧﴾ لِلَّذينَ استَجابوا لِرَبِّهِمُ الحُسنى وَالَّذينَ لَم يَستَجيبوا لَهُ لَو أَنَّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَميعًا وَمِثلَهُ مَعَهُ لَافتَدَوا بِهِ أُولـئِكَ لَهُم سوءُ الحِسابِ وَمَأواهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المِهادُ ﴿١٨﴾أَفَمَن يَعلَمُ أَنَّما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ كَمَن هُوَ أَعمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبابِ ﴿١٩﴾ الَّذينَ يوفونَ بِعَهدِ اللَّـهِ وَلا يَنقُضونَ الميثاقَ ﴿٢٠﴾ وَالَّذينَ يَصِلونَ ما أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يوصَلَ وَيَخشَونَ رَبَّهُم وَيَخافونَ سوءَ الحِسابِ ﴿٢١﴾وَالَّذينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِم وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدرَءونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولـئِكَ لَهُم عُقبَى الدّارِ ﴿٢٢﴾ جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها وَمَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَأَزواجِهِم وَذُرِّيّاتِهِم وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ ﴿٢٣﴾ سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ﴿٢٤﴾ وَالَّذينَ يَنقُضونَ عَهدَ اللَّـهِ مِن بَعدِ ميثاقِهِ وَيَقطَعونَ ما أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يوصَلَ وَيُفسِدونَ فِي الأَرضِ أُولـئِكَ لَهُمُ اللَّعنَةُ وَلَهُم سوءُ الدّارِ ﴿٢٥﴾ اللَّـهُ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَن يَشاءُ وَيَقدِرُ وَفَرِحوا بِالحَياةِ الدُّنيا وَمَا الحَياةُ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا مَتاعٌ ﴿٢٦﴾ وَيَقولُ الَّذينَ كَفَروا لَولا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ قُل إِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَيَهدي إِلَيهِ مَن أَنابَ ﴿٢٧﴾ الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ ﴿٢٨﴾ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ طوبى لَهُم وَحُسنُ مَآبٍ﴿٢٩﴾ كَذلِكَ أَرسَلناكَ في أُمَّةٍ قَد خَلَت مِن قَبلِها أُمَمٌ لِتَتلُوَ عَلَيهِمُ الَّذي أَوحَينا إِلَيكَ وَهُم يَكفُرونَ بِالرَّحمـنِ قُل هُوَ رَبّي لا إِلـهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَإِلَيهِ مَتابِ ﴿٣٠﴾ وَلَو أَنَّ قُرآنًا سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ أَو قُطِّعَت بِهِ الأَرضُ أَو كُلِّمَ بِهِ المَوتى بَل لِلَّـهِ الأَمرُ جَميعًا أَفَلَم يَيأَسِ الَّذينَ آمَنوا أَن لَو يَشاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النّاسَ جَميعًا وَلا يَزالُ الَّذينَ كَفَروا تُصيبُهُم بِما صَنَعوا قارِعَةٌ أَو تَحُلُّ قَريبًا مِن دارِهِم حَتّى يَأتِيَ وَعدُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لا يُخلِفُ الميعادَ ﴿٣١﴾ وَلَقَدِ استُهزِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبلِكَ فَأَملَيتُ لِلَّذينَ كَفَروا ثُمَّ أَخَذتُهُم فَكَيفَ كانَ عِقابِ ﴿٣٢﴾ أَفَمَن هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفسٍ بِما كَسَبَت وَجَعَلوا لِلَّـهِ شُرَكاءَ قُل سَمّوهُم أَم تُنَبِّئونَهُ بِما لا يَعلَمُ فِي الأَرضِ أَم بِظاهِرٍ مِنَ القَولِ بَل زُيِّنَ لِلَّذينَ كَفَروا مَكرُهُم وَصُدّوا عَنِ السَّبيلِ وَمَن يُضلِلِ اللَّـهُ فَما لَهُ مِن هادٍ ﴿٣٣﴾ لَهُم عَذابٌ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُم مِنَ اللَّـهِ مِن واقٍ ﴿٣٤﴾ مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقونَ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلكَ عُقبَى الَّذينَ اتَّقَوا وَعُقبَى الكافِرينَ النّارُ﴿٣٥﴾ وَالَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَفرَحونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَمِنَ الأَحزابِ مَن يُنكِرُ بَعضَهُ قُل إِنَّما أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللَّـهَ وَلا أُشرِكَ بِهِ إِلَيهِ أَدعو وَإِلَيهِ مَآبِ ﴿٣٦﴾ وَكَذلِكَ أَنزَلناهُ حُكمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلا واقٍ ﴿٣٧﴾ وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسولٍ أَن يَأتِيَ بِآيَةٍ إِلّا بِإِذنِ اللَّـهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ ﴿٣٨﴾ يَمحُو اللَّـهُ ما يَشاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتابِ ﴿٣٩﴾ وَإِن ما نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيكَ البَلاغُ وَعَلَينَا الحِسابُ﴿٤٠﴾ أَوَلَم يَرَوا أَنّا نَأتِي الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها وَاللَّـهُ يَحكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِ وَهُوَ سَريعُ الحِسابِ ﴿٤١﴾وَقَد مَكَرَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم فَلِلَّـهِ المَكرُ جَميعًا يَعلَمُ ما تَكسِبُ كُلُّ نَفسٍ وَسَيَعلَمُ الكُفّارُ لِمَن عُقبَى الدّارِ ﴿٤٢﴾ وَيَقولُ الَّذينَ كَفَروا لَستَ مُرسَلًا قُل كَفى بِاللَّـهِ شَهيدًا بَيني وَبَينَكُم وَمَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ ﴿٤٣﴾
************************************************************************************
عجيب أمر الإنسان الجاحد لربه الكافر به
عجيب أمر الإنسان الجاحد لربه الكافر به
زوده الله بالعقل (والفطرة أيضا)
وأنزل الكتاب (القرآن الكريم) موضحا وشارحا وشاهدا من الله الخالق ، وبه من الحجج والدلائل ومن الترغيب والترهيب ومن العظة وقصص الأولين مايخطب العقول والأفئدة والجوارح !
وأرسل الرسل -عليهم السلام- ، وخاتمهم سيد الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم مبلغا رسالة ربه ومبشرا ونذيرا
وقبل كل شئ خلق الله تعالى الكون معجزا ينطق بوجود الله الخالق وعظمتة ووحدانيتة -سبحانه وتعالى-
ورغم ذلك كله فإن أكثر الناس لايؤمنون !
بل يجادلون فى الله بغير علم !
ويطعنون فى كتبه ورسله !
ويتخذون أربابا وشركاء !
بل يجادلون فى الله بغير علم !
ويطعنون فى كتبه ورسله !
ويتخذون أربابا وشركاء !
"قُل مَن رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ يطعنون اللَّـهُ قُل أَفَاتَّخَذتُم مِن دونِهِ أَولِياءَ لا يَملِكونَ لِأَنفُسِهِم نَفعًا وَلا ضَرًّا قُل هَل يَستَوِي الأَعمى وَالبَصيرُ أَم هَل تَستَوِي الظُّلُماتُ وَالنّورُ أَم جَعَلوا لِلَّـهِ شُرَكاءَ خَلَقوا كَخَلقِهِ فَتَشابَهَ الخَلقُ عَلَيهِم قُلِ اللَّـهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ الواحِدُ القَهّارُ "﴿١٦﴾
إن دلاٍئل خلق الله واضحة ، وكل شئ يشهد بوجود خالق عظيم مطلق القدرة ، والكون كله صفحات زاخرة بآيات الله ، ترضى العقل الذى تميز به الإنسان ... ولكن !ولكن هناك من يصر على العناد والكبر والظلمات فينكر وجود الخالق سبحانه وتعالى
".......إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلونَ "﴿٤﴾
إنهم ينكرون وجود الله ووحدانيته وكتبه ورسله واليوم الآخر !
ويتعجبون أن يحيى الله الموتى بعد أن يصيروا ترابا !
إنه لأمر عجيب !
فمن هو قادر على هذا الخلق العظيم (فى البدء)لقادر أن يعيد خلقه يوم الحساب !
"وَإِن تَعجَب فَعَجَبٌ قَولُهُم أَإِذا كُنّا تُرابًا أَإِنّا لَفي خَلقٍ جَديدٍ أُولـئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِرَبِّهِم ..." (5)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سورة الرعد تعرض لهؤلاء الكفار وتسوق الأدلة الدامغة على وجود االخالق العظيم ووحدانيته وتدبيره الحكيم للكون
وتأتى السورة بدلائل وحجج متعددة ، بينها حجة هى الأشد وضوحا (صوتا وصورة وأثرا) - ولايمكن لذى بصر أوسمع أوإحساس وعقل أن يغفلها --------------
إنه الظاهرة الطبيعية (الرعد )
الظاهرة الطبيعية التى تحدث (فوق)رؤس الناس - أى أعلاهم - فيسمعون الصوت ويرون الأثر ، ويشعرون بما يصاحبها من برق ومطر
بل صواعق تحرق ماتصيبه ! وقد يسلطها الله على عصاة يريدهم بسوء الجزاء قصة إربد بن قيس وعامر بن طفيل وهما من خططا لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم )
...... ولكل ذى عقل عبرة فى قصص الأولين ، ولابد أن يقف الإنسان العاقل أيضا عند أقوام أخذتهم (الصيحة) وأدى الصوت المخيف إلى القضاء عليهم ذلك بأنهم أنكروا وجود الخالق وعصوا رسل الله عليهم السلام
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تسمت السورة ب (الرعد)
ربما ليقف الغافل عند هذه الظاهرة الواضحة القوية المتميزة ويعمل عقله ويفئ إلى خالقه
ولعل (الرعد) بما يمثل من قوة و-رهبة وآثارا متباينة ، هو الأكثر تمثيلا وتوضيحا لما قصدت السورة أن تبينه :
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مقاصد سورة الرعد :
بيان الحق وقوته وبقائه - وهشاشة الباطل وضعفه وزواله
الله سبحانه هو (الحق) ؛ فالحق اسم من أسمائه الحسنى
ودعوته حق - وكتابه حق ..
ولله جنود خلقها وسخرها
لما يريده سبحانه ، و (الرعد) أحد جنود الله ، يسير بأمره وكذا مايصاحبه من برق أو مطر أو صواعق
يخلق لدى الناس مشاعر متعددة ومتباينة من الخوف والرجاء (خوفا وطمعا) - خوفا من علو ورهبة الصوت وكذا رهبة البرق وإحراق الصواعق ، وطمعا فى نزول المطر من السحاب الثقال المتراكم مما يعنى الزرع والثمار والخير
"هُوَ الَّذي يُريكُمُ البَرقَ خَوفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ "﴿١٢﴾
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
و ذكرت السورة أن (الرعد) القوى المخيف - والذى يعلو فوق رؤوس البشر- ويخيفهم بصوته المرعب وصواعقه المدمره- يخشع لخالقه ويسبحه
وَيُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ وَيُرسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ وَهُم يُجادِلونَ فِي اللَّـهِ وَهُوَ شَديدُ المِحالِ ﴿١٣﴾
...........وَلا يَزالُ الَّذينَ كَفَروا تُصيبُهُم بِما صَنَعوا قارِعَةٌ أَو تَحُلُّ قَريبًا مِن دارِهِم حَتّى يَأتِيَ وَعدُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لا يُخلِفُ الميعادَ ﴿٣١﴾
---------------------------------------------------------------------------------
قصة عامر بن طفيل وأربد بن قيس :
(........وَيُرسِلُ الصَواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ........... ) ﴿١٣﴾
(........وَيُرسِلُ الصَواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ........... )
قال ابن عباس : نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل وأربد بن قيس وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله هذا عامر بن طفيل قد أقبل نحوك فقال دعه فإن يرد الله به خيراً يهده فأقبل فقال: يا محمد ما لي إن أسلمت قال: لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال: تجعل لي الأمر بعدك قال لا ليس ذلك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء قال: فتجعلني على الوبر(البادية) وأنت على المدر قال: لا قال: فماذا تجعل لي قال: أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها وكان أربد قد أوصى صاحبه إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف فجعل يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه فاخذ من سيفه شبراً ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله وجعل عامر يومئ إليه فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه فقال: اللهم اكفنيهما بما شئت فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة فأحرقته وولى عامر هارباً وقال: يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملأنها عليك خيلاً وفتياناً مرداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمنعك الله تعالى من ذلك
وذهب عامريريد الأوس والخزرج فنزل بيت امرأة سلولية- من بنى سلول- فلما أصبح ضم عليه سلاحه فخرج وهو يقول: واللات لئن أصحر محمد إلي وصاحبه يعني ملك الموت لأنفذنهما برمحي فلما رأى الله تعالى ذلك منه أرسل ملكاً فلطمه بجناحيه فأذراه في التراب وخرجت له غدة في ذات الوقت كغدة البعير فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول: غدة كغدة البعير وموت في بيت السلولية ثم مات على ظهر فرسه وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة (سَواءٌ مِّنكُم من أَسَرَّ القَولَ وَمَن جَهَرَ بِهِ) حتى بلغ (وَما دُعاءُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ).
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
*******************************************
وذهب عامريريد الأوس والخزرج فنزل بيت امرأة سلولية- من بنى سلول- فلما أصبح ضم عليه سلاحه فخرج وهو يقول: واللات لئن أصحر محمد إلي وصاحبه يعني ملك الموت لأنفذنهما برمحي فلما رأى الله تعالى ذلك منه أرسل ملكاً فلطمه بجناحيه فأذراه في التراب وخرجت له غدة في ذات الوقت كغدة البعير فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول: غدة كغدة البعير وموت في بيت السلولية ثم مات على ظهر فرسه وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة (سَواءٌ مِّنكُم من أَسَرَّ القَولَ وَمَن جَهَرَ بِهِ) حتى بلغ (وَما دُعاءُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ).
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
*******************************************
( فمال الإنسان الضعيف يجادل ويعاند ويتكبر وينكر وجود الخالق العظيم !؟)
***********************************************وجاء ذكر كتاب الله (القرآن الكريم)فى بدء السورة ، وختامها أيضا
"تِلكَ آياتُ الكِتابِ وَالَّذي أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ .." (1)
وَيَقولُ الَّذينَ كَفَروا لَستَ مُرسَلًا قُل كَفى بِاللَّـهِ شَهيدًا بَيني وَبَينَكُم وَمَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ ﴿٤٣﴾
ولأن غشاوة على عيون الكفار فإنهم لايرون القرآن الكريم كمعجزة وبرهان من عند الله ، ويطلبون معجزة أخرى مثل معجزة موسى وعيسى !
م
ويردالله عليهم ، وتأتى الآيات مواسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثبتة وداعمة له ، فترجع سوء حال الكفار وكفرهم إليهم هم ، لا إلى تقصير من رسول الله صل الله عليه وسلم ، فهم عمى لايبصرون النور وهم لايغيرون ما بأنفسهم ،
ويرمون الرسول صلى الله عليه وسلم بالباطل وماهو إلا
مرسل برسالة ربه مبلغا ونذيرا
وإنهم لكاذبون فقد آذى الكفار- أمثالهم -رسل الله من قبل ولم يؤمنوا فأنزل الله عقابه بهم ، ،
وَلَو أَنَّ قُرآنًا سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ أَو قُطِّعَت بِهِ الأَرضُ أَو كُلِّمَ بِهِ المَوتى بَل لِلَّـهِ الأَمرُ جَميعًا أَفَلَم يَيأَسِ الَّذينَ آمَنوا أَن لَو يَشاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النّاسَ جَميعًا وَلا يَزالُ الَّذينَ كَفَروا تُصيبُهُم بِما صَنَعوا قارِعَةٌ أَو تَحُلُّ قَريبًا مِن دارِهِم حَتّى يَأتِيَ وَعدُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لا يُخلِفُ الميعادَ ﴿٣١﴾
وَلَقَدِ استُهزِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبلِكَ فَأَملَيتُ لِلَّذينَ كَفَروا ثُمَّ أَخَذتُهُم فَكَيفَ كانَ عِقابِ ﴿٣٢﴾
ويلاحظ أن :السورة قد عملت على تثبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعمه ضد أكاذيب الكفار الذين أنكروا أنه رسول الله تعالى إليهم بدعوة الحق
...... وقد جاءت شهادة الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم حجة على الكفار .وأكدت السورة على قوة الحق وضعف الباطل
- وأساس الحق هو الإيمان بالله الخالق وأما الباطل فهو الكفرباللهوأوردت السورة مثلين رائعين لتوضيح ذلك أحدهما يخص جريان الماء ومايحمله من شوائب تعلو سطح الماء
وأما الآخر فهو مايعلو الذهب من شوائب عند صهره لاستخراج الذهب النقى(أو معادن أخرى كالنحاس مثلا) .
أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَولأندَرِها فَاحتَمَلَ السَّيلُ زَبَدًا رابِيًا وَمِخالقمّا يوقِدونَ عَلَيهِ فِي النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أَو مَتاعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ كَذلِكَ يَضرِبُ خلوقاتاللَّـهُ الحَقَّ وَالباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ كَذلِكَ يَضرِبُ اللَّـهُ الأَمثالَ ﴿١٧﴾
ولأن الله الحق غالب على أمره ولأن الحق باق ، ولأن العبودية لله تعالى حق والسجود له حق ،جعل الله كل المخلوقات تسجد له طوعا وكرها (شاءت أم أبت) ،جعل لها ظلالا تعانق الأرض(تسجد لله) فى الغدو والآصال (سبحان الخالق العظيم)
وَلِلَّـهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ﴿ ١٥﴾وتخبر الآيات أن كل خلق الله يسجدون لله الحق ، طوعا وكرها أى سواء أرادوا وآمنوا بالله أم أبوا وكفروا !
فالله أودع فى خلقه فطرته والاتجاه إليه ؛ وجعل (الظل) لأجسادهم وأسقطه على الأرض رغما عنهم !
ومما هو جدير بالذكر أن مخلوقات الله جميعا تتجه بفطرتها - طوعا- لخالقها تسبحه (بلا عناد ولا جدال ) إلا الإنسان فكان أكثر شئ جدلا !
سبحان الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق